الفصل العاشر

13.8K 749 47
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تابعت شهد بصوت مرح وضحكه لا تتوقف اخبار والدتها بمختطفات مرحه عما دار بينها وبين عمر ( كان نفسه في ساندويتشات ...ويقولي بانيه وكفيه ههههه )
توقفت يد منيرة عن تقطيع الخضار والتفتت إلي ابنتها بعيون حاده : وانتي شوفتي عمر بيه  فين ؟
قالت شهد بعفويه بينما تتابع تنشيف الاطباق واعادتها لمكانها : روحت له القسم اللي بيشتغل فيه
عقدت منيرة حاجبيها بقوة واتجهت الي ابنتها تهتف بها باستنكار : روحتي له
أومات شهد لتلكمها والدتها بكتفها وتجذبها بحده من ذراعها معنفه : وانتي تروحي له بتاع ايه ....بت انتي انتي ايه حكايتك معاه !
انزعجت ملامح شهد من كلام والدتها التي رددتها باستهجان : حكايه ايه ....ايه اللي بتقوليه ده يا ماما ؟
دفعتها منيرة بحنق في كتفها : بقول اللي انا شايفاه ....ايه يابت انتي ناويه علي ايه ...مالك وماله ؟
هتفت شهد بدفاع عن نفسها ومازالت نظرات الاستنكار تغلف ملامحها : ماليش ياماما بالطريقه اللي في دماغك ....
زجرتها والدتها بحنق : وهو ايه اللي في دماغي ياشهد ....شاب وحتي أهله عارفين أنه صايع وداير طول الوقت ورا البنات وانتي رايحه له برجلك يبقي ايه في دماغي
احتدت ملامح شهد وجزت علي اسنانها بغضب لتهتف بدفاع عن عمر : قولتلك رايحه اطمن عليه ...عشان
انا بحب عمر بيه زي اخويا وروحت اطمن عليه عشان أنا منستش وقفته جنبي طول الوقت
ألقت بالمنشفه من يدها وخرجت بغضب متبرطمه : هو كل حاجه لازم تكون وحشه في دماغكم ...مفيش ابدا حساب للعشرة ولا العيش والملح
التفتت الي والدتها وتابعت بعتاب قبل أن تغادر المطبخ : وعيب اوي تتكلمي عنه كده وافتكري أنه اطيب واحن واحد في البيت ده
ضربت منيرة طرف الطاوله الرخاميه بيدها بينما بالرغم من تعنيف كلمات ابنتها لها إلا أن عقلها وقلبها الذي يخشي علي ابنتها كان إحساسه اقوي خاصه مع دفاع ابنتها الدائم عنه لتندفع خارج المطبخ بغضب .....اتجهت الي الاعلي ولكنها قبل أن تطرق باب غرفه زينه تراجعت ....أنها والدته وبالطبع ستدافع عنه لذا عادت للاسفل مجددا وبقيت متأهبه بانتظار عوده عاصم الذي ما أن عاد حتي اتجهت إليه بوجل : عاصم بيه ممكن اتكلم مع سيادتك كلمتين
اوما عاصم : قولي يا منيرة
خفضت منيرة صوتها وهي تهمس لعاصم بما حدث وتتابع : دي مهما كان عيله صغيرة يا عاصم بيه وانا خايفه عليها وخايفه تكون متعلقه بعمر بيه وتفكر كلامه وهزاره معاها علي أنه حاجه تانيه
خفضت عيناها بخجل وفركت يدها وهي تتابع باعتذار : انا اسفه يا بيه بس انا ام وخايفه علي بنتي
اوما عاصم بتفهم ليقول بهدوء : ماشي يا منيرة متقلقيش انا هكلم عمر مالوش دعوه بيها
هزت منيرة راسها بامتنان : شكرا ياعاصم بيه
زم عاصم شفتيه بحنق ممزوج باليأس من تصرفات ابنه ....ما أخبرته به منيرة ليس به شيء اذا خمن أن هناك شيء خلف حديثها ربما لم تخبره به ولكن مؤكد هناك شيء دفعها لتتحدث معه بشيء كهذا. ....
منذ أن ترك المنزل وهو لا يجيب علي اتصالات والدته أو أخيه وفقط يكتفي بارسال رساله أنه بخير ولكن ما أن رأي رقم عاصم وجد يده تلقائيا تجيب بينما بداخله شيء خفي يحركه شيء ما دوما بداخله ويتجاهله وهو مكانه أبيه الخاصه بقلبه مهما ظهر للجميع العكس واولهم أبيه الذي بداخله نفس الشيء لهذا الصغير المتمرد الذي فقد صلته القريبه به في الطريق الصعب لتقويمه والذي ظنه الطريق السليم
: بابا
ابتلع عاصم ببطء بينما التاع قلبه شوقا الي مشاكسه الصغير الذي يملاء المنزل بالمرح ومع غيابه أصبح المنزل كئيب ....استجمع عاصم جمود نبرته وهو يقول : انت مش ناوي تعقل ياعمر
استجمع عمر هو الآخر جموده بينما يقول باقتضاب ممزوج بسخريته ليس من أبيه ولكن من تلك الرغبه التي تداعب قلبه دوما وتخبره أنه بمكانه خاصه لدي أبيه ...تلك الرغبه التي خيلت له أن أبيه يتصل بيه اشتياقا له وطلبا منه أن يعود الي منزله الذي افتقده ....فهو بين السطور عكس ما يبدو عليه فهو كائن محب لجو الالفه بالمنزل يعشق وجوده بين عائلته ويعشق الطعام البيتي ولا يحب التواجد خارجه عكس ما يبدي دوما
: ايه هو انا عملت مصيبه جديده وانا مش واخد بالي
وكالعادة بضع كلمات ساخره تشعل فتيل الغضب والتحدي بين كلاهما فهاهو كعادته يستفز عاصم بنبرته التي تحمل تهكم خفي ليجز عاصم علي أسنانه ويقول بحنق : مالك ومال شهد ...ايه مش مكفيك الخمسين الف واحده اللي تعرفهم ووقفت معاك علي البت الغلبانه
عقد عمر حاجبيه باستفهام ...ماذا فعل لشهد .. ؟!.
ليقول باستفهام : مالي ومالها .....انا معملتش ليها حاجه
اوما عاصم وقد ظن ابنه يراوغه ليقول بجديه : ومش هتعمل ليها حاجه ....انا بحذرك ياعمر تفكر تقرب منها تاني ولو شوفتها برا البيت اياك حتي تكلمها ..فاهم !
سحب عمر نفس عميق ولم يزفره بل حبسه بصدره وهو يستمع لتحذير أبيه الي النهايه وعكس ما توقع عاصم لم يجادل أو يتناقش ليقول فقط باقتضاب : حاضر ....في أوامر تانيه
داعب الندم قلب عاصم ولمن عمر لم يسمح له بالتراجع لينهي المكالمه وهو يقول ببرود كعادته : سيادتك تأمر يا عاصم باشا
القي عاصم الهاتف بجواره وجذب ربطه عنقه بضيق بينما تملك منه اليأس وهو يري الجفاء بينه وبين صغيره يزداد كل يوم عن ما قبله ويري أن كل السبل بينهما تتقطع قبل أن تبدأ ....مجرد محادثه عاديه لابد انت تضيف الي علاقتهم المزيد من الجفاء والتوتر. .....
لم يكد يهديء حتي وجد العاصفه التاليه تهب بقدوم زينه التي لم تتمثل بينما تهتف به بغضب وانفعال : ممكن اعرف ابني هيرجع البيت امتي ؟!
هز عاصم كتفه بيأس بينما هي الأخري لا تفهم موقفه وقد يأس من التبرير : وهو انا طردته ....يرجع وقت ماهو عاوز
هتفت زينه بغضب : انت اللي لازم ترجعه ....كلمه وخليه يرجع حتي لو بالعافيه.  ..... قبل أن يقول عاصم شيء كانت تتابع بالمزيد من اللوم والتقريع: انت السبب أنه يمشي وانت قدامي مجبر ترجعه
اتجه سيف ناحيتهم بينما تعالي صوت الجدال بينهما : في ايه يا ماما ؟
لم تقل زينه شيء لسيف بل التفتت بانفعال تجاه عاصم الذي قام من مكانه وكان علي وشك المغادره
: لو عمر مرجعش البيت أنا هسيبه
نظر لها عاصم بحده وعاد تجاهها بغضب اشعلته بجداره ليتدخل سيف : ايه الكلام ده يا ماما ....اهدي لو سمحتي
اتجه ناحيه أبيه : بابا معلش ماما متقصدش هي بس متضايقه من اللي حصل
رحب عاصم بتدخل سيف بينما لا يريد أن يتشعشع الجفاء بينه وبينها أكثر ليهز رأسه بصمت ويتجه الي غرفته بينما نظر سيف الي والدته بعتاب : ايه ياماما اللي جرالك ....انتي طول عمرك هاديه
ليه بتكبري الموضوع وهو بابا ذنبه ايه
وكما قالت جوري كان سيف يقول نفس الحديث : بابا مالوش ذنب في اللي بيحصل وهو في الاول والاخر خايف علي عمر ....سيبيهم يحلوا مشكلتهم مع بعض ياماما وبلاش تقفي في صف واحد منهم لأن محدش فيهم ضد التاني ....هما بس مختلفين ولازم واحد منهم. يعرف كده ويقرر يتنازل ويقبل اختلاف التاني .
.............
.....
ربتت فيفي علي كتف غرام : معلش يا حبيتي
هتفت غرام ببكاء : وانا اعمل ايه بمعلش اهو العريس راح مني
نظرت لها فيفي بجديه : وانتي كنتي يعني تعرفيه عشان تعيطي عليه
هزت غرام راسها : لا بس كان عريس كويس ومتقدم ليا ....لحد امتي هفضل محلك سر ولا شغل ولا جواز ...انا زهقت وامي مش حاسه بيا وكل اللي علي لسانها اني بتدلع
: معلش يا حبيتي امك برضه شقيانه طول الوقت وعشان كده شايفه انك بتتدلعي
نظرت غرام الي فيفي بعتاب : طيب وانا مش زي اي بنت نفسي افرح ويكون ليا حياه
نظرت إلي فيفي وتابعت ببراءه وعقل محدود يحكم بالمظهر : انا نفسي ابقي زيك يا فيفي ....نفسي يبقي ليا حياه لوحدي ..البس وأخرج واتفسح ...مش عاوزة افضل طول اليوم في البيت اخدم امي واخواتي
وضعت عزه صينيه الحلويات والعصير من يدها بوسط الطاوله أمام غرام لتقول : والله عندك حق يا بنتي ....انا عارفه ام ايه دي اللي مش عاوزة تفرح ببنتها
تمصمصت بشفتيها وتابعت : وهو كان ايه عيبه العريس ولا عاوزة شاب صغير مش حيلته مليم يقرفك معاه
تنهدت وتابعت : نهايته ...بطلي عياط انتي بس وخدي اشربي العصيرده وروقي دمك
زفرت غرام وبكت كطفله : مش هروق يا طنط .....امي دي ولا كأنها عدوتي ....مسحت دموعها بطرف يدها وتابعت : اول امبارح لقيت شغل في مصنع هدوم ...اقف فيه علي العمال مشرفه ...مرضتش عشان الشغل بعيد وبيخلص متأخر
تهكمت وتابعت بسخط : ال يعني هشتغل مديرة جنب البيت واروح واجي بميعاد
تابعت بسخط أكثر كلمات والدتها ( انا مش عاوزاكي تتبهدلي زيي ولا عاجبك الشقي اللي انا فيه )
زفرت وتابعت : واهو لما جه العريس اللي يريحيني برضه رفضته
نظرت إلي عزه وكأنها طوق النجاه بينما لم تكن أكثر من حيه تتخفي بصورة حبل النجاه : قوليلي يا طنط اعمل ايه ....قوليلي ؟
رفعت عزه حاجبها بتفكير قبل أن تتابع بخبث :  والله اللي زي امك دي ملهاش الا انك تحطيها قدام الأمر الواقع
نظرت لها غرام باستفهام : ازاي
نظرت لها عزه بمكر وتابعت : اقولك .. !
...........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن