الفصل الواحد والأربعين ( لن نعود مرة أخرى، انتهت الرسائِل )

Magsimula sa umpisa
                                    

أعتدل يحيى في جلسته، ليبتلع ريقه وهو ينظر إلى رشاد بإرتباك، ليتحدث قائلاً بنبرة مُهتزة:

-" أنا هحكي لحضرتك، لكن أوعدني إنك متجيبش لبابا أي سيرة عن الموضوع دة بالذات، الموضوع دة مينفعش بابا يعرفه، مينفعش".

شعر رشاد في تلك اللحظة بأنه على وشك الإستماع إلى شيء كبير لا يشمله أي مزاح، ليبدأ يحيى بالتحدث بعدما إبتلع ريقه ولمعت أعينه أثناء قوله بنبرة مُرتعشة أثر عشوائيته بالحديث الذي يخرج منه بتيه وخوف وعدم معرفة لما يجب عليه فعله:

-" يوم الخطوبة تليفون بابا رن علينا علشان نبدأ نجهز، وأنا كلمته من موبايل ماما علشان هو كان عايزها وهي كانت نايمة، أنا مش دايماً بمسك تليفونها أو مش بصادف إنه يكون موجود قدامي، بس المرة دي أنا رديت عليه عادي واخدت الموبايل معايا من غير قصد علشان كنت مستعجل، ولما كان ف أيدي، لاحظت إن حد بعتلها ماسدچ، في الأول مأخدتش بالي من الإسم علشان كنت فاكر ممكن تكون واحدة صاحبة ماما، بس لما ركزت في الإسم والصورة، لقيتهم لراجل غريب، أنا أول مرة أشوفه".

كان رشاد يستمع إليه بهدوء على عكس ما بداخله من نيران مُشتعلة تُثبت حقيقة ما يدور بعقله في ذلك الحين، ليبتلع يحيى ريقه وهو يلوح برأسه بعدما سقطت دمعة رغماً عنه من عينه أثناء قوله بنبرة مُرتعشة:

-" أنا حاولت أفتح الموبايل بس معرفتش، بس اخدت بالي من الـ Notification لما جه من فوق، واللي خلاني عايز افتحه هو محتوى الرسالة، يعني تقريباً كان ما بينهم كلام وهو بيرد عليه، ساعتها دخلت حطيت الموبايل تاني جنب ماما، وخرجت دخلت اوضتي، وافتكرت إن أنا إللي كنت عامل لماما الاكونت بتاعها من سنتين، جربت افتحه واتفتح معايا...".

ليقوم بمسح دمعته وهو يستكمل حديثه قائلاً بنبرة محشرجة أظهرت شعوره الذي شعر به أول مرة عندما رأى بهاتفها ما رأى:

-" لقيت كذا شات لكذا راجل.. لا هما قرايبنا ولا شوفناهم قبل كدة، وكلهم كانت ماسدچاتهم متعلقة، ما عدا شات واحد بس كانوا ناهيين ما بينهم الكلام عادي، قدرت أدخل عليه، وشوفت الكلام ما بينهم".

قلب رشاد بعينيه للفراغ بنفاد صبر وغضب تملك منه في تلك اللحظة، شعر بأنها قد تعدت حدودها لأقصى حد، لحدٍ لا حد له، يشعر وكأنه يُريد لو يأتي بها في تلك اللحظة ويُكسر رأسها، ولكنه فاق من تفكيره عندما وجد يحيى يتحدث بنبرة محشرجة مُرتعشة أظهرت خُذلانه ووجعه الذي ظهر في تلك اللحظة عندما تعرض لموقف لا يُمكن لأي أحد تحمله، موقف لا يُغفر لأي شخص أبداً وسط أي مسمى:

-" أنا مش فاهم هي بتعمل كدة ليه، مش عارف طيب هي ليه كدة.. إيه إللي يخليها توصل للدرجة دي، طيب وبابا.. بابا عمره ما كان وحش معاها، عمره ما زعلها، ودايماً كان بيحاول يفرحها ويسعدها، مفيش أم تعمل كدة، أنا مش عارف حتى أودي وشي من نفسي فين".

عُمارة آل نجم.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon