التاسع والعشرون جزء ٢

9.2K 500 27
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظر عاصم الي عمر الذي هز كتفه بعدم اكتراث : تلفت نظري في ايه ؟!
تراجع عاصم بظهره الي مقعده الجلدي الوثير قائلا : يعني بنت مجتهده وواضح انها ذكيه وشاطرة ...كمان لبقه وعندها طموح
ضحك عمر قائلا : الحاجات دي تلفت نظرك انت ياباشا عشان شغلك وانت فاهم مين شاطر فيه ولا لا إنما أنا ولا أفهم حاجه
هز عاصم رأسه ونظر مجددا الي ابنه بينما ظن للحظه أن خلف موقف ابنه مع ابيها وتوسطه لعملها شيء آخر وربما بوادر اعجاب كان بالطبع سيرحب به أو بأي شيء يفعله ليثبت له أن هذا التغيير من جانبه يقابله دعم من جهته
تنهد عاصم وقال بجديه : طيب سيبك من شغلي وقولي ايه اخبار شغلك
هز عمر كتفه بعدم اكتراث : عادي
: عادي ازاي .... انت عندك مشكله
هز عمر رأسه ليساله عاصم : امال ليه واخد إجازة طويله كده
هز عمر كتفه بنفس عدم الاكتراث ولكن قبل أن ينطق بكلمه عادي كان عاصم يقول بتشجيع : اللي سمعته من البنت قبل شويه بيثبت ليا أن شاطر وذكي ليه مش عاوز تستغل ده في انك تثبت وجودك في شغلك
نظر عمر الي ابيه الذي قام من مقعده وجلس في المقعد المقابل له واضعا يداه علي ساقه وهو يتابع : عمر ...انا اسف اني ظلمتك بأسمي
عقد عمر حاجبيه باستفهام ليوضح له عاصم بجديه : انا ذرعت جواك انك مجرد ابن عاصم السيوفي بس انت مش كده ....انت عمر ...عمر عاصم السيوفي اه ....بس في الأساس انت عمر وعشان كده عاوز اسم عمر دايما يسبق اسم عاصم فاهمني ....!
فهم عمر ما يريد أبيه قوله ليهز رأسه بابتسامه هادئه
ويتطلع الي ابيه بصمت طال ولكن بداخله الكثير والكثير من الكلمات التي لايعرف لماذا تهرب منه ....بادر ابيه بالاقرار باخطائه وبتقديم الاعتذار والتبرير فلماذا لا يفعل مثله ويقر بخطأه ويقدم الاعتذار والتبرير ....هل لأن خطأه كبير قد لا يمحيه اعتذار ولا يكفيه تبرير !
ام لانه يستصعب كثيرا أن يعود لتصغير صورته بعيون ابيه ؟!
ام لانه لايعرف حقا ماذا يقول أو كيف يشرح ويبرر
مضت الليله عليه طويله كما لم تمضي أحدي لياليه من قبل .....دفاتر كثيرة بحياته انفتحت بنفس الوقت وبداخل كل دفتر الف سؤال والف كلمه وكل اسئلته وكلماته تخرجه من حيرة وتضعه في أخري...!
سأل نفسه لاول مره لماذا اقدم علي الزواج بها ليلتاع لعدم وجود اجابه لسؤاله وهو يتهرب من تذكرها ويتعامل بعقله معها أنها كانت مجرد خطوة للعناد بأبيه ....رفض أن يدع قلبه هو من ينطق بالإجابة واكتفي بإجابة عقله العمياء والتي كانت في قمه الاجحاف بحقها !
ومهما كانت الاجابه مجحفه لم تكن مجحفه بقدر إجحاف قراره الذي اتخذه بعد أن اضنته الحيرة التي يتعرض لها لاول مره في حياته حد الاختناق لذا دون أن يدرك اتبع غريزته الفطريه بالهروب من التفكير والحيرة وأخذ قراره بتسرع واندفاع واضعا راحته المنشوده فقط صوب عيناه .... وكأنه سيخرج ممحاه سحريه يمسح بها كل تلك الأسطر ليعود كل شيء كما كان في ظنه !
وليتها تملك نفس الممحاه السحريه لتمحيه من قلبها وعقلها وحياتها التي وكأنها توقفت مكانها تأبي أن تتحرك دون أن يكون بها اسمه او ذكري منه أو صورته ....كل شيء بحياتها أصبح يتمحور حوله لتكاد تصاب بالجنون من نفسها وهي تتساءل اين ذهبت حياتها قبله ولماذا لا تستطيع أن تعود كما كانت ....لقد عاشت سنوات طويله بحياه سعيده قبل أن تلقاه وستعيش بدونه سنوات قادمه فالحياه لاتقف لدي أحد ...هذا هو المنطق والصواب وما تؤمن به ....جذبت وسيله خصلات شعرها بعنف بينما تحدث نفسها بجنون ( نساكي ليييه بقي مش عارفه تنسيه ....ليييه بتفكري فيه ....؟! )
لماذا توقف حياتها بينما هو تابع حياته التي لاتعرف عنها شيء ....باستحياء يحاول قلبها إلقاء الأعذار لها ولكن ولا عذر استطاعت نطقه بصوت عالي ....فلا يوجد عذر أو تبرير لابتعاده بتلك الطريقه وجعل جهلها بأي شيء يحدث معه وربما كان سبب بعده غير منطقي .....!
الا يجد دقيقه واحده لها .....؟!
عاد ولا تعرف ...لم يسأل عنها أو يطمئن عليها
..إذن لماذا تفكر به ؟!
ذلك الحب الذي تغني به وجعل قلبها يغرق به اختفي فجاه ..!
بالفعل كل ما يحدث لها درب من دروب الجنون... لقد اختفي من حياتها فجاه كما ظهر بها فجاه فهل هذا منطقي ...!
بالفعل سؤال وجيه ...هل هذا شيء منطقي ؟!
طالت نظرات سيف الي عمر طوال جلستهم الي مائده الغداء التي جمعت العائله بينما يسأل نفسه عن منطق تفكير أخيه الذي يتحدث ويأكل ويضحك باريحيه لا يوجد بها أي منطق لرجل في حالته ...رجل وعد فتاه بل ونفذ وعده وتزوجها متحدي الجميع والان فجاه لم يعد لتلك الفتاه وجود ...!
تنهد سيف وهو يحرك شوكته  في طبقه وعيناه لا تحيد عن النظر لأخيه يتساءل عن خطوته القادمه ....هل ينتظر الوقت المناسب ويستجمع شجاعته ليخبر أباه ..نعم هذا هو الحل كما أخبره مسبقا فلايوجد حل اخر ....ربما يغضب عاصم ويثور وتحزن والدته ولكن في النهايه الأمر معتاد بالنسبه لعمر في مواجهه غضب أبيه وبضعه ايام وستهدأ الأمور ويتولي عاصم اعاده كل شيء الي نصابه الطبيعي ويصلح خطأ عمر الذي يتمني أن يكون تلك المره تعلم من خطأه ....تنهد سيف مجددا وهو يرتاح لتلك الفكره التي مؤكد أخيه فكر بها وانتواها لذلك هو جالس بتلك الاريحيه !
......
.........
تحركت تلك العضله بجوار فك ايهم دلاله علي توتره بينما بقي في سيارته قليلا اسفل منزل عزه ....لا يدرك لماذا هو اسفل منزل تلك المرأه ولا ماذا يريد إثباته ولكنه يتبع حدثه ....يريد أن يغسل يداه تماما من ذنب تلك الفتاه ...يريد أن يعرف علي الاقل مصيرها ليرتاح
إن صعد ووجدها بمنزل تلك المراه يعني أنها تخدعه وان لم يجدها ...توقف عن التفكير فكيف لا يجدها وهي صعدت أمامه ...تنهد وزفر بضيق وهو يهز رأسه متذكر حديث عزه بأنها لا تعرف عنها شيء .. كذبت ولم تخبره أن الفتاه أتت إليها ...وضع يده علي مقبض باب السياره يفتحه وينزل منها بعد أن أخذ قراره ....تكذب إذن هناك شيء غامض عليه معرفته !
تحرك بخطواته الي مدخل تلك العماره التي لأول مره يرفع عيناه ويتطلع اليها ويسأل نفسه ماذا يفعل رجل مثله في مكان كهذا ..!
عقد حاجبيه بشده وهو يسأل نفسه السؤال مجددا ...ماذا يفعل رجل مثله مع امرأه مثل عزه !
عبست ملامحه بشده من الاجابه التي يعرفها ولكنه كان يتجاهلها ويبررها لنفسه دوما !
توقف عن التفكير واستعاد ثباته وهو يخرج من المصعد ويتجه بخطوات ثابته متأهبه الي الباب ..!
.....
........
اتسعت ابتسامه نديم الخبيثه وهو يتلقي ذلك الخبر بعوده عمر ليسأله الرجل : تحب اعمل ايه يا باشا
قال نديم بتوعد : هقولك بس مش دلوقتي ....انت بس عليك تجيب ليا كل اخبار اي قضيه شغال عليها
اوما الرجل ليغلق نديم الهاتف ويتنهد بسعاده لمحتها ريم وهي تتجه ناحيته لتسأله بفضول : كنت بتكلم مين ؟
قال نديم بابتسامه : مكالمه شغل
رفعت حاجبها بعدم اقتناع : مكالمه شغل خلتك مبسوط اوي كده
اوما لها قائلا : اه ...قضيه مفتوحه بقالها كتير و قريب اوي خلاص هقفلها
أومات له : طيب كويس ...ربنا يقويك وتخلصها
نظرت له ليبتسم لها قائلا بتطلع : هخلصها بس مش دلوقتي ...امسك بيدها وتابع وهو يلثمها برقه : حاليا معنديش اهم من جوزانا ...ها بقي يا حبيتي استقريتي علي شكل دعوات الفرح
أومات له وأشارت الي ما اختارته : ايه رايك في دي ؟
لم ينظر لشيء بل ظل ينظر إليها بنظرات ملئها الحب وهو يقول : اختاري اللي يعجبك انا عاوزك تكوني مبسوطه
تنهدت ريم وهزت راسها وبالفعل لا تنكر إن السعاده بدأت تتسلل الي قلبها رويدا رويدا حينما تبعت نصيحه لميا وأخرجت عمر من حياتها ...مازالت احيانا تفكر به ولكنها أدركت أن تفكيرها به يؤذيها ويأخذها لتلك الذكريات السيئه التي تجعلها تكن الضغينه لنديم الذي يفعل ما بوسعه لاسعادها لذا جاهدت الا تفكر بشيء يؤذيها وركزت كل تفكيرها علي ما يسعدها !
.....
...........

حكايه عمر Where stories live. Discover now