الأعداء القدماء هم نفسهم الأعداء الجدد

1 0 0
                                    


قد يكون الوقت تجاوز السابعة مساءا لما اتجهت على عجل الى المستشفى ، مكثت تنتظر الطبيب المكلف بحالة المريض و هي تضع قبضة يدها على جانب خدها بعدما طلبت منها ممرضة الاستقبال إنتظاره في الصالة. تمللت في مكانها و إتجهت ناحية النافذة الزجاجية التي تطل على غرفة الجنرال ، كان في حالة سيئة معصوب الرأس و قد إستعاد وعيه منذ ثلاث ثواني و راح يسأل الممرضة عما يفعله في المستشفى. إنعطفت بإتجاه آلة بيع القهوة و المشروبات الغازية ، وضعت بعض النقوذ لملئ الكوب ، شرذت في لون الخزامى الذي يكتسي به المستشفى أما النوافذ الكبيرة ذات الزجاج الخارجي المتوهج فتطل على مشاهد طبيعية أقل ما يقال عنها فاتنة. كان الليل قد غطى السماء النهارية ذات الأزرق الباهت بلأسود فكان المنظر يشبه لوحة ليلة النجوم لفان غوخ. من الجانب الآخر للجمال و المعاكس له يوجد الضجيج الذي لا ينتهي و جريان الممرضات بين الممرات للحاق بمرضاهم ، أما بعض الناس فمذعورين و على أعصابهم ، تستطيع رؤية عمال النظافة و هم يقومون بإزالة قطرات الدماء على الأرض أما الأطباء فتجدهم بزيهم الجراحي و ملحقاتهم الطبية يسارعون في كل مكان لإنقاذ حياة شخص ما على أعتاب الموت او الخطر. غرقت في تأملاتها لمدة قاربت الدقيقتين ، أبصرت من خلالها شخص يشبه مارشملو آتيا نحوها في الرواق الطويل ، إنها أحلام اليقضة أو هذا ما كانت تظنه في قرارة نفسها غير أنه لم يكن حلما بل يقظة نطقت مستغربة كأنها تهذي :

- مارشملو ?

- لا فقط شبحي.

نظرت إليه في ذهول و سألته دهشة :

- أنت هنا ? متى جئت ?

- انا هنا لأنك علمتني شيئا مهما.

إستفسرت ليجيب في هدوء :

- لا تلتقط البندقية كي تقتل الفراشة.

تنهدت طويلا و هي تلتقط القهوة ثم راحت تجلس على الكرسي المواجه له و أردفت ببرود :

- انت تتكلم كرجل شرطة .. هات ما عندك.

ضبط اعصابه و هو يقول :

- انه ذلك الأقرع الذي استدعاك.

حملقت فيه كما يحملق الناس في الشخص المختل :

- أقرع ? من تقصد.

- الكونت رينارد لومير.

- الكونت أصلع وليس أقرع.

قال بلهجة الإحتجاج و هو يفرك جيبنه المصطح بإعياء :

- و هل هناك فرق ?

أكدت له ذلك وأردفت تشرح بأن الأقرع هو الشخص الذي سقط كل شعره بينما الأصلع هو الذي فقد جزء منه فقط.

تأفف مارشملو لكلامها فهي تحب دائما معاندته و تجعله يظهر بمظهر الغبي زفرت بدورها و قالت بحزم :

سرقات متحف باردو - سادة التلاعبWhere stories live. Discover now