أوجه الحياة

1 0 0
                                    


قدمت القهوة و الشاي عجوز مكتنزة تعرف برئيسة الخدم السيدة أمينة . بينما انتهزت مريم بودي الفرصة لخلق بعض الاحاديث مع الابنة الكبرى التي كانت تجلس مقابلها في كنبة مستطيلة . حيث راح الرجال الثلاثة يناقشون بعض الاعمال بينهم و يتجاذبون اطراف الحديث في الجهة المقابلة من الغرفة. اما البنت الصغرى فقد انسلت و هربت مثل اللص بحجة تأدية الواجبات المنزلية . كانت الغرفة رحبة تساوي بيت مريم بودي في الحجم و مفروشة بطريقة تدل على الاناقة و الترف ، غنية بالاثاث و زاخرة باللوحات الفنية و الصور التذكارية المصطفة في اطارات فوق الموقد ، مختارة بعناية لتتناسب الديكور الداخلي. ارتشفت القليل من القهوة و بنظرة تمعن لفنجالها قالت بصوت بشوش :

- امم مذاق القهوة لذيذ جدا

اجابت أدا بنبرة بريئة :

- انا مسرورة لانها اعجبتك فانا اختارها بعناية و من النوع الجيد ، لان زوجي من عشاقها .

راحت صورتها تتشكل فوق كوب القهوة لتبدو كرسمة لريم انبثق منه رقة بشرتها تماما فوق زجاج القهوة كما في الحقيقة.. ذو جمال اشتثنائي . دفعت مريم بودي الخصلة التي انحرفت فوق جبينها معيدة اياها للخلف إسترسلت في إعجاب :

- يسرني انه لازال هناك من تقدر زوجها و تهتم بالتفاصيل التي يحبها .

ابتسمت بخجل و اطرقت راسها مفكرة لتجيب بلهجة غريبة :

- صحيح اتعرفين ما يقولون ? الشيئ الذي تعبت للحصول عليه ستقدسين وجوده في حياتك .

حركت يديها على طول جدار الفنجان ، كان صوتها جذابا.

- كثير من الناس يعتقدون بان الظفر بالمحبوب يقلل الحب .

كان في داخلها تيار من الافكار مثل الطوفان فاسترسلت تقول :

- ان كثير من الناس يتوهمون الحب لكن ذلك لا يدوم طويلا فبأول عقبة تواجههم ينكشف لهم ان حبهم مزيف . صدق الحب و قوته يقاس بتجاوز العقبات التي تظهر.

ارفقت راسها في نهاية الجملة باتجاه زوجها و طالعته بابتسامة مأخوذة مع احمارار بسيط في وجهها لتستأنفت الحديث من جديد :

- بالمناسبة الاغلبية او الاقلية ليست معيارا للقياس بنظري هناك مفاهيم مهمة تابى الخضوع و الانحصار في هذا المقياس بل تختلف من كل فرد مثل البصمة الوراثية...

لقد ايقنت مريم بودي في هذه اللحظة بان التي امامها إما امراة مغرمة او ممثلة درامية باهرة .لكن خيل لها انها شاهدت نظرات شخص اخر نحوهما لم تفهمها بوجه التحديد ليدير وجهه بسرعة كمن ضبط متلبسا. سالت المحققة بعد تردد:

- سيسرني ان اسمع عن قصة حبكما و كيف بدات .

- انها قصة طويلة .

سرقات متحف باردو - سادة التلاعبWhere stories live. Discover now