الثاني والعشرون

8.6K 526 19
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
غص حلق وسيله بقوة وانشق قلبها وهي تستمع لتلك الكلمات التي لم تفهم سببها ولكنها انغرست بألم في قلبها من فرط حزن نبرته لينظر لها عمر بعتاب شديد ويتابع :
انا عملتلك ايه ....دخلتي حياتي ليه .....انا كنت مبسوط وعايش ....ليه قربتي مني وخلتيني احس بكل ده معاكي وبعد كده جايه تسبيني ....دار حول نفسه وصاح بجنون : كلمت ابويا عشانك ....مشغول .....كلمتهم كلهم ...اللي قالي مش بيجي من وراك الا المصايب واللي قالت ابوك مش متحمل مصيبه جديده واللي قالي مشغول .....
تهكم بمرارة وهو يتابع : اختياري لحياتي بقي مصيبه بيعايروني بيها .....نظر لها وتابع بأسي شديد : كلمتهم وذليت نفسي ومستعد اعملها تاني عشانك .... وانتي جايه دلوقتي تسبيني ...!
رمشت وسيله بعيونها وتحشرج صوتها كما تحشرج صوته من فرط انفعاله الذي بالرغم من عنفوانه إلا أنه كان يعكس مقدار ضعفه الذي تراه لأول مره
لتتجه خطوة إليه ويخرج اسمه من بين شفتيها بنبره عكست مقدار شفقتها عليه : عمر
بلحظه كان عمر يزيح كل ملامح الاسي والتأثر من فوق وجهه ويلتفت إليها بوجه آخر عابس يرسم البرود عليه كما اعتاد ويهتف بها بنبره حاده يقاطعها وهو يرفع إصبعه أمام وجهها : اياك .....اياك اصعب عليكي
تجمدت نظرات وسيله أمام نظراته التي مهما رسم بداخلها القوة إلا أنها رأت كم هي زائفه لتصمت بينما يتابع عمر بعنفوان وقد سخنت عروقه وهو يري بنظراتها نظرات والدته لها حينما انفجر بها سابقا  : انا مش مستني شفقه منك .....احتدت نبرته كما احتدت كلماته الهجومية بينما يتابع بغرور زائف ولكنه متأصل بدمائه التي تهدر بعروقه رافض أي شعور بالضعف أو الشفقه وخصوصا منها هي  ...فهو لم يعتاد على هذا : انتي مين عشان يصعب عليكي عمر السيوفي
ضغط علي حروفه وهو يتطلع الي عيونها بثبات نافي انهياره الذي صدع أساسات سيطرته علي نفسه وغضبه حينما لمس منها شعور الرفض الذي لم يعتاده : انا عمر السيوفي ....مبصعبش علي حد
قبل أن تنطق كلمه وبالاساس لم تجد بداخلها كلمه تنطق بها ليس لما قاله باخر كلماته لانها ليست غبيه حتي لا تستطيع ترجمه كلماته والتي لا تعني شيء إلا مقدار وجعه ولكن لأنها عجزت عن نطق شيء يخفف من هذا الوجع الذي يشعر به فكل ما ستنطق به حتي وان كان صحيح إلا أنه سيشعر أنه شفقه منها
بقيت أنفاسه ساخنه حاره تخرج من صدره الذي ضاق به ولكنه ظل يكبحها بداخله وهو يخطو ناحيتها يجذب بحده من بين ذراعيها الثوب الذي كانت ما تزال تحتضنه هو وبقيه ما أهداه لها ويلقيهم جانبا علي الاريكه الموضوعه بجوار الباب ثم يشيح بوجهه عنها دون قول شيء ....بقيت وسيله واقفه للحظه تتطلع الي حركه ظهره المتشنجه قبل أن تسيطر علي خطواتها وتغادر ومع مغادرتها كان يغادره اي ثبات تحلي به وسرعان ما يندفع كعادته يفرغ غضبه في التحطيم وليته استطاع ....ماذا فعلت به تلك الفتاه ليستنكر كل ما اعتاد عليه ....تعالت أنفاسه من فرط عنفوان حركاته ولأول مرة يشعر بالتعب من لكماته وركلاته هنا وهناك ....لأول مره لا يعكس التحطيم بداخله اي متعه بل اشعره بالمزيد من الضعف
ليتهاوي مكانه جالسا وعيناه تنظر إلي الثوب الذي كان هو الشيء الوحيد الذي لم يطاله تحطيمه بل لم يقوي علي الاقتراب منه ....غامت عيناه بتلك اللحظات حينما وقفت سويا أمام كل تلك الفساتين يتطلع إليهم بحيره وهو يتسأل اي منهم اختارت .....طارت الفراشات حوله وهو يتخيلها بأي فستان منهم ستكون عروس له وكم كانت ضحكتها رقيقه أسرت قلبه علي حيرته وهي ترفض أخباره علي اي منهم وقع اختيارها .....( هتشوفه في الفرح ....مفاجاه ..!)
تغضنت ملامحه بحسره لأول مره يشعر بها علي شيء وليس اي شيء بل حلم قد حلم به لاول مره في حياته ....دوما لم يكن لديه حماس لأي حلم فقط رغبه بشيء ويحصل عليه علي الفور ...لم يكن يحلم بدراسه معينه ولا ببناء مستقبل معين فقط ترك الأمر لوالده ببرود منه وتخلي ...ربما ياخذ وقت للتفكير بشراء سيارة أو هاتف أكثر من الوقت الذي أخذه بالتفكير في مستقبله .....يريد فيحصل اما تلك المره فقد حلم وحلق بحلمه عنان السماء ليجد نفسه يهوي لسابع ارض ....فقط يشعر بألم السقطه دون البحث عن اسبابها التي سألت وسيله نفسها عنها الف مره .....في ماذا اخطأت ؟!
بكل الحسابات لم تخطيء بشيء ولم تطلب المستحيل حتي كل ما طلبته تأجيل .....رد فعله ليس مبالغ فيه وفقا لشخصيه كشخصيته لم تعتاد الرفض الذي لم تصرح به ولكنه فسر موقفها هكذا كما فسر موقف والدته وأبيه والجميع منه ....لا يسأل ولا يحاول البحث بل سرعان ما يتفاقم بداخله شعور الرفض والنبذ ويدفعه الي دور الضحيه التي يستنكر أن يكون بدورها لذا يضع نفسه جاني لكل مكروه حتي لا يراه أحد ضحيه أو ضعيف. ......!
قام من مكانه ببطء وعيناه ماتزال تتطلع الي الثوب ليقترب منه ويمد يداه الي سحاب الحافظه الموضوع بها ولكن لم يكد يفتحه حتي تراجع بغضب وسحب يده .....اسرع الي غرفته يستبدل ملابسه ويهرب من المكان بأكمله .....
تمهلت خطواته بمفاجأه وهو يخرج من المصعد حينما وجد وسيله جالسه علي أحد جوانب السلم الرخامي الموجود اسفل المنزل ... نظر لها لحظه قبل أن تنتبه وسيله لاقترابه وتدير وجهها إليه ..... التقت عيناه بعيونها لتري صفحه هادئه وقد تبخر كل غضبه وعنفوانه وعاد كطفل صغير يتطلع لها بعتاب ....فجر شحنه غضبه بها وبكل شيء حطمه ولم يكن هذا ما جعله يهدأ بل شعوره أن الغضب ليس متنفثه تلك المره ....عليه أن يواجه شعوره بافتقادها كرجل ....يتحمله وسيمضي كأي شيء مضي !
سحب عيناه من مرمي نظرات عيناها وحمحم قائلا بهدوء : قاعده كده ليه يا وسيله ؟!
تلك المره كانت نبرتها هي الضعيفه بينما تقول بعتاب : ليه كل ده ياعمر ....؟!
استندت بيدها الي الحائط بجوارها واعتدلت واقفه تنظر إليه وتتابع : ليه نهيت كل اللي بينا واتهمتني أن انا السبب .... ذنبي ايه
هز رأسه وقال بهدوء دخيل عليه : مالكيش اي ذنب ... خلاص يا وسيله الموضوع خلص وانا لغيت كل حاجه ...مفيش داعي تحسي بذنب ولا اي حاجه
نظرت له بأسي : امال احس بأيه .....المفروض احس بأيه بعد كلامك ...نظرت له بعتاب وتابعت : اعرف منين و انت متكلمتش معايا ولا فهمتني اي حاجه عن اهلك وعشان. ...قاطعها بإشارة من يده ما بدأت الدماء مجددا تهدر بعروقه ما أن تطرقت الي موقفه مع أهله ليضغط علي نفسه وهو يتحلي بالثبات بينما يقول بهدوء : خلاص يا وسيله الموضوع انتهي ومفيش داعي نتكلم فيه
غص حلقها لتسأله : بالبساطه دي
اوما عمر وقال بجمود : عادي ...مفيش داعي نوجع بعض
اكتر من كده
لم تعلق علي كلمه عادي التي نطق بها لثبت له انها تفهم ترجمه كلماته البارده واللامباليه والتي تكون إليه دفاعه أمام ضعفه وكل ما قالته بعتاب والدموع تلمع بعيونها : لما نسيب بعض مش هنتوجع !
كل شيء بها مختلف حتي عتابها مختلف .....تأخذ عيناه في طريق مؤلم يوخز قلبه بقوة لانه سبب تلك اللمعه الحزينه بعيونها ليخفض عيناه سريعا بينما يقول بصوت خرج متحشرج مهما حاول أن يكون جامد امامها  : شويه وهننسي !
هكذا ضحك علي نفسه وهو يخطو للخارج مجبرا نفسه علي عدم النظر للخلف .
............
...
قضمت غرام شفتيها بقسوة حتي جرحتها وهي تراجع كل ما حدث .....هي المخطئه الوحيده مهما كان للآخرين من أدوار
عزه وفيفي ووالدتها وهذا الرجل الغامض هي من فتحت لهم الطريق ووضعت عنقها أمامهم لينحروها وكل منهم نحرها علي طريقته ....لا تلوم أحد إلا نفسها
ليظل كل شيء ينعاد بداخل عقلها بلا توقف حتي بزغ نور الفجر ومعه توقفت عن جلد ذاتها فليس الوقت الان للوم أو عتاب لا تستحقه بل تستحق الجلد أو القتل علي تفريطها بنفسها .....لا تستحق اي شيء جيد وتستحق اي مصير ترسمه لها عزه أو فيفي فهي من تركتهم يرسمون لها المصير الذي أوقفها بهذا الطريق المظلم ....هي من جنت علي نفسها من البدايه الي النهايه
ولكنها لم تجني علي نفسها فقط بل جنت علي والدتها التي دوما ما ألقت باللوم عليها لانها لم تشبعها حنانا ظنا  أن إشباع بطنها هي واخوتها كافي .....لومها حتي وان كانت محقه به إلا أنها فقدت اي حق بعد جريمتها الشنعاء في حق نفسها اولا وفي حق والدتها ثانيا .....والدتها التي تحملت أعباء كثيرة وكل ما طمعت به هو أن تحمل معها جزء من هذا العبء .....ندرك أشياء كثيرة وتتغير مواقفنا بعد ما نقع بالخطأ لتري كل قسوة والدتها مبررة ....فهي ترجمت قله حيلتها أمام صعوبه الحياه بالشده عليها .....حتي وان أخطأت والدتها فلها مبررها أما خطاها هي فليس له أي تبرير ولا مسمي سوي جريمه شنعاء في حق نفسها .....تركت اسر شفتيها من بين اسنانها وهي تري صوره والدتها امامها وتستحضر قوه الوقوف أمام الحياه مهما القت علينا من صعوبات .....لتهز راسها بأنها لن تستسلم وستحاول اصلاح خطأها ليس من أجلها ولمن من اجل والدتها ..... لن تنتقم من عزه أو فيفي بل ستستخدمهم كما استخدموها ...!
خرجت بخطي هادئه من غرفتها تتطلع حولها يمينا ويسارا لتدخل الي تلك الغرفه الجانبيه التي تحتوي علي كومبيوتر امتليء بصور الفتيات والرجال طالبين زيجاتها المزعومة لتفتش بأيدي مرتجفه في إدارج المكتب عن تلك الورقه التي تحفظ ولو حقها بأنها فعلت هذا تحت ستار زيجه حتي وان كانت ستار زائف ..... وجدت الكثير من الأوراق الا تلك الورقه التي انحفرت سطورها بذاكرتها مشوشه كالطيف فلا حتي تتذكر اسم ذلك الرجل بكامله .....دق قلبها بقوة وأسرعت تعيد كل شيء مكانه ما أن استمعت لصوت خطوات بالخارج .....وقفت خلف الباب تختبيء لتستمع لصوت عزه التي كانت تضحك
: الشيخ عوض يتكلم في أي وقت ....ضحكت مجددا وتابعت : عيني يا غالي بس كده .... دي البت مياده حظها من السما بقي ...!
ضحكت مره اخري وهي تتابع : أمها داعيه ليها ....أمهلت وهي تتابع : مع أن أمها طالبه مهر كبير شويه بس مفيش حاجه كتيرة علي الشيخ عوض طبعا ...
عيني ياغالي هبعتلك صورتها ولو عجبتك الباقي عليا
ضحكت بصوت صاخب بينما تختم حديثها : وطبعا الفلوس عليك يا شيخ
اشمئزت ملامح غرام التي أسرعت تغادر الغرفه علي أطراف أصابعها وهي تستمع الي صوت تلك الخبيثه ....تلك التي تتحدث عن صفقه تبيع بها فتاه لاتدري مصيرها كما فعلت عنها .....شعرت بالغثيان وهي تتخيل ماذا كان حديثها عنها مع هذا الرجل وهي تبيعها له ...ركضت بسرعه الي الحمام الصغير الملحق بغرفتها تفرغ محتويات معدتها وهي تتذكر كل شيء حدث بتلك الليله ولكن الآن تراه بصوره مختلفه ....تراه بصورته الحقيقيه ....أنها فتاه دفع مقابلها ....!!
اخذها الي فراشه ليس لأنه وقت بغرامها بل لأنه دفع ثمن جسدها !
لم يمهد لاقترابه منها لانه حدد هدفه ودفع ليصل إليه فلماذا يتمهل برغبته ...!
ازدادت حده غثيانها وهذا المشهد يتكرر أمام عيناها ...كل قبله وكل لمسه كانت شهوه ورغبه وليس حلم وردي كما كانت تري ....أنها مجرد ليله قضاها اسفل مسمي زائف !
أنها مجرد فتاه ساقطه لن يلتفت إليها مره اخري فماذا كانت تظن ....!
جلست علي الارضيه الرخاميه البارده تبكي بقهر وانكسار قبل أن تقوم سريعا وتقف اسفل المياه تحك جسدها بقوة وكأنها تزيل عنه تلك اللمسات التي كانت أظنها لمسات سحريه لعالم خيالي وردي وليس عالم حقير دخلت إليه بمليء إرادتها ...
.............
.....
زم مراد شفتيه قبل أن يهتف بانزعاج في أبيه : كان لازمته ايه يا بابا كلامك واصرارك اننا نفضل هنا انا وجوري بعد ما خلاص اتصالحنا
التفت سيف الي ابنه باستنكار للحظه قائلا : عاوزها تسيب ابوها وهو تعبان
اشاح مراد بوجهه هاتفا : ماهو مامتها معاه ....وفي اخواتها موجودين واحد منهم يقعد مع أبوه بدالها
نظر سيف الي ابنه باستهجان ولكنه تمهل في الرد بينما تابع مراد بانفعال : انا سايب شغلي بقالي اسبوعين بحاول اصالح الهانم واهو خلاص اتصالحنا يبقي نرجع بيتنا بقي وانا اشوف شغلي اللي انت اول واحد هتحاسبني عليه
ابتسامه منتصره ارتسمت علي طرف شفاه سيف تبعها بنظره منتقده واضحه قبل أن يقول بحزم : انت سامع نفسك
عاد مراد حاجبيه لتتوحش نبره سيف بينما يزمجر في ابنه فجاه : سامع كلامك ولا اعيده .....وكزه بحنق في كتفه وتابع : انت كل ده كنت بتمثل عليها وعلينا وفي الاخر جاي تظهر علي حقيقتك وتقولي خلاص تسيب ابوها اللي تعبان وترجع وتبرر انك سايب شغلك وكمان بتبجح وتقول  (  اصالح الهانم يا قليل الربايه )
...احتقن وجهه سيف بشده بينما تابع يعنف ابنه : ايييه  ....انانيتك ملهاش اخر ...اول ما ضمنت أنها هترجعلك ظهرت علي حقيقتك وجاي تحاسب وتقول خسرت ايه وانت بتصالحها
قبل أن يفتح مراد فمه بكلمه كان سيف يهتف به بسخط : لا فوق ولو اللي عمله عاصم مكانش كفايه عشان يربيك انا هربيك وفورا اخليك تطلقها ....فاهم
نظر مراد الي ابيه وحاول شرح موقفه : يابابا ايه اللي بتقوله ده ....انا مقصدتش كده
نظر له سيف بسخط : امال قصدت ايه ؟!
. ..........
....
هزت جوري راسها وانكمشت بحضن عاصم قائله : لا يا عصومي مش هسيبك ولا هرجع الا لما تخف ونرجع سوا
احتضنها عاصم وقبل راسها : وانا مقولتش عاوزك تسيبيني ...نظر إلي زينه بمشاكسه وتابع : مامي اللي قالت ارجعي ... ضحك وتابع : إنما أنا لو عليا مش هسيبك ابدا ترجعي لابن البحيري
ضحك سيف الذي وصل قبل قليل وقد عرف بكل ما حدث مع أخته ليقول  : طلع الراجل من دماغك بقي يا سيوفي ....كفايه اللي عملته فيه
هز عاصم رأسه قائلا : وانا عملت ايه ...ده انا لسه ....نظرت له جوري بطرف عيناها ليتراجع قائلا وهو يحك رأسه : لسه هقول اني ابتديت احبه ...!
ضحك الجميع ليحتضن عاصم ابنته بحنان ويفتح ذراعه الي زينه وسيف أن يقتربوا لتأتي زينه الي جواره وكذلك سيف .....احتضنهم عاصم بحنان تزامن مع اندلاع حنين واشتياق جارف بقلبه الي عمر ويتساءل هل اشتاق اليه لتخونه نبرته وتخرج محمله بالاشتياق وهو يسأل سيف : عمر مسألش عني ...؟!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن