٩

11 3 1
                                    

بعد ثلاثة أيام كان (زياد) في طريقه إلى (الإسماعيلية) بعدما رتَّب إجازة تغيُّبِهِ عن العمل وأخبر زوج خالته بما حدث مع (حمزة)، بالطبع اعترض في بداية الأمر لكن (زياد) أقنعه أنه لا طريق إلى إنهاء الأمر إلا بهذه الطريقة.

كان (مروان) لا يزال معترضًا بشِدَّةِ، خاصةً أن (زياد) أصرَّ على عدم ذهابه معه والبقاء مع أهله والمرور عليهم يوميًا للاطمئنان، إلا أنه اضطُّرَّ إلى مجاراة صديقه فيما طلب.

وبالطبع أخبر عمته بما حدث وبما هو عاقد العزم على فعله، ويبدو أنها اعتادت مثل هذه الأمور، فلقد سبقه والدها وجدها إلى العبور فلم تعترض طريقه.

أما خالته فلم تعرف شيئًا عن الأمر بالطبع وإلا كانت ستغلق عليه باب غرفته بالمفتاح ولن تفتحه إلا بعد مرور عشرة أعوام.

كان قد علم من (حمزة) أن هناك بعض الأمور ستحتاج إلى التجهيز قبل فتح البوابة، ولذلك طلب منه أن يُحضِر كُراسات الطلاسم لأنهم سيحتاجون إليها.

وصل إلى بيت والده قبل غروب الشمس بقليل، كان يحمل حقيبة فيها القليل من الملابس والكثير من الأطعمة التي أصرَّت خالته على حملها وإلا لن تسمح له بالخروج من باب المنزل كما قالت، وحاسوبه النقَّال بديلًا لكراسات الطلاسم حيث سجَّل عليه جميع الرموز والطلاسم المكتوبة وجميع ملاحظات جده الأكبر بشأن كل طلسم أو رمز.

وعند وصوله كان (حمزة) ينتظره بجوار الباب فصافَحَهُ بحرارة أدهَشَتْهُ، فقال مازحًا:  ده على أساس إنك مش عارف تدخل البيت.

- أرَدتُّ أن أشعُرِك بخصوصيتك حتى لا تعتبرني لِصًّا ينتظرُك بالمنزل.

وصلا إلى غرفة مكتب والده، فتابع:

- هل أحضرت المذَكِّرات؟

أخرج (زياد) حاسوبه الشخصي وقال: كلُّه هنا.

- كلُّ ماذا؟

- المذكرات كلها والطلاسم، كله متسجل هنا.

- وفي اعتقادك أيها المهندس العبقري، كيف سيعمل هذا في عالمي؟

- إيه ده، هو احنا محتاجين المذكرات هناك كمان؟

- هذا أمرٌ بدِيهِيٌّ، فكُلُّ ما سنقوم به هنا سوف نقوم به عند عودتنا، ولكن ليست هذه بمشكلة فلتسترِح الليلة ولتُنَفِّذ ما سأطلبُه منك، وسَأُحضِرها أنا من منزلك، وغدًا فجرًا سوف نبدأ بإذن الله.

ثم أمضى ما يقارب الساعة في شرح المطلوب من (زياد)، وطلب منه طلاسمًا معينة ليستخرجها من حاسوبه الشخصي، وأعلَمَهُ بما سيرسُمُهُ منها على الحائط وما سيرسُمُهُ على الورق، ثم تركه ليُحضر كراسات الطلاسم من غرفة (زياد) على وعدٍ أنه سيكون حاضرًا مع شروق شمس الغد.

أخَذَ (زياد) يُنفِّذ ما طلَبَهُ منه، فكان يرسم الطلسم على الورق ويحرقه وهو يتمتم بالتعويذة التي حدَّدَها له (حمزة) لكل طلسم ثم يرسم برماد الورقة مجموعة أخرى من الطلاسم على الحائط، وما إن ينتهي من كتابتها كان بعضها يضيء بلونٍ أزرقٍ باهتٍ والبعض يضيء بلونٍ أحمرٍ نارِيٍّ والبعض يضيء بلونٍ أخضرٍ ناضرٍ، ثُمَّ يختفي الضوء هو ومجموعة الطلاسم المرسومة.

انتهى (زياد) بعد منتصف الليل تقريبًا وقرَّر أخْذ قِسْطًا من النَّومِ قبل مجيء (حمزة).

استيقظ على آذان الفجر، فقام ليصلي وجلس في غرفة مكتب والده ينتظر قدومه، إلا أنه تأخر كثيرًا عن الموعد المُحَدَّد، حاول الاتصال بـ(مروان) لكي يطمئنه ولكن إشارة الهاتف كانت مفقودة تمامًا، فجلس يعمل على قاعدة بيانات الطلاسم التي صمَّمَها لحين قدوم صديقه الجني.

ميثاقWhere stories live. Discover now