الثامن والستون

Start bij het begin
                                    

نظرت امتثال الي وسيله التي لم تأكل الا بضع لقيمات بعدها قامت من مكانها لتسألها : رايحه فين يا حبيتي
قالت وسيله بهدوء : رايحه التواليت يا تيته
اومات امتثال لتدخل وسيله إلي الحمام النسائي وتتوقف امام المرأه تتطلع الي نفسها بينما تعيد بعض خصل شعرها للخلف ... انتفضت من مكانها ما أن ظهر في انعكاس المراه خلفها عمر الذي قال بهيام وعيناه تتطلع لانعكاس صورتها : زي القمر
التفتت له بصدمه : عمر !
اوما لها بينما يقول بعشق : عمر اللي خلاص اتجنن علي ايدك
اقترب منها خطوه لتتراجعها وسيله للخلف ليقترب الأخري حتي يتوقف امامها ويقول باستعطاف : ايه يا سيلا كل ده وقلبك مرقش ليا ....انا عملت وهعمل اي حاجه عشان تسامحيني وترجعيلي
اشاحت وسيله بعيناها عنه وهتفت برفض : لا ياعمر ....مش هيحصل
تجرأت يداه لتمسك بذقنها يدير وجهها إليه ويقول بهيام : هيحصل يا قلب عمر ....انتي بس اديني فرصه ...افتحي قلبك ولو حته صغيرة قد كده وانا هخليكي تسامحيني
ابعدت وسيله يده عنها بغضب وهتفت به برفض لدقات قلبها التي أن تتحرك تجاهه : مبقاش عندي قلب خلاص ....اوعي من قدامي وابعد عني
هز عمر رأسه وبقي واقف امامها ليقول باستعطاف : مقدرش ابعد عنك ....سيلا انا اسف قوليلي اعمل ايه عشان تسامحيني
نظرت له وسيله بحنق : مش هسامحك خالص ...اوعي بقي
هز رأسه مجددا لتنظر له بغضب : بقولك اوعي ياعمر
نظر إلي عيونها برجاء : سيلا انا اتغيرت ...عمر القديم مات ...اشار لها وتابع : بصي انا عملت ايه عشانك .....كتم ضحكته بينما يتابع : انا داخل وراكي حمام الستات عشان بس اكلمك
خلينا نرجع لبعض وقولي لجدتك متدخلش بينا ...قاطعته وسيله بغضب عبر بلا تفكير عن خطها الأحمر الذي خطته لنفسها بلا وعي : متوقع تاني اسمعك ...انسي ...انا بسمع بس كلام تيته
رفع عمر عيناه وزفر بضيق مستنكرا حديثها : يعني ايه بس تسمعي كلام جدتك يا وسيله ....بأي منطق
هتفت به وسيله بيقين : بمنطق اللي حصل ليا لما سمعت كلامك
ابتلع عمر بثقل من تأنيبها وقال بمنطقيه : و ليه تسمعي كلامي أو كلامها ...اسمعي كلام نفسك يا وسيله
انتي وبس اللي لازم تسمعي عقلك وقلبك بيقولوا ليكي ايه !
اهتزت نظراتها بينما ما قاله لا تنكر أنه ما تأخذه إليه نفسها ولكن أيضا بداخل نفسها هناك عقده كبيره لا تنفك تطاردها بذنب ما حدث لجدتها وعاشته بسببها لذا اخذت هذا العهد الثقيل علي نفسها أن تستمع الي جدتها دون جدال في كل ما تقوله لتبعد عيناها المشتته عن نظراته وتهز راسها برفض لمجرد التفكير في حديثه : لا مش هسمع كلام اي حد الا تيته لأنها الوحيده اللي عارفه مصلحتي
نظر لها عمر باحتقان ليهتف متبرطما : هي هتفضل واقفه ليا زي اللقمه في الزور كتير .....امسك عمر بكتفها ونظر لها برجاء : وسيله حبيتي لو سمحتي بلاش تفكري كده ....اه جدتك عاوزة مصلحتك وانا وكل اللي حواليكي بس انتي اكتر واحده اكيد عارفه مصلحه نفسك واكيد انتي حاسه اني اتغيرت .....نظر إلي عيونها وتابع برجاء : وسيله حبيتي احنا بينا كلام كتير لازم نقوله .....اجفلت وسيله من لمسته لتنكمش علي نفسها وهي تبعد كتفها عن لمسته ويبدو الم ممزوج بالانزعاج الشديد علي ملامحها وهي تتراجع الي الخلف وتهز راسها
: لا ..لا ...مش عاوزة اتكلم معاك
انتبه عمر الي تلك الحاله الغريبه التي انتابتها بالاضافه لحديثها الخانع ليركز نظراته عليها ويقول برفق بينما يقترب منها الخطوات التي تتراجعها : طيب يا حبيتي بلاش تتكلمي اسمعيني علي الاقل ... انا عندي كلام كتير عاوز أقوله ليكي
تراجعت وسيله وهي مازالت تهز راسها : مش عاوزة اسمعك ...مش عاوزة
اغمض عمر عيناه بغيظ شديد حينما تعالت تلك الطرقات علي الباب وتبعها صوت امتثال : وسيله ...اتاخرتي ليه يا حبيتي !
اهتزت نظرات وسيله وشهقت بهلع مبالغ فيه حينما استمعت لصوت جدتها وكأنها مذنبه لوجودها معه أمام جدتها لتقول بأنفاس متلاحقه وصوت خافت راجي : تيته ....بلاش تخليها تشوفك ....ابعد ياعمر وبلاش تخليها تشوفني بتكلم معاك
عقد عمر حاجبيه لتلك الحاله ليه رأسه ويقول بتلقائيه : وفيها ايه لما نتكلم يا وسيله
هزت وسيله راسها وقالت بهذيان : هتزعل مني
انزعجت عمر من تلك الحاله كما أنزعج من طرقات امتثال المتلاحقة ليسحب نفس عميق ويفتح عيناه التي توهجت بغضب جعل وسيله تتوجس بينما يتجه عمر الي الباب يفتحه ويتوقف أمام امتثال التي عقدت حاجبيها بحنق ممزوج بالمفاجاه حينما فتح عمر الباب ووقف امامها بجرأه :
انت بتعمل ايه هنا ؟!
أسرعت تنظر إلي وسيله : انتي كويسه ....ضايقك في حاجه ؟!
