الرابع ♡♡ لك في قلبي سكن ♡♡ صابرين شعبان

596 56 14
                                    

الفصل الرابع

طرقة خفيفة و دخل صقر لغرفة زاد بعد ذهاب صابر ليطمئن عليه قال بلطف " زاد،  هل هناك ما يضايقك بني "
نهض زاد ليمسك بيد جده و يجلسه على المقعد الوحيد بغرفته " لماذا لم تطلب مجيئي إليك جدي "
" أردت رؤيتك وحدنا لنتحدث براحة و لن يحدث إلا بغرفتك "
" أنا بخير و لا شيء يضايقني "
" و بيسان "
قال بحدة فلتت منه غصباً " ما بها الأميرة "
" رمقه صقر بصمت يتفحص وجهه الغاضب  بملامحه المتوترة " كما توقعت هناك ما يغضبك و هى بيسان "
" أنت تعطيها أكبر من حجمها جدي،  من هى لتضايقني "
ابتسم جده بلطف قائلاً  " أعلم أنها شقية و مشاغبة ماذا فعلت لتستفز أمير آل العامري "
زم زاد شفتيه بقوة و إن لم يجيب فجده علم أنها سبب غضبه، فكر، و من هى لتكون سبباً  في أي شيء يحدث معه.  قال صقر عندما لم يتحدث " بني لم تكره بيسان لهذا الحد "
" لم أكرهها جدي فهي لا "
قاطعه صقر قائلاً  " لا تعني لك شيء، نسيت أني تلقيت جواب هذا السؤال من قبل أعتذر كوني أكرر حديثي معك بشأنها "
" من الأفضل أن لا نتحدث عنها مجددا "
وافقه صقر بلطف قال " معك حق،  من الأفضل أن نتحدث عنك أنت "
سأل بفتور " ماذا عني " فهو لا يريد الحديث عن شيء فقط يحضر الزفاف و يرحل من هنا ليعود لحياته.  قال صقر بحزم " زاد أريد منك البقاء هنا،  لا أريد منك السفر مجددا "
" لم جدي "
" سنقوم بتصفية الشركة بالخارج،  سيكون مقر العمل الرئيسي  هنا لا نحتاج لفرع أخر هناك "
صمت زاد طويلا و جده يراقب ملامحه الجامدة رمقه بتساؤل عن رأيه بحديثه فقال زاد بصوت متحجر كالصخر " أنها شركتك و هذا مالك "
رد صقر بهدوء " و أنت وريثي "
" أطال الله عمرك جدي "
نهض صقر و اقترب من حفيده ليمسك بوجهه بحنان " و عمرك بني،  زاد ألم يآن الأوان  "
" أوان ماذا جدي،  رجاء لا تقل أنه علي الزواج مجددا، لا تحاول لقد جربت مرة و انتهينا "
ضحك صقر بخفة " لا،  لن أخبرك بهذا زاد،  و لكن بني ألم يآن أوان  عودتك إلينا لتكون بين عائلتك  "
" أنا هنا الأن "
" أنت هنا و لكنك لست معنا،  أخبرني كم مرة جئت لتجلس معنا بعد العشاء،  كم مرة شاركت أخوتك و أبناء  عمك أي مناسبة تخص أحدهم  "
" أنا هنا لشهرين لحضور عرس سديم "
قال مستنكرا لحديث جده الذي رد بسخرية " و هل فعلت برغبتك،  هل ظللت من نفسك رغبة بك بمشاركة شقيقتك سعادتها أنت حتى لم تبق معهم بالمزرعة يومين قبل العودة "
" تعرف أني لا أحب البقاء في مثل هذه الأماكن "
" أنه منزل كأي منزل،  هل طلب منك معتصم أن تذهب معه للعمل بالحظيرة "
رد زاد بلهجة حادة " أنا لم أحب البقاء فقط "
صمت صقر و عاد ليجلس على المقعد بتهالك يجب أن يخرج من شعوره بالذنب و يكمل حياته،  يجب أن يواجهه في يوماً ما ليرى أين وصل بحياته، إن استمرار شعوره بالذنب ربما يقتله يوماً ،  قال له برفق "لو طلبت شيء تفعله لأجلي زاد، هل ستفعله بني "
"نعم جدي سأفعل أي شيء تطلبه مني "
" أي شيء زاد " سأل صقر بجدية
أومأ برأسه بصمت فقال صقر بهدوء " يجب أن تذهب لتتقابل أنت و سيف "
شحب وجهه و تصلب جسده برفض و أجاب بصوت صارم
"  لماذا  "
" عليك مواجهة ماضيك زاد حتى تستطيع أن تعيش حاضرك "
" و ماذا سأستفيد من مقابلته، هل سأعيد الماضي و أمنعه من الحدوث، هل أتوسل إليه ليسامحني على فعلتي بحقه،  هل تظن أنه سيسامحني ما أن أخبره بأسفي على ما فعلته به، هل سيخبرني بأنه لا يهم و يعيش الجميع بسعادة بعدها "
" قابله لتعلم ما الذي سيقوله،  ربما ما تفكر به ليس به شيء من الحقيقة و الأمر أبسط من كل ما برأسك "
أبسط  من كل ما برأسي،  هل يمزح جده بقول هذا الحديث،  وكز صدره بإصبعه بعنف و قال بإنفعال شديد 
" الحقيقة أن ما أصابه كان بسببي، أنا أعلم ما الذي سيقوله، فأنا أخبر نفسي به منذ سبعة عشر عاماً،  أخبر نفسي به كل يوم و أنا أسير على قدمي بينما هو عاجز،  أخبر به نفسي و أنا جالس خلف مكتبي لأعمل بينما هو حبيس منزله أخبر به نفسي و أنا على فراشي لأغفو بينما هو ينتظر المساعده ليفعل،  لا تخبرني جدي أن أذهب لأنصت لشيء أنا أعرفه جيدا  "
" ترفق بحالك بني لا تكن أفكارك بهذه القتامة "
" الذي يجب أن أفكر به،هو أني من يجب أن أكون مكانه"
" حسنا أهدأ لا أحد يجبرك على شيء هنا "
جبينه متعرق و جسده ينتفض بينما يتنفس بقوة كأنه كان يركض هربا من وحش كاسر " لذا جدي لا تطلب مني البقاء هنا فلن أتحمل ذلك "
بل يجب أن تبقى زاد ما ظننت أن حالتك بهذا  السوء لذا لا يجب أن أقف صامت و أراقبك تدمر حياتك،  ضمه صقر و ربت على ظهره بعطف " لا تفكر بشيء الأن، فقط تمتع بوجودك بيننا و أسعد لشقيقتك "
أومأ زاد برأسه  و هو يبتعد عن جده " حسنا جدي "
" أسترح  الأن حتى موعد العشاء "
أومأ بصمت و هو يرافق جده لباب حجرته ليغلق الباب خلفه و هو يستند عليه بتهالك،  لم لا يتركونه و شأنه فقط. لا يريد الحديث عن الماضي فهو حاضره و مستقبله و لم ينس للحظة.

 لك في قلبي سكن  Where stories live. Discover now