الواحد والاربعون

9.1K 431 23
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

صمت مجددا ولكن تلك المره الصمت كان من نصيبها لتبقي طوال الطريق صامته وعيناها مثبته علي الطريق امامها تنظر إلي الطريق الذي يقطعه عمر بسرعه والدموع متحجرة خلف أهدابها لا تحبسها قاصده ولكن شعورها بالغضب الشديد والنفور هو ما يجعلها تمسك بدموعها التي لا تستحقها والدتها ....فقد كانت بأمس الحاجه اليها وهي حتي لم تتكبد عناء الاستماع لها فلماذا تبكي من أجلها !
القي عمر نظره الي ملامح وجهها الجانبيه والي صمتها وعاد مجددا يتابع طريقه الذي اختار أن تكون هي وحدها بجواره به لذا هو ليس نادم ولا يشعر بأي شيء سوي الراحه أنها معه حتي وان كانت حزينه الان
فلو كان علي ذلك الحزن فهو سيمحيه من داخلها ان لم يكن اليوم فغدا سيبدل هذا الحزن الي سعاده وستنسي كل ماحدث وتتذكر فقط أنها معه وبجواره !
بطرف عيناها نظرت وسيله إليه ودون أن تتعمد لاح الاستنكار بنظراتها بينما انطلقت تلك الأصوات العاليه حولهم حينما ضغط زر مشغل الاغاني .... المفترض أنها اعتادت تصرفاته التي لا تتسم بأي منطق فلماذا تستنكر تحوله من النقيض للنقيض بلحظه
فهاهو يدندن مع تلك الأغاني التي انطلقت حولهم بصخب عالي يغطي به علي صوت أفكاره !
لدي عودتهم للمنزل بقيت بنفس الصمت الذي كان كناقوس يدق برأس عمر فهو يعلم أن الصمت يكون خلفه صخب من الأفكار وكم يخشي أن يأخذها تفكيرها لنفس الأفكار التي يأخذها الجميع عنه وتتغير نظرتها إليه لذا قطع الصمت واتجه إليها ليتوقف خلفها ويحيط ظهرها بجسده ويدفن رأسه بعنقها هامسا: مالك يا حبيتي من وقت ما رجعنا من خطوبه اختك وانتي ساكت......توقفت شفتاه عن الحديث بينما شعر بجسدها ينتفض من بين ذراعيه وتلتفت إليه صارخه بعنف تقاطعه : مش اختتتتتي ...مش اختي !
توقف عمر مكانه يتطلع إليها بينما فجاه انفجرت الدموع من عيناها كالشلال لتندفع وسيله الي الغرفه وصوت بكاءها يتبعها .....كلمتان عبرت بهم عن مدي وجعها
والألم الذي يجيش به صدرها فهي موجوعه للغايه من تصرف والدتها والألم بداخلها وصل لذروته فانفجرت ببكاء حار .....اسرع عمر بخطواته خلفها ليلتاع قلبه لرؤيتها تضع وجهها بين يديها وتبكي بنشيج حار ....وسيله !
رفعت وجهها الغارق بالدموع تجاهه حينما نطق باسمها وسرعان ما كانت تفرغ كل ما بداخلها من وجع وكأنها تحدث والدتها التي فاقت لا مبالاتها بمشاعر ابنتها حدود المنطق  : مش اختي .....دي بنت جوزها ...ارتعشت يدها وهي تشير الي نفسها وتتابع : انا اللي بنتها ...انا اللي المفروض تسمعني وتهتم بيا
ازداد تهدج أنفاسها بينما تنعي نفسها بحزن شديد :
كنت عاوزة اتكلم معاها ...كان نفسي ابقي زي اي بنت بتتكلم مع امها ....بس هي مهتمتش ...مفرقش معاها تسمعني ولا تتطمن عليا
تحشرج صوتها بالبكاء وارتعشت شفتيها وهي تقول بخزلان بينما تنكس راسها للاسفل : 
انا زعلانه ليه ايه الجديد ...اصلا عمري ما كنت فارقه معاها ....انا اسمي بنتها بس عمرها ما حسستني بكده
وانا اتعودت.... ليه بقي زعلانه
اعتصرت عيونها بقوة وضمت قبضتها الي صدرها الذي يؤلمها قلبها بداخله وهي تردد السبب : أنا عمري ما احتجت ليها عشان تيته عمرها ما حسستني اني محتاجه ليها .....!
دون سؤال او تفكير كان عمر ينحني و يحيطها بذراعيه رادعا اي محاوله منها لابعاده فهو يري بها كل ما يشعر به من وجع ووحده بينما يكون بحاجه لعائلته ولا يجد إلا الخزلان طالما أراد أن يبكي وينفجر مثلها ولكنه لا يستطيع لذا امتزج شعوره بشعورها وهو يحتضنها ويتركها تفرغ وجعها بدموعها وهو يهمس بتلك الكلمات والوعود : انتي مش محتاجه لحد انا جنبك ...مش هتحاجي لحد وانا موجود ....انا وانتي بس محتاجين لبعض !
انهي همسه وسرعان ما اكتسح  بشفتاه شفتيها التي امتزج طمعها بدموعها التي أخذ يقصيها بشفتاه
ويبث لها حبه وحاجته إليها
ايظن أن أي حزن بداخلها سينتهي بوجودها بين ذراعيه كما حاله بينما لم يكن هذا شعور وسيله التي لم تكن تشعر بأي رغبه في تلك الأحاسيس والمشاعر التي ليس لها مكان وسط حزنها وهو ظن أنه بتلك الطريقه يسعدها لذا لم تعترض بل تقبلت محاولته ان يكون معها بأي طريقه حتي وأن كانت تلك طريقته في تعبيره عن وجوده بجوارها
وهاهو يحل الصباح باشراق جديد وبدايه جديده وكأن ما مضي لم يكن
فقد اعتاد عمر أن يكون هكذا كل صباح ببدايه جديده ولا ينظر ابدا للامس وكم كان عليها صعب ان تمثل هذا  الاعتياد مثله ولكنها فعلت !
.........
فتح ايهم باب منزله ليجذب انتباهه ذلك الصوت مع ابنتاه والذي سرعان ما عرف هويه صاحبه
ترقبت نظرات الفتيات دخول أبيهم ونظرات جدتهم إليه التي حمحمت قبل أن تقول :  ازيك يا ايهم
قال ايهم بتهذيب : اهلا يا حاجه نورتي
بادلته عفاف التهذيب : شكرا نورك يا ابني
بدا كالعاده الجو بينهم متوتر تلك الدقائق التي جلس بها ايهم قبل أن يقوم باستأذان : انا هقوم اجهز الغدا
هزت عفاف راسها وقالت بلين كبادره للهدنه  بينهم : لا متتعبش نفسك انا مجهزة كل حاجه وجيباها معايا يادوب البنات تقوم تسخن
قال ايهم وهو يهز رأسه : ليه تعبتي نفسك يا حاجه
قالت عفاف بمغزي وهي تتطلع لملامح ايهم : هنا حكت ليا علي اللي حصل من الشغاله وعشان كده جيت اطمن عليهم
ازداد الخبث بنبرتها وهي تتابع : ازاي يا ايهم تبقي ظابط كبير وتدخل واحده متعرفهاش البيت وكمان تسيبها مع البنات
كالعاده تنتقده دوما وهو يحاول التمسك باعصابه ليقول باقتضاب : مكنتش حراميه ...بنتها كانت محتاجه عمليه وعشان كده سرقت
رفعت عفاف حاجبها بتقييم : وانت صدقتها
تغضنت ملامح ايهم بالضيق بينما يقول : اهو راحت لحالها يا حاجه خلاص
اومات امتثال وتمهلت بينما تمد يدها الي كوب القهوة الذي امامها ترتشف منه القليل ثم تعيده الي مكانه علي الطاوله وهي تقول بقليل من الهدوء : متزعلش مني اني بقول كده يا ايهم ....بس دول احفادي انا حقي اخاف عليهم
اوما ايهم قائلا : محصلش حاجه ...بس اتأكدي أن انا ابوهم وبخاف عليهم اكتر يا حاجه 
عادت لترتشف القليل من قهوتها قبل أن تركز نظراتها الثاقبه عليه وهي تسأله : هي مين غرام دي يا ايهم !
...........
....
داعبت اشعه الشمس عيون عمر ليتقلب في الفراش بضع مرات قبل أن يفتح عيناه ويتمطأ بكسل ناظرا الي وسيله التي استغرقت بالنوم لترتسم ابتسامه هادئه علي شفتيه ويحرك يداه يداعب بها خصلات شعرها متنهدا براحه ....لم يرد أن يوقظها لذا وضع الوساده خلف ظهره واستند إليها يعبث بهاتفه لحظات مرت قبل أن يعقد حاجبيه بقوة وتستنفر كل عروقه و يهب من مكانه وعيناه تكاد تخرج من موضعها وهو يقرأ ذلك النعي !
.........
..
قال ايهم باحتدام : مجرد بنت واحد معرفه كانت في محنه وكنت بساعدها
قالت عفاف بخبث : وانت متعصب وبتدافع عن نفسك ليه ياابني قدامي هو انا قولت اي حاجه ...انا بس بسألك مين دي اللي البنات قالت إنها قعدت معاهم كام يوم
هتف ايهم بنفس الاحتدام: زي ما قولتلك وانا مش بدافع عن نفسي ولا حاجه انا بس بوضح ليكي  عشان دماغك متفكرش في حاجه تانيه
نظرت له عفاف بنظره ثاقبه بينما تقول بهدوء : وليه افترضت كده ....!
نظرت له بمكر وهي تتابع :  وبعدين لو حتي بتعمل حاجه تانيه هل هتجيب بنت البيت اللي فيه بناتك وتهز صورتك في عينيهم
انت مش ممكن تعمل كده !
احتقن وجهه ايهم بالحنق من تلميحات المرأه ليهب واقفا بينما يقول بعنفوان : طيب كويس انك عارفه اني لا يمكن اعمل حاجه تهز صورتي قدام البنات !
اتجه بخطوات غاضبه ليغادر الغرفه ولكنه تفاجيء بعفاف تلحق به وتمسك يده : استني يا ايهم احنا لسه بنتكلم ....التفت لها ايهم باستفهام لتقول بلين :  انا وانت جايز مختلفين اه ....بس ده مش معناه اني مش بعترف انك خايف علي بناتك وبتحبهم اكتر من نفسك وكنت السنين اللي فاتت بعد موت امهم ونعم الاب
نظر ايهم الي نبرتها وكلماتها بتوجس ليسألها : طالما عارفه كده ليه كل شويه نختلف
قالت عفاف بدفاع عن نفسها : غصب عني هما اللي فاضلين ليا من ريحه بنتي
قال ايهم بتلقائية : وانا هما اللي فاضلين ليا من الدنيا كلها
اومات له عفاف وربتت علي كتفه بحنان ليعقد ايهم حاجبيه بمفاجأه لتصرفها لتقول عفاف : تعالي نتكلم ومتستغربش
نظر ايهم لها لتتنهد عفاف قائله : مش هكذب عليك ولا الف وادور ....لما هنا حكت ليا علي البنت دي انا دماغي راحت لحته تانيه ...فتح ايهم فمه لتوقفه عفاف : متقولش حاجه يا ايهم انا بقولك اللي حصل
المهم انا لما فكرت كده واتكلمت مع عمك في اللي فكرت فيه ....عمك بقي قالي كلمه حكمه ...قالي بلاش تكوني سبب في الذنب
مفهمتش كلامه في الاول زي ما انت مش فاهم دلوقتي
نظرت له وتابعت : انت مرضتش تتجوز بعد موت المرحومه وفضلت عايش للبنات بس دلوقتي البنات كبرت ولو انت محتاج تتجوز اطمن انا مش هاخد البنات منك
عقد حاجبيه باستنكار بينما توقيت حديث المراه جعل الشك يتسرب الي قلبه أن تكون أحدي ابنتها لاحظت أو استمعت لشيء مما حدث بينه وبين غرام ليقول باستفهام : ليه بتقولي كده
هزت عفاف كتفها قائله : قولتلك عمك لفت نظري للموضوع ده وقالي اني جايز اخليك تعمل حاجه اعوذ بالله حرام لما اهددك كل شويه اخد منك البنات والعمر مبقاش فيه قد اللي راح وانا مش حمل الذنب ده فجيت اقولك الكلام ده
اوما ايهم قائلا : عموما ياحاجه انا مش بفكر في جواز ولا اي حاجه وزي ما قولتي اللي فات في العمر مش قد اللي جاي وانا خلاص اقلمت حياتي كده
ربتت عفاف علي يده قائله : انت لسه صغير يا ابني وحقك تتجوز وفي كل الأحوال اعمل اللي يريحك انا بس بريح ضميري
اوما ايهم لها ليتفاجيء بالفتيات تقفز تجاههم بينما استمعوا لتلك الهدنه التي دارت بين أبيهم وجدتهم
لتقول حلا بسعاده : يعني خلاص يا تيته مش هتتخانقوا
تاني
هزت عفاف راسها : خلاص يا حبيتي .
ابتسمت وهي تنظر إلي ايهم : انا بحبه زي ابني هو بس اللي طول عمره بيعاندني
ضحكت الفتيات وابتسم ايهم لها بينما مازال شعوره بأن هناك شيء ما في حديثها لا يعرفه ليتسرب إليه الخوف من جديد أن تكون ابنتاه قد لاحظت شيء ...!
.........
....
اجراءات ثقيله ومراسم اثقل تحملها عاصم وهو يرتب تشييع جنازه والدته !
وقف سيف يعقد يداه فوق بعضهم بصمت بجوار أبيه بينما يردد الشيخ تلك الادعيه ليشعر بتلك الدمعه الحارقه التي خانت عيون أبيه وانسابت من أسفل نظارته القاتمه ولكنه سرعان ماكان يزيلها ويعود ليقف بثبات أمام قبر والدته .....نزل عمر من سيارته مهرولا تجاه تلك الجموع لتتمهل خطواته وتتباطيء حتي تجمد مكانه وهو يري جثمان جدته ....عتاب شديد اخفته نظارته السوداء وهو ينظر إلي اخيه الذي وقف بجوار ابيه دون أن يكون له مكان بينهم في حزنهم !
انتهت المراسم ليتحرك الجميع عائدين الي المنزل الذي جرى عاصم أقدامه وهو يدخل إليه ....اقتربت زينه منه تمسك بذراعه قائله برفق : تعالي يا عاصم ارتاح شويه
هز رأسه وربت علي يدها قائلا بصوت مختنق : عاوز ابقي لوحدي شويه
اومات له وتركته ليدخل الي غرفه مكتبه بينما خيم الحزن علي أرجاء المنزل وعلي الجميع وهاهو عمر
لم  يدخل بصمت بل كان يطلق عتابه ما أن وطأت أقدامه أعتاب المنزل ليهتف بهم بامتعاض : للدرجه دي اعتبرتوني مش موجود .....اعرف ان تيته ماتت بالصدفه
قال سيف وهو يفرك وجهه : عمر مش وقته
التفت الي أخيه باستهجان : لا وقته ياسيف .. رد عليا !
التفت سيف الي أخيه  ونظر له مطولا قبل أن يرد سؤاله بسؤال : وانت فعلا موجود بينا ياعمر ؟!
اهتزت نظرات عمر ولكنه ابي الاعتراف ليهتف بعنفوان :  كنت هبقي موجود لو كلفت خاطرك وكلمتني
احتدت نبره سيف وهو يبعد يد تينا التي حاولت إمساكه وجعله يصمت في ظل تلك الظروف : وانت بترد علي حد
ولا شاغل دماغك بحد غير نفسك
نظر له عمر بعصبيه هاتفا : بطل تقول اي كلام تطلع بيه نفسك مش غلطان انك مكلمتنيش وقولتلي علي اللي حصل !
بادله سيف العصبيه بينما انفلتت أعصابه : ولو كنت كلمتك كنت هترد 
التفتت زينه تجاه عاصم الذي خرج علي اصوات أولاده لتتجه جوري إلي إخوتها تحاول أن تلفت نظرهم لوجود أبيهم : عمر اهدي ....انت شايف الظرف اللي احنا فيه  متحمل اللي بتعمله
نظر لها عمر بانفعال وهتف بسخط منتقدا كلماتها : اللي انتوا فيه ...! التفت لها بكامل جسده وتابع بعصبيه: انتوا وانا مش من ضمنكم .....امتي اعتبرتيني انتي كمان مش موجود في جملتك ....ايييه هو اللي ماتت دي مش جدتي زيكم وحقي ابقي موجود ولا برضه زي ما عملتوا لما ابويا كان تعبان وخبيتوا عني !
احترقت كلماته بما يشعر به بينما لو كان يعرف بمرض أبيه لما كان حدث كل هذا
هدرت الدماء بعروق سيف ليتجه خطوة تجاه عمر ويبعد بذراعه جوري ويتوقف أمامه مزمجرا : انت بتحاسبنا علي ايه ....انت فين اصلا .....انت فين من العيله دي!
نظر لهم عمر ونقل نظراته عليهم بعتاب قبل أن يقول بأسي : العيله دي مش عاوزاني في وسطها واعتبرتني مش موجود دائما .....انا ولا حاجه ومفرقش معاكم في أي حاجه !
زمت جوري شفتيها وقطبت تينا جبينها بتأثر وسرعان ما اتجهت ناحيته لتقول شيء كما كانت زينه ليتوقف الجميع لدي سماعهم صوت عاصم الذي سأل ابنه :
و احنا فارقين معاك ياعمر ؟
ابتلع عمر ببطء والتفت تجاه أبيه ليري تهدل كتفيه وحزن ملامحه وكأنه شاب بتلك الساعات حزنا علي والدته ليقترب عاصم منه بضع خطوات وينظر له بعتاب بينما يكرر سؤاله بإلحاح : رد وقولي احنا فارقين معاك ولا انت اللي وقفت في وسط البيت وقولت انك ماشي
غص حلق عمر وقال بخزلان : وانتوا ارتاحتوا مني واعتبرتوني مش موجود
نظر عاصم له برفق : مين قالك كده ؟!
قال عمر بثبات : تصرفاتكم
التقت نظراته برفق نظرات ابيه وهو يقول : وانت تصرفاتك ايه ....اللي بتعمله ده ايه !!
بتعاقب كل واحد فينا علي تصرفاتك انت ليه ؟!
بتعاقبنا اننا خايفين عليك
نكس عاصم رأسه بأسي وتابع بصوت متحشرج : احنا اللي مش فارقين معاك ياعمر !
عجز عن إيصال إحساسه إليهم بأنهم من نبذوه وكالعادة هو الملام الوحيد ليهز رأسه ويردد بخزلان وهو يتجه الي الباب ليغادر  : كالعاده انا اللي غلطان !
نظرت جوري إلي والدتها التي انسابت دموعها بصمت علي وجنتيها وركض قلبها قبل خطواتها الي ابنها بينما دفعت تينا بيدها ذراع سيف تحثه علي اللحاق بأخيه كذلك وقفت شهد تراقب ما يحدث بحزن وتأثر
لم يلتفت عمر ويري نظرات الجميع بل اتجه الي الباب وهو يري أنه غير مرغوب به ولكن قبل أن يخطو للخارج كان يوقفه نداء أبيه : عمر
التفت الي أبيه ببطء ليعتصر عاصم عيناه بألم للحظه قبل أن يفتح ذراعيه ويقول بصوت دافيء :  انا محتاجلك ياعمر !
غص حلق عمر بقوة وباللحظه التاليه كان يستجيب لذراع عاصم التي جذبته ناحيته ليدفنه بحضنه وتتهدج أنفاسه بينما يقول بحزن حار وهو يشير لجوري وسيف أن يقتربوا :  انا ماليش غيركم محتاجلكم جنبي
حضن دافيء ضمهم عاصم به سيف وجوري وعمر بوسطهم يشعر بأذرعهم تحيط به باحتواء وكل منهم يضمه إليه أكثر.
........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن