٣

15 4 0
                                    


في الثامنة والربع تمامًا من صباح يوم الجمعة، كان (زياد) و(مروان) أمام مركز الأبحاث الذي تعمل به (أمل)، قاما بوضع الحقائب التي تحتوي على الأجهزة الخاصَّة بها في حقيبة سيارة (مروان)، وانطلق ثلاثتهم على طريق (الإسماعيلية) الصحراوي متجهين إلى بيت والد (زياد)، كان الصمت مخيِّمًا على المشهد في بداية الرحلة إلى أن قطعه (مروان) قائلًا:

- والأجهزة دي بقى يا دكتوره بتقيسي بيها الزلازل؟

أجابت (أمل) مبتسمة: لا يا بشمهندس، الزلازل في الغالب بيتم رصدها وقياسها بالأقمار الصناعية وبتتقاس في وقتها، لأنها أشبه بموجات بيبقى مركزها البؤرة أو اللي بنسميه مركز الزلزال مجرد ما بتخلص مابيتبقاش منها غير التغيرات اللي بتحصل في الطبقات الأرضية اللي بتسبب الزلزال نفسه ونتايج الزلزال، يعني لا قدر الله بيوت اتهدمت، أو موجات تسونامي لو الزلزال في البحر.

- يعني الأجهزة دي هتعملي بيها إيه؟

- دي أجهزة لقياس أنواع مختلفة من الإشعاع الكهرومغناطيسي، اللي في الغالب اختفى من المكان أصلًا، بس في احتمالية يكون لسه نسبة بسيطة منه متبقية، ودي هتخلينا نعرف نقيس آثاره ونعرف مصدره.

- يعني الإشعاع ده هو اللي سبِّب الزلزال؟

- لا، الإشعاع الكهرومغناطيسي ما يسبِّبش زلازل، وطبعًا اقترانه بيه في الهزة المحدودة اللي حصلت عند البيت هو اللي مخلي الموضوع مستاهل إنه يتدرس.

كان (زياد) يبدو عليه الشرود فصاح (مروان):

- إيه يا (زيزو)، رحت فين؟

بدا (زياد) وكأنه استفاق من حُلم عندما أجاب:

- يا ابني بطل دوشة بقى.

قالت (أمل): شكلك مش معانا خالص.

- لا لا معاكم، أنا بس سرحت شويه في البيت اللي رايحينه، تقريبًا من 3 إعدادي مروحتش هناك واحتمال تكون دي آخر مرة.

- أكيد بقى ذكرياتك كلها هناك وانت صغير.

- بالعكس، زياراتي هناك قليلة جدًا، وتقريبًا ذكرياتي هناك شبه معدومة لدرجة إنى فاكر المكان بصعوبة.

قال (مروان): خلاص يا كبير، كلها ساعة زمن وتروح تفتكره براحتك.

وبالفعل لم يستغرق الأمر كثيرًا حتى كانوا على مشارف قرية (الفردان) والتي يقع مدخلها على طريق (الإسماعيلية بورسعيد)، وأخذ (زياد) يصف مكان المنزل لـ(مروان) حتى وصلوا إلى بوابة معدنية ضخمة طلب (زياد) من (مروان) التوقف أمامها وترَجَّل من السيارة ليفتح البوابة وسبقهم إلى الداخل.

كان المكان عبارة عن منزلٍ واسعٍ مُسَوَّر بسورٍ ذي بوابة حديدية، ويُطِلُّ على أرض زراعية واسعة، ما إن دخلوا من البوابة الحديدية حتى قابلهم فناء واسع قبل باب المنزل يحتوي على بعض أشجار الفاكهة المختلفة.

ميثاقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن