الفصل السادس

14.6K 751 46
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

فتح مراد باب المنزل وتقدم بداخله وهو ينادي زوجته :
جوري ...جوجو
عقد حاجبيه وهو يري ضوء تلك الغرفه مضاء ليدفع الباب الدوار ويدخل وعلي الفور ترتسم ملامح الضيق علي وجهه فهاهي عادت لغرفه مكتبها وكالعاده منهمكه في تلك الكتب وعيناها لا تبارح النظر في شاشه الحاسوب ويدها لا تتوقف عن الكتابه .... التفتت جوري إليه ونزعت سماعه الاذن وهي تبتسم له بترحيب : حمد الله على السلامه يا حبيبي ....جيت امتي ؟
قال مراد وهو يهز كتفه : من شويه وناديت عليكي ...اشار الي سماعه الاذن وتابع : بس مسمعتنيش
أومات له وهي تقوم من خلف مكتبها وتتجه إليه ليقبل وجنتيها ....نظرت إليه بحماس وأشارت الي انوار الغرفه : بابي اخيرا صلح ليا النور
اوما مراد ولم تخفي علي جوري ملامحه لتوكزه في كتفه بمرح : طبعا مكنتش عاوزها تتصلح
اوما مراد : ياريت
ضحكت واتجهت معه الي الخارج : انا جعانه جدا و طلبت اكل من بدري بس مرضتش ااكل من غيرك
اوما مراد واتجه الي غرفته : هغير هدومي واجي وراكي
اتجه مراد الي غرفه السفره بعد أن انهي استبدال ملابسه وعاد ليزفر ويتجه الي المطبخ ....كانت جوري تفرغ محتويات العلب علي الطاوله الرخاميه الكبيرة بوسط المطبخ ليقول مراد : هو احنا مش هناكل مره واحده علي السفرة يا جوجو
هزت جوري راسها بارهاق وهي تدلك عنقها : لا ياحبيبي انا مش هقدر انضف اي حاجه ...خلينا في المطبخ احسن
اوما مراد وجذب المقعد : وهو ايه التنضيف فيها .... انا زهقت من القعده في المطبخ
جلست جوري ووضعت الطبق أمامه وناولته الشوكه والملعقه : وماله المطبخ يا حبيبي ...كل يا موري وبطل غلاسه
تناولت جوري الطعام بشهيه بينما مراد تناول بضع لقيمات وقام متجها الي ماكينه صنع القهوة ....أشارت له جوري وهو يسحب الفنجان : مراد حبيبي لو سمحت خد كوستر تحت الفنجان
زفر مراد وأخذ الفنجان هاتفا : هشربه في البلكونه
هزت جوري كتفها بلا مبالاه علي حنقه فماذا فيها إن كان منظم ومرتب ...هل يجب أن يعيش في فوضي ليكون راضي .....انتهت من تناول طعامها ووضعت اللبن فوق الموقد وهي تنظف الطاوله لتضعه فوق قهوتها ثم تحمل الكوب بيدها وبيدها الأخري تلمع الطاوله الرخاميه وتعيد كل شيء لمكانه ... عدلت من وضع تلك الفازة الكريستاليه بوسط الطاوله ثم أضاءت الضوء الخافت وخرجت من المطبخ تجاه غرفه مكتبها ومجددا انهمكت في دراستها ....أنها تحضر لمناقشه الدكتوراه بمجال الاقتصاد ....فتاه منظمه للغايه في كل شيء حتي وقتها وهاهو مراد يتزمر من بقاءها في غرفه مكتبها بينما هو يقلب في هاتفه بملل ...دقت الساعه العاشرة لتغلق جوري حاسوبها وتبدأ بترتيب الكتب مكانها ثم تأخذ كوب قهوته الفارغ وتتجه الي المطبخ ومجددا جوله في اعاده تنظيم كل شيء قبل أن تتجه الي غرفتها .... اخرجت بيجامتها الحريريه ووضعتها علي طرف الفراش ثم علي الأرض وضعت حذاءها المنزلي واتجهت للاستحمام .... جففت الارضيه وعادت كل شيء لمكانه ثم خرجت لتخلع روب الاستحمام وترتدي بيجامتها وتتجه الي طاوله الزينه تضع علي وجهها وعنقها أحدي مستحضرات التجميل ثم اتجهت الي جوار مراد الذي يحفظ عن ظهر قلب روتينها الذي لا يتغير ....!
ترك مراد هاتفه من يده ومال عليها ما أن توسدت الفراش بجواره ليشاكسها بمرح : هو جدول الحصص ده مش هيتغير
ضحكت جوري قائله : واحنا في مدرسه
اوما مراد وهو يتطلع بشغف الي شفتيها الورديه : محسساني بكده يا جوجو
قبل أن تقول شيء كان يتناول شفتيها بشفتيه يقبلها بشغف وهو يهمس لها : وحشتيني
استجابت جوري لقربه ورفعت يدها لتخللها بخصلات شعره الكثيفة وهي تبادله حرارة مشاعره : وانت كمان ..!
تسارعت دقات قلبه وهو يطبع قبله طويله فوق جبينها ثم يجذبها لتتوسد صدره بعد انتهاء نوبه حبه لتغمض جوري عيناها وابتسامه هادئه ارتسمت علي جانب شفتيها للحظات قبل أن تتلاشى حينما سمعت همس مراد : عاوز بيبي يا جوجو
تعكرت ملامح وجه جوري ولكنها سرعان ما سيطرت عليها وهي تتمهل بالرد بينما لم ترفع وجهها إليه بل ظلت فوق صدره  وهي تقول بتسويف : أن شاء الله يا حبيبي ...
لاحت ملامح عدم الرضي علي ملامح مراد من اجابتها التي اختلفت من نقاش ورفض الي تسويف وفي النهايه النتيجه واحده مجددا المزيد من التأجيل الذي طلبته منه منذ بدايه زواجهم وهاهو امتد سنوات ...
رفعت جوري راسها من فوق صدره حينما اعتدل مراد جالسا ليغادر الفراش وينحني يجذب بنطاله يرتديه ويتجه الي الشرفه .....هل ستكون مجنونه أن اهتمت الان واستنكرت جذبه لستاره الشرفه الحريريه بتلك الطريقه ...زفرت وقامت من مكانها لتضع روبها الحريري فوق جسدها وتنتعل خفها وتتجه خلفه ولم تستطع أن تمر بجوار الستاره دون أن تعدلها...!
وقفت خلفه وأحاطت خصره بذراعيها ووضعت راسها علي ظهره وهي تسأله ببراءه  : ايه يا حبيبي اتضايقت ليه ؟
التفت مراد لها ولم يخفي ضيقه ليقول بهجوم : يعني مش عارفه ؟
أومات له : عارفه يا حبيبي بس انا قولت ايه ضايقك. .. قولت أن شاء الله...
هانت كلها شهرين واناقش الدكتوراه وافضي
انفجر مراد بحنق : مش بتفضي يا جوري ....مش بتفضي ابدا .!
نظرت له ليتابع بانفعال : اخلص دراستي وافضي ....اخلص ماجستير وافضي ...اخلص دكتوراه وافضي ....مش بتفضي ابدا
ابتلعت جوري عصبيته فهي شخصيه هادئه بطبعها ولا تبادل العصبيه بالمثل لتقول بهدوء : حبيبي احنا اتفقنا
قاطعها مراد بحنق : اتفقنا علي ايه ....انتي اللي اخدتي القرار ده وانا عشانك وافقت بس مش معناه اني افضل سنين مستني سيادتك تفضي
ازدادت حده انفعاله وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : انا رجعت في أي اتفاق بينا .... انا عاوز طفل !
تركها واندفع للداخل ومجددا كانت الستاره ضحيه عصبيته .... سحبت جوري نفس عميق وهي تهدأ من نفسها وهي بالفعل هادئه إنما زوجها هو رجل انفعالي للغايه ...ولكن هي لا فمن أين تاني العصبيه أن كان كل شيء يسير وفقا لنظام .....نظام وضعته لحياتها وخطوات تسيرها بالتتابع ...هكذا اعتادت وهي تحيا وسط ارقام منظمه لا يستطيع رقم أن يقفز مكان الاخر وكذلك هي الحياه يجب أن تكون منظمه وفقا لخطة وخطوات ....أنها تستيقظ بموعد تأخذ قهوتها بموعد تذهب عملها بموعدها وتدرس بموعد وكذلك تذهب الي عائلتها أو عائلته أو تقابل أصدقائها كله وفقا لمواعيد تنظمها ....لا تستطيع أن تحيا مثله ...فهو يفعل ما يطرأ علي عقله ...الان يريد طفل ويعتقد أنه سيحصل عليه ؟!
طفل سيفسد كل نظام وضعته ....!
عادت للداخل لتغلق النافذه المنزلقه وتجذب الستاره وتعدل من طياتها ثم بهدوء تتجه الي الفراش حيث جلس مراد يهز ساقه بعصبيه .... وكأنه لم يتشاجر معها كانت جوري بمنتهي الهدوء تقول له : تصبح علي خير
لم تتلقي اجابه ولم تنتظر بل اغلقت عيونها ونامت فهي لا تسهر وتفسد نظام حياتها بينما جافب النوم عيناه من الغضب ...يحبها للغايه وهي تحبه ولكن ذلك الروتين يخنقه ....! ولم يكن كذلك بالنسبه له وحده بل كان كذلك بالنسبه لعائلته حيث لم تتفق مع وجودها معهم بأول أعوام زواجهم وعليه طلبت الاستقلال بحياتهم وهو وافق حتي لا تخرب العلاقه بينها وبين والدته بعد أن نشب بينهم أكثر من خلاف وكالعاده جوري هادئه ونور والدته عصبيه لذا وافقه أبيه علي الاستقلال وعاشوا سويا ....عام يلو الاخر وكل شيء يسير وفقا لنظام وضعته ...!
......
........
عقد عمر حاجبيه باستنكار وسرعان ما التفت الي جواره حيث ترك هاتفه قبل أن ينام ليعود يتطلع الي شهد التي هزت راسها تؤكد له صدق ما نقلته له ....كور عمر قبضته وبحث عن بروده ولكنه لم يجده بينما استنفذ كل طاقته بالتظاهر والامبالاه خلال الايام الماضيه
....شهقت شهد بفزع حينما تعالي صوت زينه بالخارج تناديها : شهد ....شهد
دفع عمر الغطاء من فوقه  وغادر الفراش لتشهق شهد مجددا من رؤيته  لتقفز مكانها كالبلهاء لا تدري ماذا تفعل ولا تريد شيء إلا الاختباء سواء من زينه التي تناديها بالخارج ولن تمرر لها وجودها بغرفه عمر الذي حذرتها من مجرد دخولها ولا من وجودها أمام عمر بتلك الهيئه وهو فقط يرتدي شورت قصير جعل الدماء تقفز في وجهها ....
أسرعت شهد تجاه عمر الذي كان قد قام من فراشه واتجه الي غرفه ملابسه بينما لم يفهم شيء أو عقله لن يلتقط سريعا خوف شهد أو حتي أذنه لم تلتقط نداء والدته بينما كل ما شغل عقله بل اعماه هو ما فعله أبيه الذي وصل به التحكم في حياته أن يأخذ هاتفه ويفرض عليه ما لا يريده
ركضت شهد خلفه قبل أن يدخل لغرفه الملابس ومازالت تقفز مكانها كالقنفد : عمر خبيني
نظر لها عمر بعدم فهم لتقول كلمات كثيرة بنفس الوقت وهي مازالت تقفز تاره وتغمض عيناها تاره أخري :  مدام زينه هتسود عيشتي لو لقيتني عندك
ضربت جبهتها وأشارت له بتوبيخ :  وانت كمان واقف كده ....فين هدومك
اشار لها عمر بلا مبالاه قائلا : قوليلها اني اللي ناديت عليكي...ويلا اطلعي مش هتعملك حاجه ....
هزت شهد رأسها بفزع : اطلع ...لا يمكن
أسرعت ناحيته لتدفعه من أمام غرفه الملابس قائله : ...اوعي خليني استخبي هنا وانت أخرج خليها تروح اي حته علي ما اخرج انا
قال عمر بضيق : شهد انا مش فايق للعب العيال بتاعك ده دلوقتي ....قولتلك قولي لها انا ناديت عليكي
لوت شهد شفتيها بسخط : لعب عيال ...!
الحق عليا اني جيت اقولك علي عمله ابوك
انتفخ وجه عمر بالحنق : بت ياشهد وبعدين معاكي قولت مش فايق لك
صرخه فزع كادت تصم أذنه وكاد يخنق تلك الصغيرة من أفعالها حينما دخلت زينه للغرفه : عمر ...ماتت الكلمات علي شفاه زينه بينما اتسعت عيون شهد وكذلك فعلت زينه التي تفاجات بوجود الفتاه الصغيرة بغرفه ابنها الواقف بتلك الهيئه لتعقد حاجبيها باستنكار :
انتي بتعملي ايه هنا ؟
قالت شهد بتعلثم : اصل ...اصل يا
قبل أن تقول شيء كان عمر يقول بجيين مقطب ومزاج معكر : ولا حاجه يا ماما ...انا ناديتها كنت بسألها عن حاجه
قالت زينه بعدم تصديق وعيون ملئها الاتهام الممزوج بالانزعاج : حاجه ايه ؟!
زفر عمر بضيق من استجواب والدته الذي لا يحتمله الان :  اهي حاجه وخلاص !
قال بلا مبالاه وهو يدخل لغرفه الملابس : روحي يا شهد !
خرجت شهد بخطوات راكضه بينما زينه لم تمهلها الفرصه للهرب وما إن مرت بجوارها حتي أطبقت علي ذراعها تعنفها بتوبيخ :  انا قولتلك ايه الف مره ....
مش قولت متدخليش اوضه سيف أو عمر
قالت شهد بتعلثم وهي تتلوي من مسكه يد زينه لها : والله يامدام هو ...اصل
اغمض عمر عيناه وسحب نفس عميق حينما استمع بتوبيخ والدته لشهد ليحاول به البحث عن هدوءه أو بروده ولا يجده ليجد نفسه يندفع من الغرفه بصوت منفعل و يجذب شهد يخلصها من يد والدته التي تفاجات بفعلته مزمجرا :  قولتلك يا ماما انت اللي ناديتها ...سيبها بقي
تفاجات زينه بفعله عمر وازداد بداخلها الشك من دفاعه عنها بتلك الطريقه ....بينما عمر لم يكن يريد شيء إلا الخروج وقد اشتعلت كل عروقه بالدم الساخن وهو يفكر في تصرف أبيه القمعي معه 
وقفت زينه بوسط البهو تفرك يدها بغيظ بانتظار مغادره عمر لتنفرد بشهد بينما تعرف بطيش ابنها ولن تسمح بوجود شيء بينه وبين الفتاه الصغيرة ..... نزل عمر الدرج وبسرعه كان يتجه للخارج فلم تستطيع الصمت بعد خروجه وبسرعه كانت تنادي شهد مجددا ....كان عمر قد وصل لأول درجات السلم الرخامي خارج المنزل حينما استمع لصوت والدته الغاصب ينادي الفتاه الصغيرة ...شهد !
اغمض عيناه وسحب نفس عميق وهو يبحث عن الامبالاه التي يمرر بها كل شيء حوله لوالدته ستوبخ الفتاه ولن يحدث شيء فلماذا يهتم ...؟!
ليضغط زر فتح سيارته وهو ينزل باقي الدرجات....درجه ...الثانيه ...الثالثه ....دخل الي سيارته وادارها وتحرك بها ....متر .....اثنان... وهاهي بوابه المنزل الضخمه تنفتح علي مصراعيها ....فجاه ضغط المكابح ونزل من سيارته والغضب يتراقص بعيناه بينما لم يستطيع الضغط علي مكابح غضبه .....!
التفتت زينه بمفاجاه لعمر الذي دخل بتلك الهيئه وهذا الصوت الذي كان وكأنه يوبخ والدته : انا مش قولتلك مالكيش دعوة بيها وانا اللي ناديتها اوضتي
تفاجات زينه بهجومه عليها ودفاعه عن شهد التي بحركه عفويه كان يجذبها من أمام والدته ويضعها خلف ظهره ودون مقدمات ينفجر في زينه بصوت جهوري
: مالك ومالها ...... كلميني انا ....انا ...انا وبس سبب كل المصايب ...انا وبس اللي بغلط ...كلكم ملايكه وانا الشيطان .....عمر بس اللي غلطان يبقي كلامك يكون ليا انا ...مالك ومالها
وقفت والده شهد في أحد الأركان تشاهد ما يجري بنظرات مهتزه كما اهتزت ساق شهد التي لم تتخيل ان تكون سبب في مشكله كتلك .....انفجر بلا سبب في زينه التي فسرت انفجاره بالف سبب ...!
غاضب ودخله كتله ناريه متوهجه من الغضب وانفجر دفاعا عن الفتاه وياله من دفاع ....!
وقفت زينه مكانها تتطلع الي ابنها الذي تابع بهجوم : ساكته ليه ...قولي ...قولي زيه اني مش متربي ...قولي اني فاشل ... قولي ياريتني ما خلفتك زي ما قالها قبل كده ....اتكملي يا زينه هانم ساكته ليه ....وتابع وهو ينظر لها بسخريه اخفي بها عتابه الذي حقا لا يعرف إن كانت تستحقه فهو يعتاب أبيه بكلماته وليست هي ولكن للأسف هي الواقع أمامه : اتكلمي ولا خايفه علي مشاعري
اهتزت نظراته لرؤيه نظرات زينه التي حملت حنان جارف وشفقه لرؤيه ابنها بتلك الحاله من الضياع ولكنه رفض التراجع ليجد البرود مجددا طريق الي نظراته بينما يختم كلماته بثقه وغرور زائف كل الزيف : متخافيش انا مش بتجرح ولا اصلا بهتم بكل كلامه عشان أنا كده وعاجب نفسي حتي لو مش عاجبكم ....!
لم يمهل زينه أي وقت لتنطق بشيء وسرعان ما كان يغادر وهو يلقي بتحذير : متقربيش منها !
............
....
دفعت تلك الشابه الواقفه أمام مديرة مكتب عاصم نظارتها الطبيه فوق أنفها وهتفت باستنكار : يعني ايه يا انسه لسه الورق مخلصش ...انا بقالي اسبوع رايحه جايه
تمسكت نهال مديرة مكتب عاصم ذات الخمسه وثلاثون عاما بهدوءها وهي تقول بتهذيب : يعني لسه في إجراءات يا فندم
هتفت الفتاه بضيق : إجراءات ايه ....انتي قولتي أن التحويل اترد وخلاص
أومات نهال وقالت بهدوء : يافندم انا قولتلك أن التحويل اترد واتعمل لحضرتك إجراءات من اول وجديد وده بياخد وقت ...
هتفت الفتاه مجددا بضيق ونفاذ صبر تقاطع نهال : واخد وقت ....والمفروض الشيك يكون جاهز من اسبوع
أومات نهال : حصل وفعلا الشيك الجديد جاهز علي التوقيع
هزت الفتاه كتفها بحنق : ما يتوقع
جزت نهال علي اسنانها :  قولت لحضرتك عاصم بيه ممضاش الماليات لسه وشيك حضرتك ضمنهم
لوت الفتاه شفتيها باستنكار : وانا المفروض استناه
أومات نهال : للاسف اه
قبل أن تقول الفتاه شيء كانت نهال تتابع : عموما انا بنعرض علي عاصم بيه البوسته كل يوم بس للاسف هو مشغول....متقلقيش خلال اقرب وقت هيكون الشيك اتوقع  
زفرت الفتاه بنفاذ صبر : يعني خلال اد ايه
هزت الفتاه كتفها : معنديش علم  ..وقت ما يمضيه هبلغ حضرتك
سحبت الفتاه نفس عميق وقالت بانفعال : طيب ينفع اقابله وانا هكلمه يمضي الشيك ...ماهو مش معقول افضل رايحه جايه بقالي شهرين عشان موضوع يخلص بتوقيع منه مش هياخد ثواني
هزت نهال راسها : للاسف مينفعش يافندم تقابليه ....وبعدين يافندم عاصم بيه مش بيوقع شيك حضرتك بس هو عنده شغل كتير
رفعت الفتاه حاجبيها من أسفل نظارتها الطبيه وهتفت بانفعال  : وانا كمان مشغوله ومش فاضيه 
انا ليا حقوق ولازم أقابله
قالت نهال بتوتر وهي تلمح اشاره أحد أفراد الأمن لها ينبهها علي مجيء عاصم : لو علي الموضوع بتاع والد سيادتك هيحصل وانا هبغلك اول ما الشيك يتوقع
......
بخطوات واثقة كان عاصم يدخل من هذا الباب الزجاجي الضخم وخلفه بخطوة سيف ويتبعهم عدد من الموظفين الذين اسرعوا كالعاده خلفه لا بلاغه بتطورات العمل لديهم فمنهم من يتحدث ومنهم من يأخذ تأشيرة علي ورقه ومنهم من لا يحالفه الحظ
قال أحد الشباب : باشمهندس عاصم الرسومات جاهزة ومحتاج من حضرتك ....قاطعه عاصم قائلا : مش وقته يا حازم خلي سيف يبقي يشوفهم
اوما الرجل وتراجع وكذلك فعل الباقين حينما التفت سيف إليهم : معلش يا جماعه بعد اذنكم ...ساعه واحده وبعدين أعرضوا الشغل
ما أن لمحته نهال حتي أسرعت تقول للفتاه :  اتفضلي يا فندم وانا هتابع الموضوع وابلغلك بالتطورات
جمعت بعض الملفات من فوق مكتبها تنتوي التوجه خلف عاصم لعرض البوسته عليه قائله : بعد اذنك
أسرعت نهال تجاه عاصم لتلتفت الفتاه وتسرع تقتحم الصورة بلا مقدمات
: عاصم بيه انا بقالي اكتر من شهرين مستحقات والدي الماليه واقفه .....والدي كان المهندس احمد عبد المحسن ومكافاه نهايه الخدمه بتاعته التحويل كان فيه خطأ واستنيت التحويل يتردد والحسابات يبلغوني وعملوا إجراءات من اول وجديد و....
لم يسمع عاصم المزيد ليقول وهو يتجاوزها تجاه مكتبه : ناقشي اي مشكله مع القسم المالي
وقفت الفتاه تتطلع إليه بغضب من أسلوبه الذي افتقر للياقه بينما عاصم كان لا يري شيء أمامه وعقله مشغول برد فعل ابنه فلم ينتبه للفتاه التي زفرت ونظرت في أثره بحنق حيث دخلت نهال خلفه تحمل الملفات وأغلقت الباب .... لتنظر الي الملف الذي بيدها بضيق وتكوره وتتجه الي سله المهملات .. !
قال عاصم وهو يجلس علي مكتبه : مش وقت اي حاجه يا نهال اخرجي وابعتي ليا حلمي علي طول
أومات وأسرعت لتجد الفتاه ماتزال واقفه : يافندم قولت لحضرتك
التفتت لها الفتاه بغضب وهي تتراجع عن إلقاء الملف : ولا فندم ولا زفت .... ايه قله الذوق دي ....فهميه اني مش بشحت منه انا ليا حقوق
أومات نهال بتهذيب تمتص به غضب الفتاه : حاضر يافندم
.............
....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن