العودة ♡♡ لك في قلبي سكن ♡♡ صابرين شعبان

1.6K 71 18
                                    

العودة، نقطة من بداية السطر

حمل حقيبته الصغيرة على ظهره بعد سماعه صوت الطيار و هو يعلن عن هبوط رحلتهم للأرض بسلام،  تحرك مع الجموع بالطائرة ليغادرها متوجها للمطار الذي كان ينتظره به والده. فور خروجه سمع صوت والده يهتف باسمه بلهفة
" زاد بني "
أندفع متوجها إليه و ضمه بقوة " كيف حالك أبي "
" بخير بني،  أخبرني أنت كيف حالك،  اشتقت إليك زاد كل هذا الوقت لا تأتي لرؤيتنا "
" اعتذر أبي،  العمل،  تعرف الوضع أكثر مني "
تلفت رأفت حولهم و نظر لخلفه قائلاً  بحيرة " أين هى زوجتك بني،  ألم تأتي معك "
قال زاد بملامح جامدة " لا "
رد والده بخيبه " ظن جدك و جدتك أنكم  ستأتون معا "
رد بلامبالاة " أسف لتخيب ظنهم و لكني و روان تطلقنا "
نظر إليه رأفت  مصعوقا  " ماذا قلت زاد "
رد بلامبالاة " لقد انتهى زواجنا لا تكن متفاجأ أبي الجميع كان يعلم أن علاقتنا لم تكن بخير  في الشهور الأخيرة"
في الحقيقة و للدقة للسنوات الأخيرة منذ زواجهم و رؤية ما هو عليه في الحقيقة كل ما قالته من قبل كان مجرد هراء فقط و ظنت أن  المال و الحياة بالخارج ستكون تعويض كاف لها عن زوج مشوه الجسد " متى حدث هذا بني أنت لم تخبرنا "
كان الحديث عن زواجه يشعره بالملل و لكنه يعلم أن والده لن يتوقف عن إلقاء الأسئلة حتى يعلم كل شيء لذا قال " لم أخبركم حتى لا تتضايقوا و تظنوا أنه يمكنكم  الإصلاح فيما بيننا، و متى؟ منذ ستة أشهر "
صعد للسيارة بجانب والده الذي هتف بقوة غير مصدق
" ستة أشهر،  و لم نعلم،  لم أبعدتنا لهذا الحد حتى تفترق عن زوجتك و لا نعلم  و نكون بجانبك "
" أبي أنا لست صغير لقد تخطيت الثانية و الثلاثين منذ وقت طويل و لم أعد ذلك المراهق المضطرب المشاعر لا تخشى علي لم يؤثر بي الأمر كثيراً  "
" كيف تقول هذا زاد لكم سنوات معا كيف لم يعني شيء "
سنوات لم يكونوا كأي زوجين طبيعيين،  تلك العلاقة لم تعني له شيء  من قبل حتى تعني الأن،  كل ما يريده هو أن ينسي الخمس سنوات الماضية من حياته معها. قال بفتور " سنوات لا تعني لي،  لذا أسترح  أنا بخير  "
علم رأفت أنه لا يريد التحدث و لكنه سيترك الأمر لوالدته فهي لن تترك خبر الانفصال يمر مرور الكرام " حسنا كما تريد "
سأل زاد براحة و قد تقبل والده حديثه و أكتفى بأجوبته المقتضبة " كيف حال جدي "
أجابه والده بحزن " لم يتعافى بعد،  لقد كانت الأزمة شديدة هذه المرة "
لا يتخيل زاد العودة لهنا و لا يجد جده  على رأس عائلتهم كما هو دوماً لذا عندما أخبره والده بتعبه قرر العودة على الفور ليطمئن عليه، و ربما أقنعه ليذهب معه للعلاج بالخارج، قال باهتمام " ماذا أخبركم الطبيب "
" لا شيء غير العناية به و الراحة و لا نتسبب له في التوتر أو الحزن لذا يفضل عدم ذكر طلاقك أمامه في الوقت الحالي  "
" سأفعل ذلك بالطبع  " لم يحتاج  زاد من والده أن يخبره بما هو مناسب لحالة جده فما كان سيفعل ذلك و يكون سببا في حزنه  أو توتره.  كان والده يقود السيارة بصمت حتى سأله زاد " كيف هى العائلة "
" سديم ستتزوج  بعد شهرين بينما معتصم قام بعمل اقتراح  جده و قام بشراء قطعة أرض كبيرة و قام ببناء مزرعة صغيرة على مقربة من مزرعة العامري و يبدو أنه يحب ذلك "
سخر زاد بحدة " سيكون مزارع و يترك مهنته "
رمقه والده بهدوء فهو يعلم لم هو متوتر  "  كما قال آمر العمل ليس بعيدا عن مهنتنا فنحن أيضاً  كنا فيما مضى مزارعون و معتصم يجيد العمل على الماكينات و يستعين بالعمال فيما يخص الباقي "
" و هل لديه أبقار أيضاً  " سخر مجددا 
" زاد  "
فرك وجهه  بتعب و قال بمرارة " أسف بابا و لكن أرجو أن لا يأتي يوم و تخبرني  بالذهاب هناك "
رد رأفت بلطف " لا تقلق بني لن يجبرك أحد على شيء "
توقف أمام المنزل ليهبط من السيارة و يخرج  حقيبته و رأفت بجانبه يضع ذراعه على كتفه قائلاً  " الجميع متشوق لرؤيتك "
" و أنا أيضاً  اشتقت للجميع "
كانت سارة تهبط الدرج مسرعة عند سماع صوت السيارة لتعلم بوصولهم  هتفت و هى تفتح ذراعيها بلهفة و دموعها تسيل بحرارة " زاد حبيبي عدت أخيرا بني "
ضم والدته بقوة يهدئها " اشتقت إليك  أمي،  كيف حالك؟  و الجميع "
" نحن بخير يا عمري،  كل هذا الوقت  زاد لا تسأل عنا "
رد زوجها بسخرية " العمل سارة و ماذا غيره يشغله عنا "
علم أن والده لم يقتنع بمبرره لابتعاده و لكنه أراد أن يخبره بطريقته المعتادة التي طالما مارسها معهم عندما يحب أن يخبر أحد منهم بأنه مخطئ.  " أين سديم و معتصم  و الجميع "
قال عمه باسما و هو يفتح ذراعيه " سيكون الجميع  هنا من أجل رؤيتك يا بطل،  حمدا لله على سلامتك زاد "
" سلمك الله يا عمي،  كيف خالتي و عمر و دعاء  "
" بخير حال،  أعرف أنك متشوق لرؤية جديك،  هيا أذهب لتطمئن عليهم و كفاك تلكؤ "
استأذن زاد من والده و عمه ليرى جده و صعدت معه والدته و هى تسأله عن أحواله و عن زوجته،  بعد ذهابهم قال رأفت  بضيق " لقد طلق روان منذ أشهر  "
قال هيثم و لم يتفاجأ  كثيراً  " أخر مرة رأيتهم معا توقعت شيء كهذا "
" المهم أن لا يعرف أبي حتى لا يتضايق "
" لا بأس،  لا أظن أحدا سيخبره و لا أظنه سيتضايق حقاً فهو لم يحب روان يوماً "
تنهد رأفت ببؤس " ظننت أن بقاءه بالخارج  سيجعله ينسى و يعيش بشكل طبيعي و لكن يبدو أني كنت مخطئ "
" لم يعد من المناسب أن تخبره بما يفعله بعد أن وصل لهذا العمر رأفت "
" ماذا أفعل إذن أتركه يضيع الباقي من حياته،  خمس سنوات زواج و لم ينجب طفل يجعلهم يتمسكان ببعضهما هل أتركه ليضيع الباقي منها و لا شيء يفعله غير العيش بالماضي الذي يقيد حياته يجب أن يتحرر منه لعيش حياته  "
" أخبرتك زاد لم يعد صغير و لا شيء بيدك تفعله "
قال رأفت بحزم " بل هناك هيثم و لكن في الوقت المناسب "
و لم يفهم هيثم ما قصده شقيقه بحديثه.

 لك في قلبي سكن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن