٧

16 5 0
                                    

بعد أن انتَهَى (زياد) و(مروان) من عملهما استقَلَّا سيارة الأخير وانطلقا إلى شارع المطرية، استغرقهما الأمر أكثر من ساعة كاملة حتَّى وصلا إلى المنزل المنشود، وما إن وصَلَا حتَّى أشار (زياد) إليه وقال: هو ده البيت اللي في الصورة، وأخرَجَ الصَّورةَ من جيبِهِ ليقارنها بالمنزل وأشار إلى أرقام تَظهَر بصعوبةٍ على الجدار وقال:

- الأرقام أهي، بس جَار عليها الزمن.

دخلا البناية المقصودة وصعَدا إلى الطابق المنشود، كان الطابق عبارة عن شقةٍ واحدة فضغط (زياد) جرس المنزل وانتظر قليلًا وضربه مرة ثانية وثالثة ولكن لم يُجِب أحد، فأخرج المفتاح من جيبه وهمَّ باستخدامه إلا أنَّ (مروانا) أوقَفَهُ قائلًا:

- انت بتستهبل، وبعدين حتى لو طلع مفتاح الشقة هندخل زي الحرامية.

- شكل الشقة مش مسكونة أصلًا، تعالى نجرَّب المفتاح.

ووضع المفتاح في رتاج الباب وأداره فاستجاب له، قال (مروان):

- ده الموضوع طلع بجد، أنا لغاية دلوقتي كنت متوقع إننا نيجي نكتشف اننا كنا بنشتغل نفسنا.

دخل (زياد) وتبِعَه (مروان) بِحَذَرٍ ووقَفَا في الردهة يتفحَّصَان المنزل، كان عبارة عن ردهة استقبال واسعة فيها أربعة أبواب لأربع غرف وممر يبدو أنه يقود إلى المطبخ ودورة المياه، وقف (زياد) أمام صورة على الجدار يظهر فيها والده بجوار الرجل الموجود في صورة غرفة المكتب (بالإسماعيلية) ولكن يبدو أكبر سنًا بعشرين عامًا على الأقل وبجوار الرجل تقف فتاة في العشرين من عمرها تقريبًا

قال (مروان): مين اللى مع أبوك في الصورة دول يا (زياد)؟

أشار إلى الرجل العجوز وقال:

- تقريبًا ده جدي

ثم تابع: أما دي مش عارف.

- ممكن يكون كان متجوِّز واحدة تانية في السر.

أجاب في ضيق:

- ما تهدى علينا يا عم (مروان) لما....

قاطعته صيحة ألم مكتومة انطلقت من (مروان) فالتفت إليه ليجده ملقَىً على الأرض يتأوَّه وتقِف وراءَهُ سيدَةٌّ في منتصف العقد الرابع من عمرها تمسك بعصًا غليظة في إحدى يديها وسكينٍ في يدها الأخرى وتقول في غضب:

- انتم دخلتم هنا إزاي؟

أخرج (زياد) المفتاح من جيبه وأشار إليها أن تهدأ وهو يقول:

- بالمفتاح، دخلنا بالمفتاح والله، رنِّينا الجرس ومحدش رد فافتكرنا الشقة فاضية مش مسكونة.

- هو الطبيعي لما محدش يفتح الباب تبقى الشقة مش مسكونة، انتم وصلتم هنا إزاي ومين اللي باعتكم وجبتوا المفتاح ده منين؟

- طيب إهدي بس حضرتك، والله إحنا مش حرامية ولا حاجة، أنا هفَهِّم حضرتك كل حاجة.

ساعدَ صديقه على النهوض وأجلَسَهُ على أحد المقاعد فصرخت السيدة في انفعال:

ميثاقWhere stories live. Discover now