قال عمر بامتعاض من دفاع امتثال الاهوج عن زوجته  بتأكيد أنه الذئب الذي سيفترسها :  هضايقها في ايه وانا بتمني ليها الرضي وحتي لو ضايقتها هي تعرف تاخد حقها مني
نظر إلي امتثال وتابع برجاء مهذب : يا حاجه ادينا مساحه لو سمحتي
نظرت له امتثال بغضب هاتفه : الحاجه الوحيده اللي هديهالك هي قلم علي وشك لو قربت منها تاني ... ابعد عنها واياك تقرب منها ...فاهم
وقعت عيون وسيله التي نكستها للأرض وهي تتوقف بضعف خلف جدتها علي قبضه عمر التي كورها بقوة بينما يحاول التحكم في غضبه امام اهانه امتثال له والتي تابعت باحتدام وهي تمسك يد وسيله : في كل خطوه هتلاقيني واقفه قدامك ... يلا يا وسيله
زفر عمر بضيق شديد لينظر الي وسيله وهي منقاده الي يد جدتها التي دون أن تدرك أصبحت مثل عمر تحيك حولها جدار حتي لو كان بهدف حمايتها إلا أنه يظل سياج يقيدها دون أن تدرك وهي بعد ما حدث أصبحت تتواري خلف هذا السياج وكأنها الارنب الصغير الذي نصحته والدته بعدم الخروج حتي لا يأكله الثعلب وخالف حديثها وكاد الثعلب يأكله فأصبح يستمع إلي والدته بلا تفكير التي وجب عليها أن تعلمه كيف يحمي نفسه من الخطر لا أن تبقيه دوما خلف السياج المتمثل بها دون إدراك أنها بتلك الطريقه ستفقدها غريزتها الطبيعيه بحمايه نفسها مادامت الحمايه تمثلت لها فيمن امامها
وهاهي تريد أن تضعها خلف سياج آخر
وهي تشدد علي كلماتها : كان بيقولك ايه ؟!
تعلثمت وسيله بعدم إدراك منها بينما كل ما تولد بداخلها وأصبح يسيطر عليها هو شعورها بالذنب تجاه جدتها بسبب كل ماحدث والان لا تريد أن تضايقها حتي وان كان بمجرد كلمه لتتابع امتثال بتشديد :
وسيله اياك تكوني لسه بتفكري في الولد ده
هزت وسيله راسها لتتابع جدتها بتحذير نبع من خوفها علي حفيدتها : افتكري اللي حصلك لما مسمعتيش كلامي ومشيتي وراه وورا قلبك اللي معرفش يختار
لم تكن بحاجه لتذكيرها لتشتد بداخل وسيله عقده الذنب بسبب كلمات جدتها التي تابعت حديثها الذي شكل قيد اخر عليها
نظرت لها امتثال تسألها : ها يا سيلا ايه رايك
رمشت وسيله باهدابها باستفهام : في ايه يا تيته ؟!
قالت امتثال بعتاب لطيف : انتي سرحتي في ايه يا سيلا كنت بحكيلك عن ابن اخت خالك مجدي ضياء
تابعت تخبرها عن هذا الشاب : اول ما مجدي كلمني عنه قلبي اتفتح له واد محترم وأهله ناس طيبين
مهندس بحري بيسافر تلات شهور ويرجع شهر هنا في اسكندريه .....ايه رايك تشوفيه وتحكمي بنفسك
هزت وسيله راسها بدهشه لتفكير جدتها في مثل هذا الأمر الآن : انا مش بفكر في الموضوع ده
وكمان مينفعش
عقدت امتثال حاجبيها ياستفهام : ليه مينفعش ؟
قالت وسيله بتلقائيه : انتي ناسيه أن عمر لسه مطلقنيش
تغيرت ملامح امتثال وهتفت بحده : متنطقيش اسمه قدامي بيعصبني .....زفرت بضيق وتابعت : كويس انك فكرتيني بالموضوع ده ....انا هرفع عليه قضيه طلاق ونخلص منه وبرضه انتي لازم تفكري في موضوع العريس ده عشان نقفل اي باب ممكن اللي اسمه عمر يدخل ليكي منه
شعور بالصقيع تسرب الي أورده وسيله بينما دون أن تدرك جدتها تضعها علي الهامش وتاخذ هي قرارات حياتها عنها .....باغتتها امتثال بسؤالها حينما وجدتها صامته : ولا لسه عاوزاه يا وسيله
هزت وسيله راسها تدفع عن نفسها تلك التهمه أمام نظرات جدتها : لا طبعا ....انحشرت باقي الكلمات في حلقها بينما كل ما تريده هو وقت ....وقت تستجمع به نفسها ...وقت تجد به كل ما فقدته ....وقت لا يكون عمر وجدتها كل منهم يحاول جذبها تجاهه ويضغط عليها لتخفض عيناها بانصياع زاد من شعورها الداخلي بالنزاع لحريه رفضت أن تطلبها أو تلمح لها أمام جدتها بعد ما حدث حينما قالت جدتها : يبقي هكلم ابن هدي اهو محامي يرفع لينا قضيه
قالت وسيله باستسلام وهي تقوم من أمام جدتها : اللي تشوفيه يا تيته
ابتسمت لها امتثال وكذلك رسمت وسيله ابتسامه زائفه علي شفتيها لم تشعر حتي بطيفها بداخلها لتمحوها ما أن انفردت بنفسها التي لم تعد تجدها فهي من يد عمر الي يد جدتها لتوقف سريعا هذا التفكير وتخبر نفسها أن جدتها تريد صالحها وهي جربت من قبل أن لا تستمع الي حديثها وتدرك ما حدث لذا ليس عليها إلا أن تسير خلف الخطوط التي تضعها جدتها لحياتها ....مفهوم جديد عليها ولكنها اقنعت نفسها به !
.............
.....
سحب شافع ذراعه من يد هدي التي انحنت عليها تحاول تقبيلها برجاء : شافع ابوس ايدك اسمعني
لم ينظر شافع إليها بل تزاحمت نظرات الاشمئزاز في عيناه وهو يبعدها ويخطو بعيدا عنها خطوتين هاتفا باشمئزاز : انا خرجتك من السجن عشان ولادي مش عشانك ....مش عاوز اشوفك تاني
بكت هدي بحرقه بينما ضاع منها كل شيء : شافع انا خوفت والله خوفت اقولك
رمقها شافع بنظرات ساخطه بينما يصيح بانفعال :
وهتفضلي خايفه .....خايفه اني اقول للبنات ويشوفوا وشك الحقيقي
خايفه اني اقول لصابر ابو المجد الحقيقه ويحرمك من ابنك التاني طول العمر ....خايفه من انتقامي منك اللي احسن ليكي تبعدي عنه
هزت هدي راسها بقهر بينما تناجيه متوسله : شافع سامحني واديني فرصه
هز راسه اعتدل واقفا يسحبها من ذراعها بقوة ويلقيها خارج المنزل ....براااا
نظرت له هدي بضياع : اروح فين ياشافع ....انا ماليش غيرك
انجرحت ركبتيها وهي تقع أرضا بينما حاولت اللحاق به ولكنه ألقاها خارج الباب دون الاستماع الي توسلاتها  واندفع للداخل دون النظر إليها
.....تمهل أحد الحراس قليلا لعلها تبتعد من نفسها ولكن حينما لم تفعل اتجه إليها وهو يطأطأ رأسه : متاسف يا دكتورة بس اتفضلي
لملمت هدي نفسها اعتدلت واقفه لتلقي نظره مليئه بالحسره تجاه الباب الذي مع انغلاقه انغلقت كل السبل في وجهها لتلتفحها الرياح البارده وهي تغادر ولا تدري الي اين تذهب !
..........
...
لم يتزحزح ولو خطوة عن إصراره في محاوله إرجاعها له بينما يتحين كل مناسبه لرؤيتها ومحاوله الحديث معها بالرغم من إحباط امتثال كل محاولاته
تلفت عمر حوله قبل أن يخطو بضع خطوات ثم يتواري مجددا وسط الناس بينما عيناه لا تفارق النظر إلي وسيله التي كانت تسير برفقه جدتها التي وضعت احدي يداها في ذراع حفيدتها بينما بيدها الأخري كانت تستند الي عكازها الذي يساعدها علي الحركه ....توقفوا أمام أحد المحلات ثم دخلوا إليه وتابعوا سيرهم وعمر خلفهم ...اخذت امتثال تشير هنا وهناك بينما تتطلع كل حين وآخر الي عيون وسيله التي شفيت الكثير من جراحها ولكن مازالت هناك نظره حزينه مدفونه عميقا بعيونها ....ابتسامه خبيثه ارتسمت علي شفاه امتثال وهي تلمح ذلك الذي لا يبارح السير خلفهم بكل لحظه لتجذب ذراع حفيدتها توقفها أمام أحدي المعروضات وتقول بابتسامه : ايه رايك يا سيلا في طقم الصيني ده ؟!
قالت وسيله نبره خاليه دون أن تدقق النظر بينما لم يعد هناك ما يجذبها : حلو يا تيته
مالت امتثال تلتقط أحدي الاطباق ذات النقوش الانيقه تتفحصه بعيناها وهي تقول بحماس : ايه رايك لما اقبض المعاش أن شاء الله اشتريه لجهازك ....حلو اوي وكان نفسي اجيبلك طقم زيه من زمان
هزت وسيله راسها بلا حماس قائله بسخريه من نفسها : جهاز ايه يا تيته...لا ..لا مالوش داعي اصلا انا مش هتجوز تاني
هزت امتثال راسها برفض قائله : ليه بتقولي كده يا حبيبي ...بكره ربنا يبعتلك ابن الحلال اللي يعوضك
مجرد التفكير في تجربه أخري كان كافي برسم مشاعر النفور والامتعاض علي ملامح وسيله التي قالت بتلقائيه
: لا يا تيته ...خلاص انا معنديش استعداد اجرب تاني
تنهدت وتابعت : اصلا عمر كرهني في الرجاله والجواز
ضيق عمر عيناه بغيظ من امتثال التي هزت راسها برفض مجددا قائله : هو البعيد يكرهك في الدنيا مش الرجاله والجواز بس ....يلا اهو راح لحاله ...خلينا احنا في حالنا
نظرت إلي حفيدتها وتابعت بينما تهندم لها الوشاح الوردي الذي تحيط به عنقها : انتي بس افتحي الباب وجربي تقابلي ابن اخت خالك مجدي ...ده واد ابن حلال وكفايه أن مجدي بيشكر فيه وبيقولي أنه مربيه علي أيده
امتعضت كل ملامح عمر وتغضن وجهه بالحمره ليندفع بلا تفكير هاتفا بامتثال : اظن يا حاجه ميصحش تقوليلها تقابل عريس وهي لسه مراتي !!
شهقت وسيله بفزع ما أن ظهر امامها فجاه بينما
رفعت امتثال حاجبها باستمتاع بما تفعله به هاتفه : انت طلعت منين وبتتصنت علينا بتاع ايه
قال عمر بغيظ : بتاع اني لسه جوزها ....والمفروض لا يخطب أحدكم علي خطبه أخيه ما بالك بقي بمراتي
ضحكت امتثال ساخره وهي تقذف جبهته : الله اكبر انت بقيت بتعرف في الدين اهو ....طيب وسرحوهن بالمعروف معدتش عليك !
نظر عمر الي امتثال بغيظ شديد ليكور قبضته هاتفا من بين أسنانه : مش هطلقها يا حاجه
اومات امتثال بثقه بينما تأخذ يد وسيله تضعها بذراعها وهي تهم بالرحيل : وماله امال انا موكله المحامي ليه ودافعه له كل فلوس المعاش ماهو عشان يطلقها منك !
تبرطم عمر بحنق وهو ينظر إليها بينما تخطو بعيدا عنه وهي تصطحب وسيله بذراعها : هي فلوس المعاش هتجيب طقم الصيني ولا تدفع تمن المحامي ....اعوذ بالله منك وليه عجوزه حربايه !
...........
....
لم يظنها عمر جاده بأمر دعوي الطلاق حتي وصل إليه اعلان المحكمه لتثور ثائرته ويعيد كل ما استمع له وهنا ينفجر البركان الثائر بعقله وهو يتذكر حديثها عن عريس ...لا والله ما هسكت ابدا لو في حاجه زي دي !!
وكما كانت امتثال جاده أقنعت غرام نفسها هي الأخري بأنها جاده في أمر الطلاق لتنظر لها زينب بحيره لم تخفيها
: حيرتيني معاكي يا غرام
نظرت لها غرام باستفهام : ليه يا ماما ؟!
قالت زينب دون مراوغه : عشان لسانك بيقول كلام وعينيكي بتقول كلام وانا مش هطاوعك المره دي
هزت غرام راسها وابعدت عيناها عن مرمي نظرات والدتها هاتفه بثبات : انا اخدت قراري يا ماما ...انا مش هرجعله تاني وخلاص عاوزة اتطلق
نظرت لها زينب بضيق : ولو جه يصالحك بعد يومين ماهو هترجعي وتنسي كل ده
هزت غرام راسها بعناد : ابدا ....نظرت إلي والدتها وتابعت :انتي كان عندك حق في كل اللي قولتيه ليا ... انا استاهل كل الذل اللي شوفته عشان رضيت اكون ولا حاجه عنده أو عند بناته
تابعت زينب حديثها بصبر : مختلفناش يا غرام أن وضعك غلط وبرضه انتي عليكي عامل في الغلط ده بس موضوعنا دلوقتي اختلف عشان في عيل جاي ولازم تاخدي ابنك اللي جاي في حساباتك وتشوفي وضعه هيبقي ايه في الحكايه دي ....هتربي عيل لوحدك بعد اللي شوفتيني بعاني منه سنين
قالت غرام بعناد طفولي : هشتغل واصرف عليه
قالت زينب بعقلانيه : التربيه مش فلوس وبس ياغرام جوزك مش زي ابوكي وانا واثقه انك مش هتحتاجي فلوس انتي هتحتاجي ابو ابنك زي ما ابنك هيحتاح أبوه والراجل مش هنكر أنه زي ما شوفت حنيته مع بناته هيكون كده مع ابنه ...
قالت غرام بأسي بينما لم تتذكر ولو لحظه أنه أخذ طفلها بعين الاعتبار وكأنه ليس طفله : عرفتي منين.... بناته اهم حاجه عنده
قالت زينب برفض : وابنك ولا بنتك ماهما هيكونوا ولاده برضه زيهم
قالت غرام بمراره : زيهم ازاي وهو اصلا مكانش عاوزه
تنهدت زينب بينما يدورون في نفس الدائره التي حلها في يده وفي يد ابنتها حينما تنضح وتتحدث في عمق الأمر وتحاول أن تسير حياتها في الطريق الصحيح
لتتنهد قائله : عموما ياغرام انا مهما اقول مش هتتعلمي والدنيا بس اللي هتعلمك .... اعملي اللي تشوفيه بس لو ناويه تتطلقي أو ترجعي الشغل يبقي ترجعي علي نور
نظرت لها غرام باستفهام : يعني ايه ؟!
: يعني تتكلمي معاه وتتقفي معاه علي كل حاجه
تشوفي خلاص هتفترقوا بالمعروف وتفهميه انك هترجعي شغلك ....مهما كان دي الأصول !
........
نظر عمر الي ابيه بانتظار إجابته التي طالت ليسأله عمر مجددا : ايه يابابا معقول طول حياتكم مزعلتهاش زعله جامده
هز عاصم كتفه بينما يتراجع بظهره الي الخلف ليجلس باريحيه قائلا : طبعا زعلتها
اوما عمر بلهفه : صالحتها ازاي بقي ؟
مجددا هز عاصم كتفه : عادي ...بنتخانق ونتصالح
زفر عمر هاتفا : يابوب مش قصدي الخناقات العاديه انا بتكلم عن كارثه زي اللي انا عاملها وخلتها تربع عليا قضيه طلاق ....!
حك عاصم ذقنه وتهرب بمشاكسه : اكيد معملتش كوارث زيك
ضيق عمر عيناه بمكر : ياعاصم .... امال انا جايب الجينات دي منين
ضحك عاصم بينما غامت عيناه بالذكريات التي كانت وقتها ذكريات شجار وجفاء ولكن مابقي منها هو حلاوة اللقاء مجددا ليوكزه عمر بكتفه بمرح : آيوة قولي بقي المشكله اللي سرحت فيها دي صالحتها وقتها ازاي
تنهد عاصم قائلا بحنين بينما لاحت ابتسامه علي طرف شفتيه وهو يقول : سميت مدينه علي اسمها وكتبت ليها نص ثروتي !
اتسعت عيون عمر وسرعان ما لمعت بالأمل ليقول بثقه : سهله اهي ....مال علي أبيه وأخذ يضبط له ربطه عنقه بينما يتملقه قائلا : ايه رايك بقي في اسم وسيله عشان مدينه الساحل الجديده ....نظر إلي أبيه وحك ذقنه بينما يتابع بثقه : وبلاش نص خلينا نقول الربع
ضيق عاصم عيناه والتفت الي عمر : نص ايه وربع ايه
جذب ربطه عنقه من يد ابنه وتابع : لا ياحبيبي راجع انا قولت ايه ....نص ثروتي يعني لما تحب تصالح مراتك تصالحها بثروتك انت
تملقه عمر بينما يحتضنه : وانا ايه وانت ايه ياسيوفي ...واحد
أبعده عاصم عنه وهو يخفي ضحكته : لا ياابن السويفي احنا اتنين ...اجري يلا متعطلنيش
ضيق عمر عيناه ونظر الي ابيه : ماشي ياسيوفي
ابتسم عاصم وهو ينظر في أثر ابنه الذي لا يتوقف عن محاوله اصلاح ما بينه وبين زوجته دون كلل وهذا يدل علي أنه يحبها حقا ....تنهد وبدأت ابتسامته تقل وهو يدير رأسه تجاه زينه يسألها : تفتكري ممكن تسامحه ؟!
اومات زينه بشجن : ياريت ياعاصم
ابتسم عاصم لها ممازحا : طبعا ابنك صعبان عليكي
هزت زينه راسها قائله : بالعكس ...وسيله اللي صعبانه عليا .... بالرغم من أنه سبب جرحها بس خلينا نعترف أنه الوحيد اللي هيقدر يداوي الجرح ده ودي الحاجه اللي مش هتخليها تسامحه بسهوله ....!
احساس أنها مش قادره علي قلبها هيخليها تكره نفسها وتتحداها أنها تبعد عنه اكتر
...........
....
حاولت امتثال ان تنفض يدها من الطحين الذي غلف كلتا يديها حينما استمعت لرنين جرس الباب لتقول وسيله برفق : خليكي يا تيته انا هفتح
ابتسمت امتثال لها وعادت لعجن المعجنات التي تصنعها خصيصا لحفيدتها بينما لا تدخر جهد لمحاوله اسعادها ولو بشيء بسيط كرائحه معجنات دافئه من يدها
اتجهت وسيله لتفتح الباب لتتغير نظراتها حينما وجدت عمر امامها والذي نظر لها كطفل صغير راجي رضاها
لتنظر إليه بينما  يمد يده إليها ببعض الرزم الماليه باستفهام : ايه ده ؟!
قال عمر وهو يبتسم ببلاهه : نص ثروتي... عشرين ألف جنيه بحالهم ....خديها ونتصالح !
وقف مكانه بينما دوي بأذنه صدي انغلاق الباب بوجهه ليحك ذقنه ويدق مجددا هاتفا من خلف الباب : طيب خدي الاربعين كلهم ياسيلا
طرق الباب مجددا لتفتح وسيله وتنظر له بغضب : انت بتعمل ايه
قال بيأس  : بحاول !!
تنهد وتابع يسخر من نفسه : بنفذ أي محاوله توصلني ليكي تاني ....ابتسم لها كطفل صغير وهو يخبرها : بابا قالي أنه صالح ماما كده وانا يأست ومش عارف اعمل ايه عشان اصلح اللي بينا  ...؟!
رفعت وسيله عيناها للاعلي بينما هو مازال ذلك الرجل المتنكر في هيئه طفل يتسرب الي القلب بعفويته وباللحظه التاليه يحطم القلب شظايا برعونته وتهوره
: عمر مش كل حاجه ممكن تتصلح ....!
تقابلت نظراتهم لحظه قبل أن تنتفض وسيله بخوف غير مبرر حينما تعالي صوت جدتها  : مين يا سيلا ؟!
دفعته وسيله خارجا وهي تهمس برجاء : ارجوك ياعمر ابعد بقي وبلاش تضايق تيته ...امشيييي
أغلقت الباب ليقف عمر متسمرا مكانه بغيظ شديد وغضب ووجع قلب من أجلها وقد أضحت تضع الف خط أحمر بينهم من اجل جدتها بسبب عقده الذنب التي تراودها
.....
عقدت لميا حاجبيها باستهجان لطريقه نديم البربريه وهو يهتف بنبره أمره : قومي معايا بقولك ؟!
هزت ريم راسها ونظرت له بسخط بينما اتي الي منزل عائلتها دون قول شيء أو حتي التفكير بكلمه اعتذار بل جاء يملي شروطه لينظر نديم باحتدام إليها ويعيد أمره : بقولك قومي معايا
رفضت للمره الثانيه دون أن تقول شيء ليندفع نديم بغضب ويتجه ناحيتها يمسك ذراعها بغضب يجذبها هاتفا بسخط : بقولك قومي !
تدخلت لميا لتبعد يده عن ذراع ريم وتهتف به بانفعال : ايه اللي بتعمله ده يا نديم
قال نديم بقله لياقه : باخد مراتي
نظرت أن لميا بغضب وشراسه : هو ايه اللي تاخدها بعد اللي قولته ليها ....لا ...الزم حدودك واعرف ان ريم ليها أهل ...ولا يمكن ترجع معاك الا لما تعتذر وهي تقبل اعتذارك كمان بعد كلامك السخيف اللي قولته ليها !
رفع نديم حاجبت باستنكار وسخر من لميا : اعتذر !!
وده علي اساس ايه ....اني غلطت في اللي قولته !
تولت لميا مهمه الدفاع عن ابنه زوجها : اه غلطت ولسه بتغلط ورشدي مش هيسكت ابدا علي تصرفاتك لو عرفها واشكر ربنا أن ريم عاقله وبس اتكلمت معايا
زادته كلمات لميا اندفاع اهوج بثقه ان لا احد سيقف أمامه ليبعد لميا من أمامه بقله تهذيب ومجددا يمسك ذراع ريم : بقولك تعالي ولا عاوزة تفضلي هنا عشان تدوري علي حل شعرك
صمتت مطولا ولكن بعد اخر ما نطق به لم يعد هناك صمت لتجيب عليه بصفعه هوت بها علي وجهه تدافع بها عن شرفها الذي طالته كلماته واتهامه المشين : اخرس !
احتقن وجه ندبم بالغضب وأخذ لحظه واحده يستوعب فيها تطاولها عليه قبل أن تندفع يداه يرد صفعتها بأخري قويه جعلت صرخه باهته تنفلت من بين شفتيها كما اندفعت الدموع من عيناها لتشهق لميا بغضب وتندفع ناحيته تعنفه : انت اتجننت بتمد ايدك عليها ياحيوان .....أطلع برا ....برااا
صاحت بغضب تنادي أحد العاملين بالمنزل  : اطلب ليا رشدي بسرعه
تبادل نديم النظرات مع ريم متجاهل لميا التي تحاول أبعاده بينما يهتف بوعيد : هرجعك وغصب عنك ....انتي بتاعتي ومحدش هياخدك مني
نظرت له ريم بسخط وهي تضع يدها علي وجهها مكان صفعته : انت طلعت حقيررر.....عمري ما هرجعلك ...عمري !
...............
....
نظر عمر الي ايهم الذي القي قرص اخر من الدواء المسكن بفمه وابتلع خلفه فنجان قهوته دفعه واحده ليعقد حاجبه بقلق : ايهم انت بتبلبع مسكنات كتير اوي ...لو تعبان قدم معايا اخدك للدكتور
هز ايهم رأسه قائلا بعدم اكتراث : شويه صداع هيروحوا دلوقتي
رفض عمر تبرير ايهم ليقول بإصرار : وايه سبب الصداع اللي كل يوم بقي عندك
قال ايهم وهو يتهرب من اسئله عمر بالنظر في الأوراق أمامه : عادي مش بنام كويس ....المهم ها قررت ايه هترجع تشتغل معايا ولا لا
ابعد عمر الاوراق من يد ايهم وقال بإصرار: سيبك من الشغل دلوقتي وقولي مش بتنام ليه
زفر ايهم بضيق هاتفا : وبعدين ياعمر هو انا في تحقيق ...اخلص وقول اه ولا لا
ضحك عمر ساخرا : كان علي عيني ...انت ناسي اني في مجلس التأديب اخدت وقف
اوما ايهم قائلا : وخلاص الشهر خلص ...انت مش ناوي ترجع الشغل
تنهد عمر بثقل قائلا : حاليا مفيش حاجه شاغله بالي الا وسيله
هز رأسه وتابع بضيق أشد : مش عارف اعمل ايه اكتر من اللي عملته
قال ايهم بهدوء وهو يفرك جبينه : اديها وقت
قال عمر بصراحه : مش قادر اعمل كده ....كل لحظه بفكر اني عاوزها ترجع ليا ومش قادر اصبر
قال ايهم بجديه : ساعات مش بيكون في علاج الا الوقت قال عمر بمغزي : مش دايما الوقت بيكون في صالحك ....ساعات الوقت اللي بتبعد فيه بيحسس اللي قدامك أنه مش فارق معاك ...غمز له وتابع : أظنك فاهم معني كلامي
يفهم بالطبع ولكن ماذا يفعل في طبعه ورأسه اليابس الذي لايريد تقديم خطوه أخري بعد رفضها خطوته وليتها فعلت دون ما قالته أمام ابنتاه ليري ويحكم علي اي خطوه أخري يتقدمها ناحيتها بأنها ستقلل منه !!
رفع رأسه بمفاجاه حينما تلي الطرقات الهادئه علي باب مكتبه دخولها ليقول بمفاجأه وهو يعتدل واقفا : غرام !
ابتلعت غرام وهي تتمسك بكل الكلمات والنصائح التي أعطتها لنفسها طوال الطريق لتقول بثبات يخالف العاصفه التي ضربت كيانها من الاشتياق له
: انا جايه عاوزة اتكلم معاك
بالتأكيد رحب بل شعر بأن دقات قلبه تزداد فهاهي تمهد لخطوته التي كان لايستطيع سيرها ليقول وهو يقوم من خلف مكتبه ويتجه إليها : تعالي ياغرام
رفضت أن تخدعها نبرته التي لم يخفي بها لهفته لرؤيتها وهو يتابع : انتي عامله ايه ؟!
قالت باقتضاب : الحمد لله
قبل أن يتساءل كانت تتابع : انا عندي كلام عاوزة أقوله ليك بس من الاول اياك تقولي حاجه تحرق دمي
انا لسه واخده حقنه وتعبانه
عقد حاجبيه بقلق ونظر لها بلهفه : حقنه ايه ؟!
استجابت دون إرادتها وخانتها دقات قلبها للمسه يده فوق يدها لتقول وهي تسحب يدها من أسفل يداه :  حقنه حديد عشان الهيموجلوبين بتاعي واطي
قال بقلق لم يخفيه : سلامتك مقولتيش ليا ليه انك تعبانه ؟!
ماذا يفعل وماذا يقول ....مجددا يسحبها الي بحر هواه الهاديء وتخدعها أمواجه الهادئه التي تدغدغ مشاعرها لتجد نفسها فجاه بوسط امواج عاتية لا تستطيع السباحه بها وحدها لتتمسك بكل ثباتها وهي تقول ببرود : 
واقولك ليه ؟!
تنهدت وتابعت لتغلق علي قلبها اي امل يمنحه لها وينخدع به مجددا :  انا مش جايه عشان اشتكي ليك تعبي ولا  أنا عاوزة اجي أو اشوفك ..... ماما قالت ليا لازم اجي واتكلم معاك
لاحت علامات الانزعاج علي طرف شفاه ايهم من كلماتها المؤنبه وثورتها التي لم تهدء لتخفض غرام عيناها وتتابع : انا جايه اتفق معاك علي الطلاق واقولك اني هرجع شغلي تاني.... ماما قالت ليا هي دي الأصول
صك ايهم أسنانه ببعضهما وكور قبضته من حديثها ليتراجع عن قول اي شيء علي الاقل يضايقها به ويتركها لعلها تفرغ مافي جعبتها فهو هاديء رزين كعادته ليقول بهدوء : وهو انا بحترم الست زينب وبقدرها من شويه كلامها عين العقل ....كملي ياغرام سامعك ...قولي كل اللي انتي عاوزة تقوليه
هزت كتفها وقالت بارتباك من هدوءه وعدم تعقيبه علي ما قالته لتخفي خزلان قلبها منه وهي تقول بصوت متحشرج : خلاص قولت اللي عندي
نظر لها لحظه يرتب بها كلماته قبل أن يقول بهدوء شديد كان مستفز بالنسبه إليها : اولا كلامك عن الطلاق مالوش محل دلوقتي ...طلاقك مني اللي كل شويه تهدديني بيه مالوش معني وانتي حامل ...لما تولدي تبقي نتكلم فيه
استفزها برده الهاديء لتقول بانفعال : هو ايه اللي بهددك وبعدين نبقي نتكلم ...طيب انا عاوزة اتطلق وحالا
وكأنه لم يسمع شيء ليس تقليل مما قالته ولكن حتي لا يخطيء بقول شيء في لحظه غضب ليتجاوز تلك النقطه ويتابع بنفس الهدوء المصطنع : تاني نقطه انك عاوزة ترجعي الشغل ....عاوزة ترجعي الشغل ليه ؟!
بوغتت غرام بسؤاله لتعقد حاجبيها وهي تردد : 
يعني ايه ؟!
قال ايهم ببساطه : بسألك ليه عاوزة ترجعي الشغل ....عشان تصرفي علي ابني اللي قولتي قدام البنات اني مكنتش عاوزه
قلب الطاوله عليها ولكن بأي حق لتهب غرام واقفه وتقول باتهام : وهي مش دي الحقيقه
اوما ايهم بهدوء زاد من استفزازها : اه بس مينفعش تتقال قدام البنات عن اخوهم أو اختهم
هزت كتفها وهتفت بحنق : اهو اللي حصل
زم ايهم شفتاه وقال باتهام : اللي حصل اني صابر وبسمع بس ده مش معناه أن كلامك عاجبني
قالت بسخط : ليه
قال ايهم بعصبيه : عشان كلام عيال صغيرين
انفلت لسانها دون قصد منها : ومش دي الحقيقه اني صغيره
لأول مره تنطق بها وتتحدث عن فارق العمر بينهما ليبلتع ايهم غصه حلقه ويقول وهو يتطلع إليها بشجن :
قولتلك من الاول الحقيقه دي ...قولتلك انك صغيره اوي بالنسبه ليا
افلتت نبرتها المتخازله : كان عندي استعداد بس انت قفلت في وشي كل الابواب
هتف ايهم بانفعال : بسبب تصرفاتك يا غرام
قالت بدفاع عن نفسها : مكنش قصدي اقول لهنا
اوما ايهم قائلا : وانا كنت فاهم بس كنت عاوز وقت اهدي ....ليه كل حاجه ربطاها بنفسك وناسيه اني مربوط بالبنات
اوجعها عتابه لتتهرب من وجع قلبها من أجله بالرغم من كل ما يفعله بها : خلاص مش عاوزة تأنيب فيا هو ده طبعي .... انا ربنا خلقني كده
اعمل ايه في نفسي ....مش هتغير
وانت زهقت مني وانا بخلصك مني طلقني بالمعروف
توجع هو الآخر من اجلها واراد أن يضمها إليه كما يفعل مع بناته فبالرغم من عنادها وتحديها له إلا أنها صغيره تحتاج لاحتواء ليقول بأسي لعلها تتراجع عن الضغط عليه بينما هو لا يستطيع أن يضغط عليها ويبقيها معه : والبيبي ؟!
ابتلعت غصه حلقها هاتفه : عادي هربيه لوحدي
قال بعتاب : عاوزاه يعيش زي ما انتي واخواتك عاشوا
لاح الحزن في عيونها وظنته يعايرها ليقول باستدراك :
مش قصدي بس كل واحد بيكون عاوز الاحسن لأولاده
هتفت غرام بانفعال : وايه الاحسن اني اكون ولا حاجه ...مجرد هامش مالوش لازمه عندك
هز ايهم رأسه : لا يا ستي .... ارجعي البيت ياغرام عشان خاطر البيبي اللي مالوش ذنب ولو علي البنات انا هجيب شغاله طالما اهتمامك بيهم مضايقك
رفضت ترضيته التي لم تشعرها برد كرامتها والتي لخصها بأنها تضايقت من بناته : انا مشتكتش من البنات ....انا كنت تعبانه
: وانا بقولك هريحك
زمت شفتيها وقالت بخزلان : مش عاوزة منك حاجه ...
انت زي ما انت مش هتتغير ولا حاجه هتتغير
بتحاول تريح دماغك وخلاص وفاكر أن شغاله هتغير حاجه
نظر لها ايهم بضيق هاتفا : انتي عاوزة ايه دلوقتي
اشاحت غرام بعيناها حتي لا يري لمعان الدموع بها تزجر نفسها التي لن تتسول منه أخذ مشاعرها بعين الاعتبار : قولتلك علي اللي انا عاوزاه ومعنديش كلام تاني
زفر ايهم وهتف بها : طيب طالما خلصتي كلامك يبقي اسمعي كلامي
نظرت اليه ليتابع بحزم : عشان خاطر البيبي اللي جاي مفيش طلاق هيحصل دلوقتي لانه مالوش لازمه ولو مريحك وجودك عند والدتك مش ممانع
وموضوع الشغل حاليا مرفوض
نظرت غرام لغروره بسخط شديد بينما يملي عليها الأوامر التي يخبرها بها أنه لن يتركها وايضا لن يتقرب منها لتنظر له بعصبيه هاتفه : طبعا هفضل عند ماما عشان اريح من وجودي معاك وشغلي مرفوض ليه
زفر ايهم هاتفا :  عشان مش مناسب لا ليكي ولا ليا
: امال ايه المناسب ؟! نظرت له ساخرة : افضل تحت رحمتك ده المناسب
هز ايهم رأسه ليبعد عنها اتهامه متابعا : المناسب انك أما ترتاحي وبلاش حساسيه زايده لانك مسؤوله مني أو أنك
تكملي تعليمك مثلا وبعدها تبقي تشوفي شغل افضل
رفعت حاجبيها باستفهام : نعم
هتف ايهم بحزم : إللي سمعتيه ده التغيير اللي المفروض تدوري عليه
كملي تعليمك وخدي شهاده عاليه وبعدين فكري في الشغل وده حقك عليا اني اوجهك للصح
لمح ايهم ترددها بينما اخر ما نطق به قلب موازينها فهو محق بعيدا عن كل ما قاله فهي تحتاج لأن تتغير وهذا انسب تغيير لها ولكن كون هذا التغير هو رأيه لمح بدايه رفضها لذا قبل أن ترفض أو تقبل قال ::فكري في اللي قولته وهتلاقي أنه احسن يا ستي مش ليا ولا ليكي احسن لابنك .... تعالي ارجعك البيت وفكري براحتك وخدي رأي الست زينب 
............
......
محاوله تلو الأخري وهاهو كعادته يظل خلف ما يريده ليطاوعه عاصم للمره الخامسه ويأتي الي باب جدتها
التفت عاصم تجاه عمر الذي تراجع ليقف خلفه وهو يهتف بهمس : خليني اقف وراك احسن
نظر له عاصم رافع حاجبه : انا زهقت !!
تدخلت زينه قائله برجاء : معلش يا حبيبي ...أن شاء الله المره دي ترضي
ضغط عاصم الجرس مجددا لينفتح الباب .... زفرت امتثال ما أن فتحت الباب ليحمحم عاصم قائلا : السلام عليكم
هتفت امتثال بتبرم : وعليكم السلام....تراجعت خطوة للخلف قائله : ادخل ياعاصم وانتي ادخلي يازينه
تقدم عمر في أثر خطوات أبيه وهو يرفع باقه الورد أمام وجهه يخفيه من نظرات امتثال التي سرعان ما وضعت يدها أمامه تمنعه من الدخول لينظر لها عمر بتبرم طفولي : ياحاجه دي خامس مره اجيب اهلي وتدخليهم وتطرديني وترمي الورد
نظرت له امتثال بغيظ وهي تجذب باقه الورد من يداه وتلقيها أرضا : ولو خمسين مره برضه هطردك ومش هتشوفها ابدا
زم عمر شفتيه بغيظ هاتفا ليغيظ امتثال : بشوفها كل يوم علي فكره
زجرته زينه بنظراتها بينما رسمت امتثال ابتسامه ساخره علي طرف شفتيها وهي تقذف جبهته : اه بتشوفها من بعيد وده اخرك تقف تبص عليها وتتحسر عشان مش قادر تقرب منها خطوه
احتقن وجه عمر بالغيظ لينفلت لسانه : علي فكره دي مراتي ....قبل أن يكمل جملته كانت امتثال تغلق الباب في وجهه
نظر عاصم الي امتثال بعتاب : واخرتها ياحاجه ....احنا كل شويه نيجي ونفس موقفك مش بيتغير..قاطعته امتثال بحزم هاتفه : تيجي وتشرف وتاخد ضيافتك كل يوم ياعاصم إنما حاجه تتغير مش هيحصل .. حفيدتي مش هترجع لابنك لو جاب ليها نجمه من السما
تدخلت زينه برجاء بعد أن استدارت وفتحت الباب لابنها : ليه بس يا حاجه امتثال ....عمر اتغير واللي حصل خلاه يتربي من اول وجديد
اشاحت امتثال بوجهها بحزم هاتفه : برضه لا
تنهد عاصم وتمهل بينما يشير لابنه بعيناه أن يصمت ويدعه هو يتحدث فالان حان وقت الحديث الجاد
: ليه بس يا حاجه الموقف ده ...الموضوع مش عناد وخلاص
رفعت امتثال حاجبيها باستنكار ولكن عاصم لم يدع لها الفرصه ليتابع بعقلانية وجديه: يا حاجه امتثال انا عارف انك متضايقه من اللي حصل بين الولاد وانا زيك واكتر بس خلينا نتكلم بالعقل لأن اللي حصل خلاص حصل واللي علينا نعمله دلوقتي اننا نحاول بقدر الإمكان نصلحه ومفيش حاجه هتتصلح بأنك ترفضي لمجرد الرفض أنهم علي الاقل يتكلموا مع بعض ويتعاتبوا ويشوفوا إذا كان في طريق يرجعوا منه عن غلطهم !
رفضت امتثال الاعتراف بأن عاصم محق بينما غريزتها بحمايه حفيدتها الممزوجه بشعورها بالتقصير لأنها لم تأخذ موقف أشد حزم في السابق جعلها تهتف بانزعاج : غلطتهم !
اوما عاصم دون مراوغه : أيوة يا حاجه غلطتهم واحنا لازم نعترف قبلهم انهم هما الاتنين غلطانين مش عمر لوحده .....عمر غلطان لانه الراجل واللي كان لازم يكون صادق ومسؤول من الاول ووسيله غلطانه لأنها سمعت له
ووافقت علي وضعهم الغلط ....تراجعت وسيله للخلف بضع خطوات بعد أن استمعت لحديث عاصم لتتوقف مكانها حينما قام عاصم من مكانه ووجه لها الحديث : وسيله تعالي يا بنتي !
هزت وسيله راسها وتراجعت كطفله مذنبه وهي تنظر إلي جدتها بأسف فعاصم محق وهي مخطئه ليقترب عاصم منها بخطوات ممزوجه بنبره حانيه وهو يمد يداه لها : تعالي يا بنتي الكلام اللي انا بقوله ده يخصك انتي اكتر واحده ولازم تسمعيه
خفضت وسيله عيناها للأرض بخزي ليتابع عاصم برفق شديد : انا زي ابوكي الله يرحمه ولازم انبهك واقولك الكلام ده ومش عاوزك تزعلي مني
التفت إلي امتثال وتابع : ولا انتي يا حاجه لازم تزعلي ....يا جماعه احنا الأهل ولو الولاد غلطوا فده اولا عشان هما لسه صغيرين وفيهم اندفاع الشباب وثانيا لأننا اكيد قصرنا في توجيههم
تمزق قلب امتثال حرفيا من نظرات وسيله التي لم تبارح الأرض بخزي رهيب جعل ملامحها تزداد شحوبا لم تدعمه كلمات عمر الذي تدخل من أجلها يتحمل كامل اللوم : وسيله ملهاش دعوه يا بابا. ....انا اللي غلطت ...انا كذبت عليها وفهمتها انكم عارفين ....كل ما كانت ترفض وضعنا كنت بضغط عليها واخليها تكمل معايا
التفت إلي امتثال وتابع دفاعه عن تلك المسكينه التي تكالب عليها شعورها المضني بالذنب وجعل أنفاسها تضيق : انا يا حاجه اللي كذبت وانا اللي غلطت وحتي انا اللي بعدتها عنك وخبيت الجواب اللي بعتيه لها ...انا كنت عاوز أبعدها عن أي حد يحاول يبعدها عني لاني كنت اجبن من اني أواجه اهلي بغلطتي واني اتجوزت من وراهم عشان اعاند فيهم ومحسبتش ابدا ان في عواقب للي بعمله
تنهد عمر وتابع باعتذار خالص : اتعودت أني اغلط واعاند واتحدي ومحسبتش ابدا ان الجواز مسؤوليه مش عناد ....انا السبب ووسيله ملهاش اي ذنب الا اني خدعتها !
قال كل ما عليه قوله ولكن هل اعفاها من عقده الذنب التي انحفرت بداخلها ...ليت الكلمات تفيد وتشفي جرح نفسي ليس بالهين ولا يستطيع الجميع تجاوزه
ساد الصمت المكان لوقت طويل قبل أن تلتفت زينه تجاه امتثال برجاء وتسألها : الاعتراف بالحق فضيله وعمر اعترف بغلطه وحقه ياخد فرصه ...
ايه ردك يا حاجه علي اللي سمعتيه
ألقت امتثال نظره الي وسيله التي بقيت مكانها تعقد يدها بين ساقيها بصمت وعيناها مازالت تنظر إلي الأرض لتأخذ ضوء أخضر بفعل ما تريده وتراه حق حفيدتها لتقول نبره قاطعه وقد تولت عن وسيله الرد : ردي زي ماهو متغيرش ومش هيتغير
نظرت إلي عاصم وتابعت بعناد : ابعد ابنك عن حفيدتي يا عاصم وده اخر قولي !
زم عاصم شفتيه بحنق وهتف من بين أسنانه : يعني ده اخر كلام عندك يا حاجه
اومات امتثال باصرار فولاذي : معنديش كلام غيره !
عادل عاصم واقفا وهو يغلق زر سترته ليشير الي زينه والي عمر : حيث كده يبقي متشكرين يا حاجه ...بعد اذنك
قالت امتثال ببرود : اتفضلوا
رفض عمر اشاره أبيه بينما كل ما اجتذب تفكيره وعيناه وانفاسه هو حاله وسيله التي لم يراها بها من قبل ....مشتته خائفه متردده ....تقريبا ما يصح أن يصفها به هو بقايا انسان ليلتاع قلبه لهذا الوصف فكيف وصلت الي تلك الحاله ولما لا وهي من شعور لآخر غير مشاعرها بل مشاعر تجاه الآخرين أولهم شعورها بالمسؤولية تجاه عمر الذي استنزف طاقتها ومشاعرها والان شعور بالذنب تجاه جدتها والتي أيضا دون قصد منها استنزفت متبقي من مشاعرها ناهيك عما عاشته بين هذا وذاك من مشاعر حقد وانتقام وفقد واسي وخزلان اتي عليها ودمرها بالكامل !
مجددا أشار عاصم لابنه أن يقوم ولا يلح أمام عناد امتثال الذي سيتزحزح ولكن ليس الان بل حينما تهديء مشاعرها النافره تجاه ابنه
: قوم ياعمر ....خلاص مفيش حاجه تتقال قدام قرار الحاجه
هز عمر رأسه وركز نظراته علي وسيله وهو يهتف بعناد وإصرار: مش قرارها دي حياتنا احنا ....نظر إلي وسيله وتابع : وسيله قولي ليها أن القرار ده قرارك مش قرارها تاخده عنك ....قولي قرارك انتي وانا هنفذه مهما يكون !
مجددا يضعوها بينهم ليتمزق قلب زينه وهي تري حاله نظراتها المشتته بين جدتها وعمر ليلتاع قلبها من اجلها بينما كل منهم يحاول جذبها تجاهه ولاتدري ان هذا الموقف ألهب مجددا ذكريات اليمه حينما وقفت نفس الموقف واختارت جانب عمر ليخرج صوتها متحشرج وهي تقول بكلمات باهته : القرار قرار تيته !
خزلان شديد غلف نظرات عمر بينما لم يستوعب أنها أضحت مسلوبه الاراده بعد أن سلب استنزاف طاقتها ومشاعرها منها كل ما كانت عليه ...!
جرت أقدامها تجاه غرفتها لتتبعها نظرات عمر التي امتلئت بالخزلان ونظرات زينه التي امتلئت بالشفقه !
:سمعت اللي قالته !
هتف عمر بحقد : سمعته زي ما انتي سمعتيه ومن جواكي مش مصدقاه.... مش دي وسيله اللي اعرفها
وسيله قالت الكلام ده عشان انتي محسساها بالذنب ....وسيله مش طبيعيه وانا قولتلك أنها مش في حالتها الطبيعيه حرام عليكي
زجرته زينه : عمر وبعدين
مفيش بعدين يا ماما انتي مش شايفه حالتها ....احنا كلنا بنضغط عليها ....وسيله مش طبيعيه
بصي ليها يا حاجه واحكمي واسألي نفسك هي دي وسيله اللي تعرفيها؟!
......
..........
جلس ايهم يهز ساقه وينظر في ساعته كل بضع لحظات ليجد أنه قد مرت نصف ساعه منذ أن استأذنته زينب لتدخل الي ابنتها وتخبرها أن تستعد لتذهب معه
نظرت زينب الي ابنتها بعدم مقدره علي تفسير ذلك الحزن في عيونها ونبرتها: ياغرام انتي زعلانه ليه دلوقتي ....الراجل اهو جاي يمد ليكي ايده ويساعدك تبدأي صح
غص حلق غرام وهتفت بعناد : مش عاوزة حاجه منه ؟!
جلست زينب بجوار ابنتها ونظرت لها باستفهام : ليه بس ...؟
نظرت إلي والدتها بشتات بينما لا تستطيع أن تصوغ ما تشعر به من خزلان غلف قلبها تجاهه ...اتي لياخذها لتقديم أوراقها بالكليه التي تريدها كما عرض عليها ولكنها لا تشعر بالسعادة لأنها تشعر فقط بقله قيمتها لديه وأنه يفعل هذا من أجل مظهره الاجتماعي وليس من أجلها هذا هو ما فكرت به وعدم تفسير ايهم رسخ تلك الفكره برأسها لتحاول زينب إقناعها بالعكس : طيب حتي لو زي ما بتقولي بيستقل بيكي ...تبقي غبيه لو ماخدتيش الفرصه اللي جت ليكي عشان تعلي وتبقي احسن ...ربتت علي ساقها وتابعت : يلا ياغرام قومي البسي واختاري الكليه اللي انتي عاوزاها وابدأي حياتك ومتفكريش هو شايفك ازاي وبس شوفي نفسك
اقتنعت بحديث والدتها واخبرت نفسها انها ستفعل من أجلها وأجل طفلها ...مجددا انتظر رد فعل منها علي تلك الخطوة ولكنه وجدها صامته عكس ما اعتاد فلم تبدي سعادتها بالرغم من الحماس الذي مليء قلبها وهو تنظر يمينا ويسارا الي الفتيات بالحرم الجامعي وتتخيل نفسها مثلهم بعزم أن تعوض ما فاتها
أوقف ايهم سيارته اسفل منزل والدتها بينما مر طريقهم ذهابا وإيابا بصمت فلم تنطق بكلمه واحده .....مال ليحمل لها الكتب الكثيرة التي اشتراها لها لتأخذهم من يده وتنطق فقط بصوت خافت وهي توليه ظهرها وتدخل للمنزل : شكرا
تقابلت عيونهم للحظه ليري بها عتاب ويبحث بداخله عن سببه فهو قدم لها ترضيه مناسبه من وجه نظره بينما عتاب غرام كان خالصا من قلبها الخائن الذي مازال يحبه وفقط يبحث عن مشاعره تجاهها التي لا يستطيع ايهم للبوح بها بغرور متأصل به .
.....

حكايه عمر Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu