الفصل السابع

13.6K 767 51
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
فتحت جوري عيناها باكرا كما اعتادت وربما ابكر أكثر من كل يوم بينما عكس ما يظن الجميع أن نومها كان هاديء كان نومها متقطع و كانت مطحنه أفكارها تعمل بلا توقف ....تنهدت واعتدلت جالسه تستند بظهرها الي الوساده تتطلع الي مراد النائم بجوارها لتطيل النظر إليه وتشرد مطولا في حياتها مع هذا الرجل الذي ارهقها حبه طوال سنوات .... سنوات مضت عليهم تحمل الجيد والسيء ...سنوات رأت اسوء مافيه ورأي اسوء ما فيها ...تقبلته بعيوبه ولا تعرف أن تقبل هو الآخر عيوبها ...ظنت أن بالحب سيمضي كل شيء ....هذا الحب الذي تشاركه معه ...
الحب الذي لا يعرف قواعد ولا يعترف بنظام ....نعم فهو يجعل قلبها في حاله فوضي مهما بدت حياتها منظمه .... وهاهي تخط تلك الكلمات التي تبدو منمقه للغايه ولكنها باختصار تصف حالتها وما تشعر به تجاهه ( انت الاستثناء الوحيد من كل قواعدي  ووحدك من استطعت إفشاء الفوضي في نظامي فمعك قلبي لايعرف نظام .....متزعلش مني بحبك وانا كمان عاوزة بيبي )
ابتسمت وهي تقرأ تلك الكلمات التي خطتها علي أحد الاوراق الصغيرة بخط جميل ووضعتها بوسط الأفطار الذي أعدته علي طاوله السفرة .... خطت بخجواتها الرشيقه تجاه غرفتها مجددا تتطلع بابتسامه هادئه تجاه مراد الذي مازال نائما وتميل فوقه تضع قبله علي جانب شفتيه قبل أن تتجه للاستحمام بعد أن جهزت ملابسها بعنايه ووضعتها علي المقعد الطويل بنعايه الفراش ....ستصالحه مفاجاتها ما أن يستيقظ ويراها هكذا بقيت تفكر بينما أنهت استحمامها ووقفت تجفف شعرها بالمجفف الذي غطي صوته علي هذا الضجيج الصادر من الغرفه التي انقلبت رأسا علي عقب بينما لم يترك بها مراد شيء في محله .....قبل قليل استيقظ بمزاج معكر وملامح غاضبه ما أن التفت ليري ملابسها كالعاده معده بعنايه وتنظيم ليسخر من نفسه بينما تعيش بلا مبالاه وكأن  ما حدث بينهم بالأمس لم يكن وهاهي ستذهب الي عملها وهو يحترق بغضبه لذا استشاط غضبا وقام من فراشه واتجه الي الإدراج يفتح الواحد يلو الاخر وهو يبحث بغضب اهوج عن مبتغاه ..!
.....عقدت جوري حاجبيها بهلع ما أن خرجت من الغرفه ووجدتها علي تلك الحاله ومراد يبحث بهمجيه في الإدراج ....مراد في ايه ....؟!
بلحظه شهت جوري بخوف حينما انقض علي ذراعها وهتف بغضب : فين .....فين الحبوب ؟!
تعلثمت جوري بخوف واضح من هيئته التي يتحول إليها ما أن يغضب لتقول بصوت متقطع : مراد
صاح بصوت اخافها : انطقي ...فين ؟
لن تجادل معه أو تتناقش وهو بتلك الحاله التي تعرفها لذا أشارت بايدي مرتجه تجاه حقيبتها الانيقه التي سرعان ما اتجه مراد إليها وهو يترك ذراعها لتترنح للخلف أثر انفلات قبضته عن ذراعها الذي انطبعت فوقه علامات لقبضته القويه .....افرغ محتويات حقيبتها بغضب وهمجيه ليسقط كل ما بداخلها ...انحني مراد ليجذب علبه حبوب منع الحمل من بين اشياءها المبعثره
وبغضب كان يتجه ناحيتها مجددا لينقض علي ذراعها وهو يرفع العلبه امامها هاتفا بتحذير شرس من بين أسنانه  : لو اخدتيها تاني من ورايا مش هقولك انا هعمل فيكي ايه ؟
اهتزت نظرات جوري بخوف منه لتنكمش علي نفسها بخوف منه ليلقي مراد الحبوب أرضا ويدعسها بحذاءه
بينما ظلت قبضته ممسكه بكلتا ذراعيها لتصرخ بألم ما أن تراجع بها خطوه للخلف ليصطدم ظهرها بالجدار خلفها ...تألمت ملامحها بقوة ليتجاهلها مراد ولا يري سوي المزيد من غضبه بينما يتابع بوعيد : في ايدك ابقي مراد اللي قدامك ده او مراد اللي وعدتك يتغير عشانك
غص حلق جوري بقوة وتلك الذكريات تتدفق الي عقلها بلا هوادة لهذا الشخص الذي يكون عليه وقت غضبه .....انتفضت حينما صرخ مراد بها وهي تخفض عيناها عن عيناه : بصي ليا
رفعت جوري عيناها التي تحجرت بها الدموع ليجز علي أسنانه صارخا : عاوزة مين فيهم ....؟!
مراد اللي بيحبك ويتمنالك الرضي ولا مراد اللي بيخوفك منه ... انطقي
ابتلعت جوري بخوف : مراد اللي بيحبني
اوما مراد وبدأت قبضته حول ذراعيها تتراخي كما بدأت حبال عصبيته تتراخي هي الأخري ....ليترك ذراعها تماما ويتراجع للخلف ويغادر الغرفه رافضا أن ينظر إلي الفوضي التي تركها خلفه والتي لم تتمثل فقط بفوضي المكان بل بفوضي تلك المراه التي جثت علي ركبتيها والدموع متحجرة بعيونها ترفض أن تبكي أو تبدي ضعف فهي ليست امراه ضعيفه .....ليست هكذا ابدا
هي امراه قويه تحافظ علي حياتها التي نظمتها وضمن نظام حياتها هو وجودها بجوار زوجها مهما تكون طباعه ....عصبي بدرجه مخيفه ولكنها تعرف كيف تعيد إليه هدوءه كما تعيد لكل شيء نظامه ....ارتكزت علي ركبتها لتقوم برفض للاستسلام وبدأت تعيد تنظيم كل شيء بصمت وبلا بكاء .... تردد لنفسها أنها لن تستسلم ابدا ولن تهدم حياتها الزوجيه ...!
وكانت تلك نقطه ضعفها دون أن تدري ....نقطه الضعف التي استغلها مراد وضغط عليها بقوة ...مهما يفعل هي لن تتركه أو حتي تشكي منه لأهلها لأنها باختصار شخصيه لاتقبل الهزيمه وفشل زواجهما يعني الهزيمه ...هذا ما أكده لنفسه بغرور زائف حد الجبروت وهو يلمح المفاجاه التي جهزتها له في طريق مغادرته للمنزل ....!
تحبه وهو تسرع بمافعله ولكنه بكل الاحوال كانت لديه تلك الشحنه من الغضب وكان عليه افراغها ....!
....
....
.
تجاهل عمر الرساله وكذلك تجاهل رنين هاتفه الذي لم يصمت تاره زينه وتاره سيف وحتي تينا ....اخيرا تنهد وهو يجذب هاتفه حينما تعالي رنين هاتفه برقم شهيرة التي لم تتواني وكانت تأتي اثر مكالمه زينه لها ( شوفتي آخره عمايل عاصم ....عمر ساب البيت )
عاصم ....فقط عاصم هو السبب بكل شيء في عيونها !

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن