الثاني والخمسون

8.3K 394 16
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

زمت غرام شفتيها بضيق بينما بدأت الدماء تغلي بعروقها وهي تتابع خطواته المسرعه خارج الغرفه لتجده يتحدث بصوت مطمئن الي تلك المرأه: متقلقيش
بكت زينه ووضعت وجهها بين يدها قائله : مقلقش ازاي ياايهم ....انت مش عارف هو خرج وحالته عامله ازاي وياعالم هو فين وحصله ايه
برفق قال ايهم : محصلش حاجه أن شاء الله...انا هنزل ادور عليه
قالت زينه وهي تسبقه بخطواتها : انا جايه معاك
خرجت غرام بسرعه الي الشرفه لتجده يتحدث مع المراه ببضع كلمات ثم يتجه الي سيارته بينما وعدها بأنه سيجد عمر ويهاتفها لتعود زينه الي سيارتها وتنطلق بها
بقيت غرام واقفه في الشرفه بينما يتحرك بسيارته والغيره تلمع بعيونها بينما تلك المره لم تشفي صدرها ايماءه رأسه التي اكتفي بها دون أن يخبرها الي اين يذهب ومن تكون تلك المراه التي يتعامل معها بتلك الطريقه ...!
.......
..........

نظرت الفتاه الي عمر بعدم فهم بينما يهتف بها وهو يلقي بعض الأموال علي طرف المقعد : يلا برا
نظرت إليه الفتاه بعدم فهم بينما اتصل بها وجعلها تأتي كل تلك المسافه والان يخبرها أن تذهب لتقترب منه بخطوات متدلله قائله : كده برضه يا موري ....بعد كل المسافه دي تقولي برا
لم تكد تقترب خطوه أخري حتي انتفضت مكانها من صوت عمر الجهوري الذي صاح بها : برااااا
نظرت له الفتاه بحنق ومالت تسحب الأموال وتندفع من الباب وهي تتبرطم : برا ..برا
صفق عمر الباب خلفها بعنف وعاد الي الباب المغلق وكل عروقه تنتفض بالدماء الحاره بينما لا يشعر أنه قارب ولو شعره من شفاء غليل كرامته المجروحه
ليضرب الباب بقدمه صارخا : افتحي الباب
كور قبضته وحاول اخراج نبرته بارده بينما يظن أنه سيجرحها أكثر بينما يقول : يلا يا قلبي افتحي الباب وتعالي عشان تتفرجي .... اطلعي وبلاش جو الضحيه ده ....خانته نبرته ليخرج بها كل الغضب والغل الملتهب بداخله بينما يطلق صرخه قويه : افتحي الباب
لم يجد رد ليدفع الباب بقدمه بقوة مرتان وفي الثالثه كانت مفصلات الباب تتزعزع وينكسر قفله
بركله قويه من قدمه كان يحطم الباب لتتسع عيناه بصدمه وهي تدور بارجاء الغرفه الخاويه !!
.........
.....
تلفت نديم حوله بحذر قبل أن يقفز من فوق ذلك السور المنخفض بالحديقة الخلفيه وسرعان ما يتحرك تجاه الباب ليدق قلب لميا بجنون بين جنبات صدرها بينما تتسلل علي أطراف أصابعها تجاه الباب الزجاجي تفتحه وتشير بيدها الي نديم أن يدخل
وهي تهمس : يلا بسرعه
اوما نديم واسرع خلفها تجاه الدرج ينتوي أن يصعد الي ريم ولكنه لم يكد يخطو خطوتين حتي توقفت خطواته علي صوت رشدي الذي ظهر من العدم وجعل قلب لميا يقفز من موضعه بينما تأكدت قبل قليل أنه نائم
التفت نديم تجاه رشدي الذي نظر إليه شزرا : انت بايع عمرك بقي
شهقت لميا بهلع بتلك اللحظه التي تجرأ فيها نديم وأخرج سلاحه الناري ووجهه الي رشدي الذي اتسعت عيناه بصدمه من تصرفه لتصيح لميا برعب : نديم ايه اللي بتعمله ده ...انت اتجننت
اوما نديم بعنفوان وهو يسدد السلاح تجاه رشدي : اه اتجننت ومش همشي من هنا من غير مراتي
زمجر رشدي بغضب وهو ينظر إلي السلاح : قولتلك علي شرطي عشان تاخدها
هز نديم رأسه صارخا : هاخدها من غير شروط
نظر إلي لميا بغضب صارخا : اطلعي افتحي الباب لريم وخليها تنزل والا هخلص عليه واللي يحصل يحصل
نقلت لميا نظراتها بين نديم ورشدي بينما كل منهما يصرخ بها : اياك تعمليها !!
: بقولك اطلعي هاتيها!!
تعرف أن نديم محق في غضبه ولكن بتصرفه هذا فتح علي نفسه ابواب الجحيم أمام رشدي وبنفس الوقت تخشي أن لم تنفذ أن يتهور لذا بخطوات متردده اتجهت الي الدرج ليتبعها صوت رشدي الغاضب : لميااا !
صعدت مسرعه وهي تنتوي تحمل غضب رشدي بدلا من أن ينتهي الأمر بكارثه أن تهور نديم لتفتح الباب لريم التي لم تكن تدري شيء عما يحدث ولكنها تبعت لميا سريعا ما أن قالت : تعالي يا ريم نديم تحت
أسرعت ريم تلحق بلميا وهي تكفف دموعها بطرف أناملها والإبتسامة تمليء وجهها بينما أيقنت أنه لن يتركها وسيحل المشكله بينه وبين ابيها .....لم تكد تخطو اخر خطوه حتي توقفت مكانها واتسعت عيناها وهي تري زوجها يسدد سلاحه الي رأس ابيها
: نديم انت بتعمل ايه ؟!
نظر نديم لها دون تفسير قائلا : يلا قدامي يا ريم
.......
..........
تسمرت اقدام عمر للحظه مكانه قبل أن تهب تلك الحراره بجسده وهو يتطلع الي زجاج النافذه المكسور ...لقد هربت منه !!
بغضب أعمي عصف بكيانه كان يخرج من الشرفه ذات الزجاج المكسور وكل انش به يطالبه بايقاع شرور العالم بها ليعاقبها ....كتم انور أنفاسه بينما عيناه التي تضاهي عيون الصقر تتابع خطوات عمر الهوجاء بينما يبحث عن مخرجها الذي خرجت منه وسرعان ما كان يقفز خارج سور الحديقه الخلفيه كما رسم له انور واوقعه بدهاء تفكيره حينما اوهمه أنها خرجت من الشرفه حينما كسر زجاجها ليطمئن أن عمر أخذته خطواته بعيدا للبحث عنها
فكان سرعان ما يحملها ويخرج بها من الباب الاخر وهو يتلفت حوله بحرص قبل أن يسرع بخطواته تجاه السيارة التي أوقفها باحدي الشوارع الجانبيه ليفتح حقيبه السياره ويضع بها وسيله التي مازالت فاقده للوعي ....جلس أمام المقود يلتقط أنفاسه للحظات وعقله يعمل كالطاحونه بينما مقتطفات مما حدث قبل قليل تداهم تفكيره كما تفاجأت وسيله به يداهمها من خلفها وتنبجس صرخه مكتومه من صدرها حينما تفاجأت بهذا الرجل ليخرج اسمه تلقائيا من بين شفتيها تناديه أن ينقذها : عمررر..!! لم تكد تخرج الحروف من بين شفتيها حتي كان مصيرها كف انور الضخم الذي كمم به فمها لتحاول وسيله بجهد واهن مقاومته وقلبها ينبض بقوة مرعوب لتمر بضع لحظات قبل أن يضغط انور علي عرقها النابض ويفقدها الوعي ثم يتواري بها بعد أن حطم زجاج النافذه ليوهم عمر أنها خرجت منها ....تنهد ونظر الي تابلوه السياره للحظات قبل أن يأخذ قراره ويسحب تلك الحقيبه الصغيرة ويخرج منها احدي الحقن المخدره بينما لا يستطيع أن يغامر بأن تستيقظ وتسبب المشاكل ..!
لم تتوقف أنفاسه عن التتابع بينما يبحث عنها بكل مكان حول المنزل واقدامه تقوده هنا وهناك ....لكمه قويه كانت من نصيب ذلك الشخص الذي اجاب عن سؤاله :
معرفش يافندم عنه حاجه اكمل استقال من كام يوم !!
اسرع باقي أفراد الأمن تجاه عمر يحاولون ابعاد زميلهم من أمامه بينما كان كالمجنون أمامهم ومازاد جنونه هو تلك الاجابه البسيطه التي جاوب بها الرجل ...!!
......
........
تحرك عاصم بعصبيه ذهابا وإيابا ليحاول هشام تهدئته : اهدي ياعاصم
التفت له عاصم بغضب : اهدي ازاي ياهشام ...راحت فين
انا توقعت انها هتيجي عندك
اوما هشام : وهتيجي أن شاء الله...اصبر بس
هز عاصم رأسه واسرع تجاه الباب : لا مش هقدر اصبر اكتر من كده ...انا نازل ادور عليها
قبل أن يوقفه هشام كان يتعالي رنين جرس الباب ليمسك عاصم بذراع هشام سريعا : لو زينه اوعي تقولها اني هنا
اوما هشام واسرع تجاه الباب لتصدق ظنونه ويجد زينه الباكيه أمامه : هشام ...عمر ضاع مني
ربت هشام علي كتفها بحنان قائلا : اهدي يا حبيبتي وادخلي وان شاء الله مش هيحصل اي حاجه
قالت زينه بصوت مختنق بحمم دموعها : انت متعرفش ايه اللي حصل ....عاصم ضيعه المره دي وعمر استحاله يرجع
قال هشام بتأثر : عرفت اللي حصل
رفعت زينه وجهها الباكي إليه باستفهام : عرفت !!
اوما هشام ليظهر عاصم من العدم ويقف أمام زينه بانكسار بينما تواجهه بعيون برق بها التأنيب لتنفلت الكلمات من بين شفتيه : عاصم يبقي أبوه يا زينه مش عدوه!!
انفلتت كلمات اللون بحده من شفاه عاصم : أبوه اللي اتهمه اتهام زي ده من غير ما يسمعه
انفعل عاصم بشده هاتفا : وهو كان دافع عن نفسه !!
أمسك ذراع زينه بقوة وتابع بعصبيه : وقف مكانه منطقش اي كلمه يدافع بيها عن نفسه وانا لسه عارف أنه كان معاه بنت في بيت من ورايا متوقعه مني ايه ؟!
ترك ذراعها وتابع بنفس الانفعال وهو يدافع عن نفسه من نظراتها التي امتلئت بالاتهام : ايييه ياناس هو انا مش بني ادم بيشوف اللي قدامه ويحكم بيه ...كل شويه تتهميني اني السبب في شخصيته اللي زي الزفت ومفيش مره واحده قولتي أن دفاعك عنه عمال علي بطال هو السبب ...كل اللي انا أوجهه ليه انتي من ورايا تغيريه وتحسييه اني جاي عليه وظالمه بدل ما تفهميه غلطه
رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : انتي اللي دلعتيه وعيشتيه دور الضحيه مش انا
تدخل هشام بحنق : عاصم وبعدين
نظر إلي كلاهما وتابع بحزم : قولتكم الف مره اتهام بعضكم مش هيغير حاجه ابدا ....
اوما عاصم بضيق شديد وهو ينظر إلي زينه بخزلان : عندك حق اللي حصل حصل ومن دلوقتي انا اللي هتصرف مع ابني بالطريقه اللي اشوفها صح
غص حلق زينه بينما فهمت من حديثه أنه يجنبها من حياه ابنها لتهتف بخزلان : لما تلاقيه
اوما عاصم باصرار : هلاقيه وهتصرف معاه بطريقتي
اسرع بخطواته تجاه الباب ليسرع هشام خلفه يوقفه : عاصم ...استني
توقف عاصم مكانه ولكن ليس ردا علي هشام بل لينظر الي زينه ويقول بحزم : وانتي فورا ترجعي البيت واخر مره تتحركي من غير ما اعرف والا هيكون ليا معاكي تصرف مش هيعجبك ....نظر لها بتوبيخ وتابع : اعقلي واكبري علي حركات العيال دي مش كل شويه تفكري انك بتلوي دراعي لما تسيبي البيت
زفر هشام بحنق ونظر الي عاصم باحتدام : عاصم ايه اللي بتقوله ده
نظر له عاصم بغضب : بقول اللي هيحصل من هنا ورايح ....وانت ياهشام لو شجعتها تيجي عندك تاني مش هتكون خالي ولا اعرفك
نظر له هشام بعتاب : عاوزني اقفل بابي في وشها
هز عاصم رأسه قائلا : عاوزك تفهمها أن مشاكلنا مش وقتها دلوقتي
.......
......
تباطأت خطوات ايهم الذي أوقف سيارته ونزل منها باتجاه ذلك المنزل لتنصدم ملامحه من هذا المنظر الذي كان عمر عليه بينما جلس علي أحدي درجات السلم الرخامي واضعا رأسه بين يديه
: عمر !!
رفع عمر عيناه التي احتبست بها الدموع لتلتاع نظرات ايهم لرؤيته بتلك الحاله ويسرع يميل ناحيته بقلق : عمر مالك ايه اللي حصل ؟!
ابتلع عمر غصه حلقه ومرر يداه علي وجهه قائلا باقتضاب وهو يعتدل واقفا: مفيش ...انت ايه اللي جابك هنا !
لم يضغط ايهم عليه بالرغم من أن داخله احترق من القلق ليقول : والدتك قلقانه عليك وبتدور عليك في كل حته
تحرك قلب عمر ولكنه نطق بما يخالف شعوره ليقول بجمود : انا مش تايهه
اوما ايهم متنهدا : صح بس هي أم ولازم تقلق عليك
أمسك ذراعه برفق قائلا : تعالي معايا روح لها عشان تتطمن عليك
ابعد عمر ذراعه عن يد ايهم قائلا بضيق : بعدين يا ايهم ...عاوز افضل لوحدي لو سمحت
هز ايهم رأسه بينما تطلعت عيناه تجاه باب المنزل المفتوح قائلا : مش هسيبك وانت في الحاله دي
تعالي نتكلم مع بعض شويه
هز عمر رأسه قائلا : مش عاوز اتكلم مع حد ...سيبني ياايهم
نظر إلي ملامح عمر بتوجس قبل أن يسأله : هي وسيله فين ياعمر !
مجرد نطق اسمها جعل الدماء تفور بعروقه لتخرج نبرته حاده بينما يتجاوز ايهم مبتعدا : قولتلك مش عاوز اتكلم في حاجه
اسرع ايهم بخطواته خلف عمر الذي تفاجيء به يتجه الي سيارته تاركا باب المنزل مفتوح : عمر استني انت رايح فين ؟
لايعرف حقا الي اين يذهب ليتابع طريقه دون قول شيء
: عمر بقولك استني
أمسك ذراعه يوقفه : ياأخي بكلمك
نظر له عمر بضيق : عاوز ايه ياايهم
قال ايهم وهو يشير الي المنزل : بسألك وسيله فين ...انتوا اتخانقتوا
صاح عمر بغضب شديد : وانت مالك ومالي ....ابعد بقي
ابتلع ايهم غضب صديقه ورفق بحالته : مش هبعد ياعمر .... فهمني ايه اللي حصل ...اتخانقت مع ابوك ماشي بس ايه الجديد ليه بقي تخلي امك في الحاله دي ...حرام عليك ياعمر دي امك مهما كان يرضيك تدور عليك في الشوارع
.........
...
اتسعت عيون هدي بصدمه وإدارت راسها ببطء تجاه انور الذي نكس رأسه قائلا : كان لازم اعمل كده
عادت هدي لتدير عيناها تجاه وسيله التي كانت فتاه اخري غير التي عهدتها بهذا الوجه المكدوم والجروح التي ملئت وجهها وعنقها
امتلئت نظراتها اسي بينما يفسر انور مافعله ::كان لازم اعمل كده ....جوزها كان هيقتلها ده حيوان
غص حلق هدي بأسي شديد لتنظر الي انور بتأنيب قائله : كان هيقتلها ليه
لم يكن سؤال بل كان رد لينكس انور رأسه بخزي وتهز هدي راسها قائله باعتراف : عشان أنا اللي حطتيها في الموقف ده
قال انور بدفاع: اضطريتي يادكتوره
قالت هدي بأسي : اضطريت ادمر حياتها واحطها في شبهه عشان انقذ نفسي
هز انور رأسه : مكنتيش تعرفي ان ده هيحصل والضرورات تبيح المحظورات
نظرت إليه وطالت نظراتها إليه بينما ولاءه لها يجعله يحلل لها أن تفعل ما تريد
ليقترب انور منها ويقول برجاء : دكتورة ارجوكي اسمعيني ...
انا عارف انك حبيتي البنت دي وانك متضايقه وحاسه بالذنب بس مش جايز ربنا عمل كده عشان تنقذيها من جوزها
المره اللي فاتت شوفتي ايه اللي عمله ومكانش لينا يد فيه هو حيوان سواء كان لينا يد أو لا
انتي شايفه حالتها واللي عمله فيها
هتفت هدي باحتدام بينما يوخزها ضميرها بقوة : عمل فيها كده بسببي
هز انور رأسه : مش وقته تأنبي نفسك يادكتورة ... ساعديها
: جبتها هنا ازاي ؟!
التفتت هدي الي انور بتأنيب ليخفض انور عيناه ويبعدها عن عيناها بينما عاد بذاكرته يتذكر كيف بكل قوتها حاولت مقاومته وهو يباغتها من خلفها يكمم فمها بينما حتي تلك اللحظه لا يصدق أن أول ما نطقت به حينما استشعرت الخطر هو اسمه : عمر !!
نظر إليها انور باعتذار فهو اضطر ولم يخبر هدي بباقي الحقيقه ليصمت بينما تقترب هدي من وسيله تتفحصها لتقع عيناها علي ذلك الأثر بعنقها وتلتفت الي انور بتوبيخ : انت عملت ايه ؟!
قال انور بخزي وهو ينظر للأرض : خدرتها
التاعت ملامح هدي وانفلتت أعصابها لتتجه إليه تدفعه بعنف للخلف : دي حااامل ياغبي ازاي تعمل كده
حاول انور الدفاع عن نفسه : كان لازم اخدها من هناك بأي تمن .... كان لازم يشك فيها والا كان هيصدق كلامها ويدور وراكي ويعرف الحقيقه....
وضعت هدي يدها علي وجهها بينما تابع انور : قولتلك مكنش ينفع يكون ليكي علاقه بيها من الاول يا دكتورة ! حذرتك تشوفي اسر الفتره دي بس انتي صممتي
اندفعت الدموع الي حلق هدي التي قالت بأسي : كان نفسي اشبع منه واعوض حرمان السنين
اختنق صوتها في حلقها ولكنها لم تكد تبتلع غصه حلقها حتي التفتت بسرعه تجاه تلك الانتفاضه التي باغتت جسد وسيله المسجي لتتسع عيون انور بهلع حينما وجد جسدها بأكمله يرتجف وتتسمر اقدام هدي بالأرض للحظه قبل أن تستجمع قوتها وتسرع إليها تحاول اسعافها صارخه : كلم المستشفي يبعتوا عربيه إسعاف بسرعه ياانور !!
........
عقد سيف حاجبيه باستنكار : ازاي يا تينا متقوليش ليا حاجه زي دي
قالت تينا بأسف : خوفت اقلقك وانت في طريق سفر فقولت انت كده كده راجع وهتعرف
هز سيف رأسه بعتاب : كان لازم تقولي ليا
اتجه الي الباب وهو يسألها : وماما فين ؟!
هزت تينا راسها : معرفش عنها حاجه خرجت ورا عمر واونكل عاصم خرج وراهم
أوقفته قبل أن يغادر : سيف
التفت لها لتقول بتعلثم : هتعمل ايه مع شهد ..!!
.....
نظرت زينه الي هشام الذي ترجاها بنظراته أن تنزل من السياره بعد أن اخذها بنفسه الي المنزل بينما الوضع لا يحتمل عناد بينهم والافضل أن تهديء الأمور ثم يأتي وقت العتاب : زينه احنا اتفقنا تسكتي وانا جيت معاكي وهفضل معاكم كام يوم لغايه ما الأمور تهدي
كان سيف ينزل الدرج حينما رأي زينه وهشام يدخلون الي المنزل ليسرع إليهم : ماما ...انتي ازاي متتصليش بيا
قال هشام وهو يقول لزينه : ادخلي انتي يا زينه وانا هتكلم مع سيف
اومات زينه ليتحدث هشام مع سيف الذي قال بقلق : طيب انا هشوف بابا وعمر فين
ترك هشام واسرع يتصل بأبيه الذي وجد كتفه الذي يستند إليه دوما فلم يخفي مشاعره ولا أفكاره المبعثرة : سيف اقلب الدنيا انت ورجالتك وهات ليا عمر بأي طريقه
اوما سيف قائلا : حاضر بس حضرتك اهدي عشان صحتك ..!
......
......
عقد نديم حاجبيه والتفت الي ريم باستنكار : لا ...!
مش عاوزة تيجي معايا
هزت ريم راسها وقالت سريعا : لا مش عاوزة أقف في الموقف ده بينك وبين ابويا
أغمضت عيناها متنهده بينما قال نديم بعتاب : ابوكي هو اللي وقفنا الوقفه دي
اومات ريم بأسي : صح بس انت قولتها ابويا يعني مقدرش اشوفك وانت رافع عليه سلاحك
نظر رشدي الي ابنته التي تفاجيء بموقفها لتقترب ريم من نديم وتضع يدها فوق يده برجاء : نزل المسدس يانديم عشان خاطري
نظر نديم لهت نديم بغضب : لما أنزله هيبعدنا عن بعض
نظرت ريم إلي ابيها برجاء ليتراجع ولكن موقفها شجعه ليتمادي بينما ينظر إلي نديم بتحدي
بينما تقول ريم برجاء : شوف حل تاني
احتدت نظرات نديم وبلحظه كان يقبض علي يدها ويسحبها خلفه بيننا يطلق وعيده لرشدي : لو منعتني اخدها هخلص عليك
حاولت ريم سحب يدها من يد نديم ولكنه زاد من قبضته عليها وبسرعه جذبها الي الخارج بينما يصرخ رشدي برجاله : اياك يخرج من البوابه
أوقف الرجال بعدم فهم للحظه استغلها نديم ليطلق عيار ناري في الهواء ويسرع جاذبا ريم خلفه بينما أسرعت لميا تهتف برشدي : رشدي كفايه كده بقي ...اعقل ..!
......
ليله عصيبه مرت علي الجميع بينما ايهم يتحرك خلف عمر الذي يتحرك بلا هدي وقد انحجبت رؤيته خلف صراخه الذي ينبثق من صدره كل حين وآخر باحتراق : عملتي فيا كده ليييييه !!
زينه تجلس بكمد والقلق يأكل قلبها وعاصم يغلق علي نفسه يخشي أن يري الجميع انهزامه بالرغم من حزم نبرته بأنه سيفعل ما عليه فعله إلا أنه حقا لا يعرف ماعليه فعله ...شهد ترتجف بخوف من معرفه والدتها ما حدث وتينا متمزقه بينما تاره تجلس بجوار زينه تواسيها وتاره تذهب الي عاصم للاطمئنان عليه وتاره تهديء شهد التي تري اثمها ولكنها تراعي صغر سنها وتشعر بالاسي عليها بينما انخدعت بأسم الحب وفي النهايه قلبها وعقلها ينتفض قلقا علي سيف الذي لم يعود حتي الآن ....سيف لم يترك انش الا وهو يبحث به عن عمر بينما قادته أقدامه الي ذلك المنزل ليتفاجيء بحالته ويقف بمنتصفه يبحث بين الخواء عن أخيه أو زوجته ...!!
هدي تضع يدها علي وجنتيها وعيناها لا تفارق النظر إلي وجه وسيله الشاحب والاسي يأكلها لما فقدته تلك الشابه مع فقدان وجهها لدماءه بينما أصبح شحوبه يضاهي شحوب الاموات ...!!
.......
....
دوائر لا نهائيه أنهكت جسده وعقله الذي تمني أن يصاب بالشلل بتلك اللحظه فيتوقف عن التفكير ورؤيه كل ماحدث مرارا وتكرارا أمام عيناه ... لايعرف لماذا عاد ولكنه وجد نفسه يتوقف أمام منزله بينما سيف وأيهم يتبعوه بلا كلل منذ خيوط الفجر الأولي ...كلاهما لايعرف ماذا حدث فيبدوا أن الأمر اكبر من مجرد شجار بينه وبين أبيه ولكن كلاهما علي الاقل ارتاح حينما وجدوه بنفسه يتوقف أمام المنزل
لينظر سيف من خلال مراه سيارته الي ايهم بامتنان ثم يدخل خلف أخيه .....قفزت زينه من جلستها ما أن رأت عمر يدخل لتتوقف خطواتها مكانها بينما تري هيئته المبعثره وخطواته المهزومه.....الجميع علي حق وهو المخطيء الوحيد ...أخطأ بكل شيء اختاره لذا ليس عليه التمرد مجددا علي نظرتهم إليه وعليه تقبلها ...!
ترك زينه تحتضنه بينما لم يرد بتلك اللحظه أكثر من أن يرتمي بحضنها ويبكي كالاطفال خيبه أمله بكل شيء
ولكنه تماسك ووقف ثابتا بينما اغرقت دموع والدته قميصه ...أبعدها سيف برفق قائلا : ماما عمر كويس بس عاوز يرتاح ....اطلع ياعمر نام شويه
صعد بخطوات مهزومه بينما كان سيف بأبعاده يحول بين شجار محتدم بينه وبين أبيه الذي وقف لدي باب مكتبه يراقب ما يحدث ليسرع سيف إليه يرجوه أن يهديء
ليكتفي عاصم بايماءه من رأسه ويتجه الي الاعلي متجاهل رجاء الجميع له بينما ظنوه سيتشاجر مع عمر
ولكن عاصم لم يتوقف فهو بحاجه للحديث مع ابنه
........
....
أسرعت غرام باندفاع تجاه ايهم ما أن دخل من الباب لتتوقف أمامه تسأله بانفعال : انت كنت فين ؟!
عقد ايهم حاجبيه باستنكار بينما هو بالكاد يتمسك باعصابه المرهقه ليبتعد من امامها خطوه دون قول شيء ولكن غرام لم تفهم شيء من ابتعاده لتمسك بذراعه باندفاع : انا بكلمك رد عليا !!
احتدت نظرات ايهم ليلتفت إليها بنظرات غاضبه اخافتها ولكنها حاولت التمسك بشجاعتها وهي تنتظر رده : بسألك كنت فين ومين الست اللي نزلت معاها دي
نظر لها ايهم بحنق هاتفا من بين أسنانه : اولا توطي صوتك وانتي بتتكلمي ثانيا متتدخليش في حاجه متخصكيش
تفاجيء بها تهتف بعصبية: يخصني انا مراتك
نظر لها ايهم بغضب : حتي لو مسمحلكيش تسأليني لي اي حاجه
قبل أن تقول شيء رفع إصبعه أمام وجهها وهتف بهيمنه : دي اخر مره هسمحلك تكلميني بالطريقه دي ...اعرفي حدودك !!
تواجهت نظراته الحاده بنظراتها التي انكسرت بينما يوضح لها قولا وفعلا يوم بعد يوم مكانها وحدودها !
......
....
: انا مجتش عليك ولا ظلمتك انت اللي ظلمت نفسك لما مدافعتش بكلمه عن موقفك ....موقفك اللي قدامه الف علامه استفهام زي كل مواقفك ...موقفك اللي لسه عارف من كام يوم أنه عادي جدا وانت واخد بنت معاك بيتي من غير مااعرف وامك دارت علي عملتك ...موقفك اللي زي كل مواقفك قدامي ملهاش تفسير والتفسير المنطقي ليها هو شكي فيك لغايه بقي لما سيادتك تتكرم عليا وتفسره وفي الغالب مش بيكون له اي تفسير ...!!
ازدادت نظرات عاصم قوة بينما يتابع : صورتك في عنيا انت المسؤول عنها وانت اللي رسمتها مش انا عشان تحاسبني عليها ...انت اللي عمرك ما كنت قد الثقه ولا المسؤوليه فمتجيش تحاسبني اني شكيت فيك
لم يجادل أو يتمرد أو يقول شيء ليتفاجيء عاصم بعمر يهز رأسه لأول مره بينما يقول بصوت متحشرج : عندك حق !!
اهتزت نظرات عاصم ونظر الي ابنه ليهز عمر رأسه بانكسار شديد ترك عاصم في حيره بينما يراه لأول مره بتلك الحاله وهاهو موقفه بلا تفسير أيضا بينما يكرر كلماته مصدقا علي كلمات أبيه : عندك حق في كل كلمه قولتها انا مستحقش الثقه ولا قد المسؤوليه
لانت نظرات عاصم ليميل علي ركبتيه أمام ابنه ويمسك وجهه بين كفيه بينما احني عمر رأسه للاسفل : عمر انا مش بأنبك انا بفهمك...ارفع راسك وكلمني
عاد عمر لينكس رأسه الي الأرض قائلا بانكسار شديد : خلاص يابابا مفيش حاجه تتقال ...انت عندك حق !!
.....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن