العاشر ♡ لك في قلبي سكن ♡ صابرين شعبان

598 35 20
                                    

الفصل العاشر

تمتمت دعاء و هى تقلب الطعام على النار، بينما سديم تقوم بعصر البرتقال لإعداد الغداء قبل عودة أشقائها وزوجها الذي كان يذهب مع معتصم للحظيرة لحلب الأبقار  "مللت من البقاء بالمنزل،  ما جئت هنا لأظل بالمنزل "
أجابتها سديم بملل " ومن أخبرك أن تظلي بالمنزل،  لم لا تذهبين للتريض و ركوب الخيل لو أردت،  هل حدد أحدهم إقامتك "
" لا ولكن معي واحدة كسولة لا تريد أن تخرج من باب المنزل و لو لتغير الهواء "
ضحكت سديم " حسنا معك حق و لا ذنب لك في كسلي،  ما رأيك أن ننهى تجهيز الغداء بسرعة و نخرج للسير قبل عودة الرجال "
" أسرعي إذن بما تفعلينه و كفاك ثرثرة "
عادت سديم للضحك و هى تنفذ قولها و تسرع في انهاء الطعام مع دعاء ليكون كل شيء معد بعد نصف ساعة و كان هناك وقت كافي للترفيه عن أنفسهم قبل عودة الرجال،  بدلت كل منهم حذائها بأخر مريح أكثر و ارتدت دعاء قبعة على رأسها تقيها حرارة الشمس بينما ارتدت سديم حجاب صغير لذلك، خرجن من المنزل و كل منهن تمسك بيدها زجاجة عصير ترتشف منها بعض الرشفات من وقت لأخر،  كان النسيم عليل رغم حرارة الشمس، تنفست دعاء بحرارة و هى تتمتم " المكان هادئ وجميل،  يحتاج فقط لصحبة صاخبة و يكون العيش هنا ممتع "
" تقصدين أن صحبتي تدفع عليك الملل "
" هكذا بالضبط " ضحكت دعاء وهى تتلاشى ضربة سديم على كتفها و تهرب منها راكضة بمرح،  قالت سديم صارخة و هى تركض خلفها " توقفي  ، تعالى هنا أيتها الحمقاء،  أنا مملة "
هتفت دعاء ضاحكة " كثيراً "
ظلت الفتاتين يتشاغبان حتى وصلا لحظيرة الخيل و سمعن صهيل الأحصنة،  قالت سديم بحزن " أظن أنه المكان الوحيد الذي لا يقترب منه زاد "
" هذا طبيعي لحالته سديم،  سيأتي يوم و يتعافى و لكنه يحتاج بعض المساعدة "
" وكيف وهو يرفض ذلك "
" سيقبل يوماً ما،  الجميع يتغير مع الوقت، ربما مجيئه هنا يساعده "
" أتمنى ذلك "
ساروا بعض الوقت بصمت حتى سمعت دعاء ضجيج هاتفها لتبتسم قائلة بشغب " ليتني فكرت برحلة تسوق في باريس "
ضحكت سديم سائلة " بيسان "
سخرت دعاء و هى تفتح مكبر الصوت و تقول " الأميرة "
ليمر وقتاً أخر و الفتيات يثرثرن معا بمرح..

***
قالت مريم وهى تقبل دانية بحرارة "مبارك لكِ حبيبتي، أنه خبر سعيد"
ردت دانية ضاحكة وهى تمسك بكوب العصير أمامها " الجميع سعد بذلك بينما أنا فكرت به كورطة جديدة لي "
ردت بثينة "سيكون أجمل ورطة يا ابنتي،  إن الأطفال رزق من الله"
تمتمت دانية بحرارة " الحمد لله،  أمره كله خير "
قالت بثينة بحنان " هكذا يجب أن تفكري،  المهم أعتني بنفسك جيدا "
" ولهذا جئت لهنا،  لنطمئن على الطفل "
سألت سارة "لماذا لم تأتي سارة معك،  لنا وقت لم نرها"
" أنها تدرس،  تستعد للاختبارات النهائية قبل أن تعود معنا للمزرعة "
قالت مريم بفتور " صحيح قربت الاختبارات و الأولاد يعودون للمزرعة للعطلة "
تمتمت سارة زوجة رأفت " سنفتقدهم جميعا "
" لم لا تأتوا لزيارتنا،  ها قد جئت أنا مع بجاد و جاء آمر و حلم و لؤي وديم و كل مرة ننتظر زيارتكم و لا أحد منكم يأتي للمزرعة "
" سنأتي بالقريب،  فقط ينهي الأولاد اختباراتهم و سأتي مع صقر "
" سننتظركم خالتي "
" أخبريني كيف حلم و الجميع بالمزرعة "
" بخير خالتي،  الجميع يرسل لكم التحية "
" سلمهم الله جميعا  "
" أين نور،  لم لم يأتي معكم "
" مع أبي بالمنزل سيذهبان لشراء المزيد من الألعاب "
ضحكت بثينة قائلة " هذا الولد يعرف ما يريده "
أكدت دانية " أنه مشاغب كبير "
دخل بجاد مع صقر و هيثم " هيا حبيبتي لقد جاء موعد الطبيب "
" الوقت مبكر ظلوا قليلاً و أجلا الموعد لبعد تناول العشاء "
" لا نستطيع خالتي،  نعدك أن نأتي مرة أخرى،  جئت هذه المرة  لأخبر عمي بالعمل "
قال صقر بأمر " حسنا سننتظركم في الغد و ليكون مع الأولاد وصابر سنتناول الغداء معا "
" كما تريد يا عمي و الأن نراكم بخير "
" إلى اللقاء بني "
خرج بجاد ودانية متوجهين لموعدهم،  بينما دخل رأفت بعد قليل و لم يلحق بهم،  قال لوالده فور جلوسه معه بعد تناول العشاء " لقد تحدثت مع معتصم قبل مجيئي لهنا "
" كيف حال الأولاد "
" بخير  ،  سيعود الجميع بعد يومين فكرم سيعود لعمله الأسبوع المقبل "
" حسنا، لابأس بذلك، ولكن أخبرني، هل زاد بخير "
" هذا ما أريد الحديث معك بشأنه أبي "
" تحدث رأفت ولا داعي للمقدمات "
" أبي زاد لن يشفى بعمله بالمزرعة،  أنه يحتاج لمساعدة حقيقية من طبيب "
" هو لن يقبل رؤية طبيب لذا لا خيار أمامنا غير اجباره لمواجهة مخاوفه "
" وهذا لن يحدث أبي فماذا نفعل "
" أترك هذا لي،  لدي مخطط أخر،  أعلم أن معتصم لن يستطيع السيطرة عليه أو مساعدته مساعدة فعالة "
" ما هذا المخطط،  أخبرني أبي "
" سأخبرك،  أنصت إلي "
وبدأ يخبره بما ينوى فعله ليس فقط لمساعدته ليشفى بل ليجعل زاد يتخذ خطوة للأمام في مستقبله..

 لك في قلبي سكن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن