الرابع والعشرون

9.4K 511 27
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
التفت الطبيب الي جميع تلك الوجوه القلقه والتي تجمعت بغرفه العروس ليقول بنبره مطمئنه تخللتها ابتسامه هادئه : متقلقوش يا جماعه ...زي عرايس كتير ضغطها وطي من التوتر واكيد نسيت تأكل اي حاجه من الصبح ....
دون بعض الفيتامينات في الروشته الخاصه به وتابع : دي شويه فيتامينات تاخدها بانتظام
نظر إلي عمر الذي كانت عيناه متركزه علي وسيله التي كانت قد استعادت وعيها ولكن الوهن غلف ملامحها ليتابع الطبيب بقليل من المرح: وانت خد بالك منها ياعريس
اوما عمر بلا تردد ليسلط نظراته مجددا علي وسيله ويتجنب النظر إلي امتثال التي مازالت عيناها تطلق الشهب كما كانت عيون أخيه الذي اختار جانب من الغرفه وبقي واقف به بصمت
نظرت سندس الي الطبيب بقلق متسائله : يعني مفيش حاجه تانيه يادكتور
اوما الطبيب قائلا : مفيش اي حاجه تقلق ....ترتاح بس نص ساعه وعادي تقدر تكمل الفرح
ابتسم عمر ابتسامه هادئه لوسيله التي تطلعت إليه تري أنه الوحيد الذي ينظر إليها ويهتم بها بينما امتثال بالرغم من قلقها الاكيد علي حفيدتها إلا أن غضبها من عمر كان المسيطر علي ملامحها فلم تبدو كم كانت قلقه علي حفيدتها ....كان عمر قد حل ربطه عنقه وخلع سترته في خضم كل ماحدث ولكنه بكل الاحوال بقي وسيم يتطلع إليها بحنان أراد أن يكمله بأن يكون الجالس بجوارها والممسك بيدها بدلا من والدتها ....
اتجه ايهم مع الطبيب الي خارج الغرفه ليسود الصمت لحظات قليله قبل أن يخرج صوت امتثال الحازم وهي تقول بنبره أمره لطلعت : انزل يا طلعت بلغ الناس أن الفرح اتلغي عشان وسيله تعبانه
التفت اليها طلعت باستنكار وبنفس اللحظه رفع عمر عيناه إليها باستهجان شديد بينما
رمشت وسيله باهدابها لحظه قبل أن تفقد السيطرة علي دموعها التي سرعان ما لمعت بعيونها وانسابت بصمت علي وجنتيها بينما كان الامتعاض والرفض واضح علي ملامح سندس من هيمنه امتثال في وجودها
وكان أول من نطق بالاعتراض عمر الذي قال بسخط واضح علي ملامحه : الدكتور قال انها كويسه ..!
التفتت له امتثال بحده ولكن قبل أن تنطق بشيء كان طلعت يدعم عمر بلا تفكير مترجم نظرات زوجته الغير راضيه عن تحكم امتثال في ابنتها ليتولي هو الدفاع : نلغي الفرح ازاي يا حاجه ...لا طبعا مينفعش
هتفت امتثال بنبره قاطعه : اللي عندي قولته وكلامي هيمشي
دخل ايهم مجددا الي الغرفه بتلك اللحظه التي قامت بها سندس من جوار ابنتها لتقف إمام امتثال هاتفه بانفعال : كلامك يمشي علي مين يا حاجه ...واضح انك نسيتي أن وسيله بنتي انا
واجهتها امتثال بنظرات حانقه: بنتك تبقي حفيدتي وكلامي هيمشي عشان هو الصح
تدخل عمر بغضب فشل في السيطرة عليه : صح في ايه ....هو تحكم وخلاص
نظرت له امتثال بغضب : كلامي مش صح عشان مش علي هواك
اشاحت بيدها بعنفوان وتابعت : انا بتكلم في الأصول والصح ولو انطبقت السما علي الأرض مش هتتجوزها ولا الفرح ده هيتم
امسك ايهم بذراع عمر يحاول أن يوقفه عن الاندفاع قائلا بخفوت : اهدي ياعمر
التفت عمر إليه هاتفا باحتدام : اهدي ايه .... بتقولي الغي الفرح !
نظر له ايهم نظره تخبره أن المراه معها حق ولكنه لم يتحدث وهنا عاد طلعت ليتولي الحديث بهدوء : ياحاجه
اللي بتقوليه ده ...الأمور متتاخدش كده ابدا
هتفت امتثال بعصبيه : امال تتاخد ازاي ....قولت مفيش جواز
هنا هتفت سندس بانفعال : وانتي تقولي ليه ...فين رأيي ورأي صاحبه الشأن
احتقنت ملامح امتثال وهمت بالرد ولكن طلعت تدخل بانتقاد ؛ ياحاجه انتي عاوزة الناس تتكلم علي وسيله ....ازاي نلغي الفرح
نظرت سندس الي امتثال باحتقان لتواجهها امتثال بالمثل ولكن طلعت تدخل بينما يشير إلي وسيله ويقول برفق : بصي عليها يا حاجه ....مش صعبان عليكي كسره فرحتها في يوم زي ده ... دموعها هانت عليكي
رفع سيف عيناه ببطء ينظر الي تلك الفتاه التي اكتفت بدموعها الصامته والتي كان وقعها أشد قهرا من اي حديث ليدير عيناه وينظر الي أخيه الذي لا يريد شيء إلا تسديد صفعه قويه له علي مافعله ليهز رأسه باستنكار يتساءل كيف بإمكانه أن يكون بتلك الانانيه وتفضيل الذات وبنفس الوقت يرسم أنه الضحيه بينما هو الجاني ولا احد سواه ....ابعد عمر عيناه عن نظرات أخيه المشتعله بالغضب ما أن لاحظ نظراته له ليعود بنظره تجاه وسيله وكذلك فعل سيف الذي أن كان صامت حتي الآن فهو من أجلها .....فهو أن تحدث سيكسر قلبها ويدمر سعادتها الان وان صمت فهو متأكد أن أخيه من سيكسر قلبها ويدمر سعادتها بعد ذلك !
نظرت امتثال الي حفيدتها بحنان جارف وقلب متمزق تبعته برجاء أن تستمع الي صوت العقل بينما تقول باحتدام : تعيط دلوقتي احسن ما تعيط بعدين ..!
انا عاوزة مصلحتها وجوازه بالطريقه دي مش هيجي من وراها خير
نظر لها عمر باستنكار وهتف باندفاع بينما ضغطت كلماتها علي نزعته لذاته والتي ترفض أي تقليل منها : قريتي المستقبل وحكمتي يا حاجه .....ايه اللي مخليكي متاكده اوي كده
ايه شيفاني قتال قتله ولا حرامي ولا عيل صايع ....انا عمر السيوفي ابن عاصم السيوفي مش عيل جاي من الشارع اخد بنت عشان اعذبها
نظر لها وتابع بانفعال شديد : اسم ابويا لوحده كفايه حتي من غير وجوده .... ازداد غضبت ليمسح علي وجهه ويتابع بانفعال أشد  : انا لولا وسيله مكنتش هقف لحظه واحده واستني اسمع كلامك عن اني مش جدير بيها وكأني عيل صغير بتقوليله روح يا بابا هات ابوك معاك .....لا ياحاجه انا راجل ...راجل دخلت من الباب وطلبتها واهلها وافقوا
التفت الي سندس وطلعت وختم كلماته بقله لياقه : واعتقد بعد موافقه أهلها مفيش كلام يتقال !
لا تهتم ولا تسمع بالرغم من اجابه عمر البليغه ظاهريا والتي تؤثر بشخصيه كطلعت أو تجعل امرأه كسندس تتشبث برأيها أمام استبداد راي حماتها السابقه ولكن بالنسبه لامتثال لم يتغير شيء 
تابع سيف تلك المحاضره الرنانه والتي يحفظها عن ظهر قلب من أخيه ذو الأنا العاليه والتي يزيد من اصداءها بارفاق اسم أبيه.   ... أبيه الذي دون ادني خجل يتغني باسمه وهو بالفعل قد لغي وجوده واقدم علي الزواج بدونه وبلا ذره خجل يعطي للمرأه محاضره لأنها تتحدث بالعقل والأصول والمنطق ...!
لا يستغرب ابدا أخيه فهو وصل الحدود القصوي في غايته بتلك الفتاه وكالعادة لن يتراجع دون تحقيق غايته
نظرت امتثال الي سندس بعتاب : ايه رايك في كلامه يا سندس ....مش حاسه انك غلطتي لما وافقتي
هزت سندس راسها وقالت بعناد وهي تتجه لتجلس بجوار ابنتها التي لا تتوقف عن البكاء الصامت : لا ياحاجه مش حاسه بأي حاجه الا بنتي
اندفعت امتثال بغضب : بنتك انا اللي ربيتها
نظرت لها سندس بغضب مماثل وهتفت بها : بعد ما ابنك اخدها مني !
تابعت امتثال الحرب في تحسين صورة ابنها : وهو انتي كنتي مسكتي فيها ولا ماصدقتي واتجوزتي وروحتي تربي بنات غيرك
أغمضت وسيله عيناها تعتصرها من فرط البكاء بينما الجميع يحاربون تحت عنوان مصلحتها ولكن أحدهم لم يلتفت إليها لتجد عمر يتجه ناحيتها ويهتف بعصبيه يوقفهم عن حرب ليس وقتها بينما تمزق قلبه لرؤيه دموعها وكل منهم يشيد بدوره في حياتها بمعايره أمام الجميع  : كفاااايه بقي
نظر إلي وسيله برفق شديد ومد يداه يكفف دموعها بيده لتفتح وسيله عيناها وتنظر له فتلقي نظراته لها حنان شديد وهو يقول برفق : متعيطيش ....اهدي وكفايه عياط
نظرت وسيله له وازدادت دموعها انهمارا ليقول بعتاب : وسيله عشان خاطري كفايه عياط
وكالعادة بارع في الانفصال عن كل ما حوله ليحدثها وحدها هي دون الالتفات لأحد : انا مش عاوز دي تكون ذكرياتنا عن يوم فرحنا .... بطلي عياط وبصي ليا
نظرت له ولكنها لم تستطيع التوقف عن البكاء
ليسألها عمر وهو ينظر لعيونها : انا مش فارق معايا اي حاجه من اللي حصلت ...انتي وبس اللي فارقه معايا
داعب قلبها بنظراته التي كانت لطفل صغير وهو يناجيها : لو قولتي موافقه هقف قدام الكل واتجوزك غصب عن اي حد ....!
نظر ايهم بطرف عيناه تجاه كل واحد بالغرفه يحاول تقييم الموقف الذي لا يدري كيف سينتهي بعد ما نطق به عمر
بينما ركز سيف نظراته علي أخيه وللحظه توقفت سياط غضبه عن سلخه وهو يري حنانه مع تلك الفتاه .....تلك الفتاه التي ربما تكون المنشوده لإصلاحه ولكنه أفسد كل شيء في طريقه إليها ...!
ماذا لو انتظر قليلا ...ماذا لو تراجع عن عناده وتحديه وتزوجها بعلم أبيه ....؟!
اسئله كثيرة دارت بعقله وهو يتابع اخيه بنظراته وهو ينظر إلي الفتاه بتلك النظرات ...تلك النظرات التي يعرفها جيدا ويتمنى لو تعرفها وسيله هي الأخري .....فهي وصلت إلي نقطه لم يصل إليها أحد سواها وما عليها إلا أن تتوقف عن السير خلفه وتاخذه ليسير هو خلفها بالطريق الصحيح ....كلمه واحده منها ستغير الكثير
كلمه تخبره بها أن كل شيء لايسير وفقا لإرادته وحده ....هناك آخرين حولنا وليس العالم هو وحده ...!
نظر لها سيف يريد منها أن تتشجع وتتجاوز خوفها من فقدانه وتنطق بالصواب
نعم لو فكرت للحظه ستدرك أنها الخطوة الصحيحه التي عليها اخدها..... سيثور ويغضب وتظن أنها فقدته بينما هو متاكد أنه سيعود إليها وستحتفظ به للابد ...!
تتحمل تلك اللحظه وبعدها ستفوز به ...!
تأرجحت نظرات الجميع ما بين وسيله التي تمزق نظراتها المشتته القلوب وهي تقف بهذا الموقف ....تنظر الي جدتها التي لا تستطيع وضعها بهذا الموقف ثم تنظر إلي عمر الذي يصعب عليها أن تخذله بعد كلماته وتمسكه بها بتلك الطريقه التي لم يكن لديها أي وقت لتفسير عميق لدوافعها ولا لوم عليها في هذا فهي تري رجل متمسك بها ....!
نظرت إلي والدتها التي تاهبت نظراتها تجاه امتثال التي بدأت تحصد نظرات الاستنكار من الجميع ولوهله ظنت أنها الجانيه علي سعاده حفيدتها قبل أن تنفض تلك الفكره وتصدق ثوابتها بأنها بالفعل تحمي حفيدتها وليس لها أي مصلحه أخري ...!
نظر ايهم الي عمر الذي يعرفه عن ظهر قلب حتي كاد يري جذوة اشتعال غضبه بداخله والتي تتأهب الانطلاق في أحدي طريقين ....أن اختارت الرفض ستحصد ثورة عارمة وسيحرق عمر الاخضر واليابس ويراها خذلته وتتجلي بداخله عقده الضحيه والتي ستدفعه لتصرفات هوجائيه ....وان اختارت القبول ستنطلق شراره غضبه أمام كل من يقف في وجهه رافض قبولها له...!
كان طلعت الاهدء بينهم ليرحم وسيله من تلك الحيرة بعيونها وهو يقول : يا جماعه الموضوع مش حرب
اتجه الي عمر ليمسك ذراعه برفق يوقفه قائلا : ياعمر يااابني قبل اي حاجه ...اعتذر للحاجه عن كلامك
نظر له عمر باستنكار لينظر له طلعت بطرف عيناه راجيا أن يسير خلف كلماته : احنا مقدرين انك متمسك بيها وأنه صعب عليك كل ده يحصل يوم فرحكم بس برضه الحاجه خايفه علي وسيله ...مهما كان حفيدتها ...
نظر إلي الجميع وتابع بهدوء وعقلانيه من وجهه نظره : احنا نهدي كلنا ونقري الفاتحه الاول
ساد الهدوء الغرفه ليجذب عمر من ذراعه برفق ويتحرك بخطواته به تجاه ايهم ويهمس بصوت خفيض للغايه لايهم : خليه يهدي وانا هحل الموضوع
استجاب ايهم ليوقف عمر بجواره ويهمس له : كفايه يا عمر واهدي
بعنفوان هتف عمر من بين أسنانه : هخطفها لو فضلت الست دي رافضه
اتسعت عيون ايهم ليهتف به بهمس : اعقل ياعمر
هز عمر ولمعت في عيناه نظرات التحدي وهو يهز رأسه : واعقل ليه !
همس له ايهم وهو يوكزه بجنبه : تعقل عشان البنت اللي  حالتها زي الزفت قدامك
استدار ليقف أمامه ويتابع بنفس الهمس : ازاي ياعمر تعمل فيها كده ..... انت مستوعب انك بتوقفها قدامك انت و أهلها 
هز راسها واشاح بعيناه بامتعاض متمتم من بين أسنانه : بجد حرام عليك ..!
رفع عمر عيناه تجاه وسيله التي لم تجد إلا الصمت فلا تستطيع لا اختياره ولا اختيار جدتها وهاهو طلعت يكمل دوره بينما يقول بصوت عالي وهو يمسح علي وجهه بكلتا يديه وهو ينهي قراءه الفاتحه : ولا الضالين امييين
التفت إليهم وقال بعقلانيه : يا حاجه امتثال كلنا عاوزين مصلحه وسيله ...نظر إلي عمر وتابع   : وكمان مصلحه عمر ....زي ما هي بنتنا عمر ابننا والراجل عداه العيب ودخل البيت من بابه
نظر إلي زوجته وتابع بدفاع : ومحدش فينا قصر ...سألناه عن عيلته والراجل قال أهله مسافرين واحتمال سفرهم يطول وهو مش عاوز ينتظر
نظر إلي ايهم وسيف وتابع : والراجل جاب اخواته وده طبعا ينفي أي شك جواكي يا حاجه أنه بيتجوز من ورا أهله
نظرت له امتثال بغضب ؛ ولما هو مش من ورا أهله هما فين
كان عمر سيصيح بها بانفعال ولكن امساك ايهم بذراعه أوقفه ليرد طلعت بهدوء : قولنا مشغولين ياحاجه وهو ادري واحد بظروف أهله ....
هتفت امتثال بإصرار : مختلفناش ....نستني لما يرجعوا
نظر لها طلعت بغيظ داخلي ولكنه استمر بهدوء مصمم علي ربح الجوله من أجل خاطر زوجته : خلاص ياحاجه الفرح اتعمل
: يتلغي...!
نظر لها طلعت باستنكار : كده الموضوع عناد يا حاجه
والعناد مش هيحل حاجه
قالت امتثال بثبات لم يتزحزح : اللي عندي قولته
عقدت سندس حاجبيها وهتفت باحتدام : وانا امها وليا رأي ...الرأي مش رأيك لوحدك
تدخل طلعت ليقول سريعا :  اهدي يا سندس ...انا مكملتش كلامي
نظر له الجميع ليتابع بعقلانيه لإنقاذ الموقف : 
احنا هنمسك العصايه من النص ....نظر إلي امتثال وتابع :  بعد اذنك يا حاجه الفرح هيكمل ....هننزل ونكتب الكتاب التفت الي عمر وتابع : وبعد اذنك يا عمر هتستني شويه رجوع اهلك وبعدين نتمم الجواز
.....ايه رايكم في الحل ده !
ساد الصمت لحظه بينما كان حل طلعت فيه القليل من العقلانية المناسبه للموقف لذا قبل أن يعترض أحد كان يلتفت الي سيف قائلا : انت محل أبوه وقدامي لو موافق انا هعتبر أبوه موجود وهكتب الكتاب
ابتلع سيف لينظر له عمر برجاء الا يخذله ليجاهد سيف طويلا قبل أن  يهز رأسه ببطء وهو يقول : أبوه عايش وانا اخوه الكبير وواثق في اختياره
ابتسم عمر له واتجه إليه يحتضنه ليجاهد سيف أن يخفي نظراته الممتعضه والرافضه لهذا الموقف الذي وضعه به أخيه .
لحظات بعدها تعالي صوت طلعت : حيث كده يبقي توكلنا علي الله ....اشار الي سندس وتابع : يلا ننزل احنا وهخلي صحاب العروسه يدخلوا يضبطوها
اشار الي عمر وأيهم وسيف : يلا يا عريس ننزل
اوما عمر والتفت الي سيلا بابتسامه واسعه وغمزة شقيه لينزل الي الأسفل ويجلس علي طاوله عقد القران بصدر منفوخ عكس سيف الذي امتلئت نظراته خزي وهو يشارك في مهزله كتلك
............
....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت زينه إلي عاصم بملامح كللتها الفرحه بينما سمح له الطبيب بأن يتحرك في حدود الغرفه : هتبقي كويس يا حبيبي
حاول ألا يستند إليها أكثر حتي لا يثقل عليها ليعود الي فراشه بعد بضع خطوات قائلة : كفايه كده يا زينه
نظرت له باستفهام : تعبت يا عاصم
هز رأسه بينما فهمت أنه لا يريد لها أن تتعب : لا ....شويه وهقوم امشي لوحدي
هزت راسها برفض : هسندك واسمع كلام الدكتور ....يلا قوم يا حبيبي
أسرعت جوري الي جوار عاصم من الجهه الأخري قائله : يلا يا بابي أسند عليا
قبل أن يقوم عاصم كان الطبيب الشاب يدخل إليهم بابتسامته الهادئه : اخبار صحتك ايه ياعاصم بيه
قال عاصم وهو يهز رأسه : احسن الحمد لله
قالت جوري بابتسامه هادئه : مرسي يا دكتور ...بابي اتحسن كتير اوي بفضلك
قبل أن تتم باقي جملتها كانت ابتسامتها تتلاشي بينما كان من سوء حظها دخول مراد بتلك اللحظه وسرعان ما كانت ملامح وجهه تحتقن بالاحمرار ما أن رأي الطبيب وسمع شكر زوجته له ....
حاول الحفاظ علي هدوءه بينما نظر له عاصم بطرف عيناه بابتسامه شامته قليلا ليتقدم منه قائلا : عامل ايه النهارده يا عمي
قال عاصم وهو يهز رأسه : احسن الحمد لله
نظر عاصم للطبيب الذي كان يقرء بعض التقارير الخاصه بحالته قائلا : هنغير بعض الادويه وهنستمر في الحركه في حدود الغرفه كل ساعه خمس دقائق
اوما عاصم قائلا : متشكر يا دكتور
خرج الطبيب ليزم مراد شفتيه وينظر الي جوري باحتدام وهو يهمس لها من بين أسنانه : انا مش قولتلك متتكلميش معاه
نظرت له جوري بصمت بينما لم تريد لفت نظر ابيها والذي بالفعل كان يتطلع إليهم ....بقي مراد قليلا وبعدها انصرف بغضب أشد
ما أن غادر مراد حتي نظر عاصم الي جوري قائلا باستفهام : مردتيش عليه ليه ؟!
عقدت جوري حاجبيها بعدم فهم : مين يا بابي
قال عاصم بلا تفكير : مراد ....ليه سكتتي
هزت كتفها ولم تجد رد ليشير لها عاصم أن تأتي الي جواره بينما يرتب حديثه بعد تفكير ورؤيه متمعنه في ما يحدث بين ابنته وزوجها
: جوجو السكوت مش دايما احسن حل ....هز رأسه وتابع : مينفعش تعيشي مع واحد خايفه تفكري تقولي ايه ولا تعملي ايه معاه ومينفعش برضه تعيشي خايفه تتكلمي أو تاخدي موقف عشان رد فعل اللي حواليكي
اوما وتابع : عارف انك سكتتي عشاني بس انا مش حته ازاز هتكسر لو عرفت انك متخاقنه مع جوزك ...لا يا حبيبتي
تدخلت زينه بنظره اعجاب لحديث زوجها العقلاني : بابي عنده حق ياجوري ....مراد غلطان عشان انتي قبله شجعتيه علي الغلط بسكوتك ...اه يا حبيتي حافظي علي بيتك واختاري وقت مناسب تتكلموا فيه ولو في خناقه بينكم قدرتي تكوني الاهدي ده مش عيب ولا غلط بس ميكونش ده رد فعلك علي طول
تابع عاصم حديث زوجته : سكوتك مره هيكون مستفز له اكتر من كلامك ...ومره تانيه هيكون سبب في أنه يمشي كلامه عليكي وكأنه أمر وهتضطري توافقي طالما ما اعترضتيش ...!
.............
....
تحمل سيف بصعوبه تلك الساعه التي مرت علي الجميع وكل منهم بمشاعر مختلفه وفي النهايه انقضت ولم يحتمل سيف البقاء أكثر لينسحب بخطوات حانقه لفتت نظر طلعت الذي كان يصافح عمر ويبارك له
: الف مبروك يا عمر
احتضنه عمر بامتنان : الله يبارك في حضرتك ...متشكر
مال عمر يقبل جبين وسيله قائلا بهمس لطيف : مبروك يا حبيتي
ابتسمت له بخجل بينما كانت عيناها ما تزال متورمه من البكاء : الله يبارك فيك
اغلق باب السيارة لتنطلق بها بينما وقف يلوح لها لحظه قبل أن يستدير ويسرع خلف أخيه الذي كان ايهم يحاول إيقافه
: سيف استني
صاح به سيف بغضب : استني ايه ....لسه فاضل ايه يخليني استني !؟
امسك ايهم بذراعه يوقفه : اهدي ياسيف
هتف سيف وهو يبعد يد ايهم عن ذراعه : ابعد ايدك
نظر له ايهم بحده ليتابع سيف بانفعال وهو ينظر إلي عمر بغضب  : تلاقي انت اللي مشجعه علي المهزله دي
نظر ايهم الي عمر الذي قال : ايهم مالوش دعوه
قال ايهم بضيق : متبررش يا عمر ....نظر إلي سيف وتابع بحنق : انا زيك واكتر منك مش عاجبني اللي عمله عمر بس خلاص اللي حصل حصل
صاح سيف بانفعال : اللي حصل حصل دي اعمل بيها ايه ....التفت الي أخيه وضاح بانفجار : اييييه هتفضل لغايه امتي مستهتر ومش مسؤول عن تصرفاتك .....مين هيلم وراك مصيبتك المره دي ...ابوك اللي لغيته من حياتك
احتقن وجهه عمر ليتدخل ايهم :  سيف مالوش لازمه كلامك قولنا خلاص اللي حصل حصل
نظر له سيف باستخفاف ثم التفت الي أخيه وقال ساخرا : طالما اللي حصل حصل. ...مستني  مني اعمل ايه ...اقولك مبروك
انتفخ وجه عمر بالغضب ليصيح سيف بغضب شديد وهو يركل سيارته يفرغ بها جزء من غضبه : انت ايييبه ياأخي....
انت مجنون بتعاند مين ؟!
ازاي تتجرأ وتعمل كده ....ازاي تلغي ابوك وامك
ابوك اللي مرمي في المستشفي بسببك
انصدمت ملامح عمر ليردد بنبره لهيفه : بابا ...
انت بتقول ايه يا سيف ؟!
نظر له سيف بغضب شديد هاتفا بتوبيخ : بقولك انك بارد ومعندكش دم واناني
مش شايف غير نفسك
تجاهل عمر كل ما يكيله له أخيه من نقد لاذع وكل ما ظل يردده بقلب تقافز بين ضلوعه : رد عليا ياسيف بابا ماله ...؟! ازاااي ...ازاي بابا يبقي تعبان ومحدش فيكم يقوله
نظر له سيف بغضب شديد وانفجر به : وهو انت فكرت تسأل عليه ولا علي حد فينا
نظر له بتأنيب وتابع : ماما كلمتك تقولك وكالعادة ولا حسيت ولا فرق معاك الا نفسك وبس ...
نظر له وأشار بيده بغضب : زي اللي حصل من شويه ...مكنش فارق معاك حد الا نفسك و البنت اللي قهرتها هتبقي ضحيه تانيه ترميها وراك ...
ركز نظراته عليه وتابع بسخط : وفي يوم من الايام هفكرك بكلامي ده ...!
واجهه عمر كلمات أخيه بصمت بينما كان حرفيا لأول مره كمن تلقي صفعه قاسيه تنتشله من حقيقه حبه لذاته المجرده بينما تكالبت أمامه تلك الحقيقه مع كل تلك الأحداث .... لم يكن صمته برود كما اعتاد منه الجميع ...بل كان بدايه وقفه مع النفس لم يحن وقتها ولكنها بدأت تلوح في الأفق
نظر سيف الي صمت أخيه وهز رأسه بحنق وتابع وهو يلوح بكلتا يداه : انا بقول ايه ولا ببرر ايه ولمين ....نظر له باحتدام وتابع : انت زي ما انت عمرك ما هتتغير وانا اللي غلطان اني فكرت فيك وجيت زي الاعمي وراك وسبت مراتي تعبانه

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن