الفصل الخامس والثلاثين ( من لا ذنب له؟ )

Start from the beginning
                                    

-" بس أنا ماما وحشتني، أنا كنت بشوفها مرتين في الشهر".

إبتسم عابد ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" وياستي هنا مفيش قوانين، هتشوفيها في الوقت إللي أنتِ عايزة تشوفيها فيه".

نظرت له شادية وهي تلوح له برأسها بإستفسار أثر كلماته، لتبتسم وئام وهي تقول بنبرة أهدأ:

-" ماشي.. خليني أشوفها النهاردة".

نفى عابد بيده ليتحدث قائلاً بجدية:

-" لأ.. ما هي سافرت هي وولاء، راحوا البلد علشان ياخدوا نصيبهم من المحصول، أنتِ نسيتي مش كنتوا بتغيبوا كل سنة شهر وبعدين ترجعوا".

نظرت له وئام لترمش بأعينها رغماً عنها وهي تقول بنبرة محشرجة:

-" بس هما مأخدونيش معاهم".

أومأت شادية برأسها لتتحدث قائلة بنبرة هادئة:

-" أيوة علشان أنتِ قاعدة معانا هنا، هما عارفين إنك مبسوطة معانا وإن البنات مش عايزينك تمشي".

نظرت لها وئام قليلاً، لتعود بنظرها إلى عابد الذي تحدث قائلاً بنبرة هادئة بعدما نهض:

-" مش عايز أشوفك بتعيطي تاني يا وئام علشان كدة بتزعليني منك، لو عايزة أي حاجة تعالي قوليلي أو قولي لشادية، والبنات جنبك علطول".

أومأت وئام برأسها بإضطراب، لتتحدث شادية قائلة بنبرة مُحمسة:

-" تعالى يا عابد نخرج النهاردة، علشان كمان وئام والبنات يغيروا جو شوية".

ضيق عابد جفنيه ليتحدث قائلاً بنبرة مرحة:

-" والله فكرة، خلاص يبقى نخرج بليل كلنا، إيه رأيك يا وئام؟".

نظرت وئام إلى كلاً منهم، لتبتسم قليلاً حتى أومأت برأسها بإضطراب، ليبتسم كلاً منهم، حتى خرج عابد من الغرفة تاركاً إياهم، نظرت شادية في أثره، لتنهض تقوم بإغلاق باب الغرفة، حتى عادت مرة أخرى لتجلس بجانب وئام وهي تنظر لها، حتى إبتلعت ريقها لتقول بنبرة ثابتة:

-" وئام، أنا زي مامتك صح؟".

أومأت لها وئام برأسها عدة مرات وهي تنظر لها بوسع أعينها التلقائي الذي يُظهر دائماً نقاء وبراءة قلبها، لتُبلل شادية طرف شفتيها، حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة للغاية:

-" خلاص يبقى هسألك على كام حاجة ومتتكسفيش مني، إتفقنا؟".


كانت سجدة تجلس بحديقة الجامعة تنظر للدفتر من بين يديها وهي تقوم بكتابة بعض الأشياء به بتركيز، لتنتبه إلى ذلك الذي جاء ليجلس على نفس الأريكة بعيداً عنها قليلاً، ثم قام بوضع ذلك الكوب من جانبها ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now