الفصل الأول
دخلت حلم لغرفتها لتجد آمر يتحدث على الهاتف، أشار إليها بعدم الحديث فتوجهت للفراش لتجلس عليه تستمع لحديث زوجها الذي كان يقول " نعم عمي كما تريد و لكني لا أعرف إن كانت ستوافق، فهى لا تترك المزرعة إلا لماما "
أستمع لصقر قليلاً ثم قال بهدوء " حسنا كما تريد، ليس لدي مانع إذا كانت موافقة سأوصلها بنفسي "
أغلق الهاتف بعد أن ودعه على وعد بالذهاب للزيارة و رؤيته. وضع الهاتف على الكمود بجانب السرير و بدأ بتبديل ملابسه بملابس مريحة و أستلقى على الفراش بجانب حلم التي لم تسأله عما كان الحديث الذي يتضح أنه عن بيسان التي يريد جدها أن تذهب إليه، سأل بهدوء
" متى سيعود الأولاد من عند جدتهم "
ردت بهدوء " متى تريدهم أن يعودوا سيعودون "
تنهد آمر بحرارة و أضجع على جانبه مفكرا أن محمود و سيرين غير متعلقين بالمزرعة كما بيسان رغم أن كلاهم ولد بها على عكس بيسان، مرت براحتها على وجنته الخشنة " أنت بخير آمرى "
" نعم حلمي، لا تقلقي علي "
أضجعت بدورها و دست جسدها بجانبه تضع رأسها على صدره قائلة " أعرف أنك قوي حبيبي و لكنك تتحمل فوق طاقتك و لا تريد من أحد مشاركتك همومك و هذا ما يضايقني أنك تشركنا في سعادتك و تبعدنا في حزنك "
" هل يرضيك ما تفعله بيسان حلم، هل هذا ما ستكون عليه حياتها "
"آمر وعدت نفسي أن لا أتدخل بينكم، و لكن إذا أحببت أن تعرف رأيي بالأمر فإليك و لتقتنع أو لا هذا يعود إليك، أولاً بيسان هي الوجه الأخر للعملة و هذه العملة حبيبي هى أنت، إن بيسان تشبهك بكل شيء آمر حبك للأرض و تعلقك بالحيوانات، لقد شبت بما شببت عليه أنت لقد سقيت حب هذه الأرض و هذه الحيوانات إن أدهم لديها أكثر معزة من محمود و سرين نفسهم" ضحكت بخفة و أكملت بصدق " و لكنها تحبك أكثر من أي شيء أخر لذا هى حزينة لم حدث بينكم، حبيبي لا تأتي مرة واحدة و تمنعها عن كل ما اعتادت عليه لثمان عشر عاما و تنتظر منها أن توافق و تتغير في يوم واحد "
" و هذه هى المشكلة حلم بيسان لن تتغير أبداً لفعلت خلال السنوات الماضية و أنا أطالبها بذلك و لهذا يجب أن تفعل بالقوة "
" ما عهدتك بهذه القسوة آمر، لم تريد أن تمنعها عن كل ما تحبه "
" لا أريدها أن تصبح خشنة حلم تتصرف و تعمل كالرجال ماذا سيحدث إذ ما تزوجت كيف ستكون سيدة بمنزلها "
" حبيبي هذا الأمر سابق لأوانه، عندما يأتي هذا الخاطب مؤكد هى من نفسها ستتغير "
" صحيح " قال بسخرية
قالت بلطف " صحيح، على غير ما تظن و لكن بيسان ليست خشنة كما تظنها أنها فتاة جميلة و أنثوية و رقيقة للغاية أنت ترى الجانب الجاد بها لأنه الذي تريد أن تظهره أمامك حتى لا تظنها ضعيفة و لكنها رقيقة لأبعد حد إذا تعاملت مع أحد خارج محيط عملها أنظر لعلاقتها بجدها صابر و بجدتها صفية أنظر لعلاقتها بجدها صقر مزاحها مع عميها مشاغبتها لدانية و ديم لطفها مع أخوتها بيسان فتاة مميزة كثيراً آمر عليك أن تكون ممتن أنك حصلت على فتاة مثلها تتحمل المسؤلية وقت الحاجة و تكون رقيقة حنونة في أخرى، لذا لا تقلق عليها و أتركها تعيش حياتها كما تحب و تريد و أترك الباقي للقدر "
عاد يتنهد بحرارة، هل عليه تركها تغرق أكثر في أمور المزرعة، و الباقي للقدر، حسنا و لكن لابد من بعض الضوابط لها لن يسمح لها بالتصرف على هواها بعد الأن.
" سنرى ما سيكون عندما تعود من عند جدها صقر، لقد طلب أن تذهب لهناك لحين عرس سديم "
قالت حلم باسمة " ممتاز، ستظل مع دعاء و سديم و أنت تعرفهم مؤكد سيكونون دعما لم تريده منها دون أن تخبرهم شيء "
" و هل تظنين أنها ستظل معهم كل هذا الوقت ألن تظل يومين و تعود راكضة "
" سنرى ذلك و عند عودتها قرر ما تريدها أن تفعله "
" حسنا "
عادت لتقترب منه هامسة " أخرج بيسان من عقلك الأن و ضع مكانها حلم و فكر بي قليلاً "
شدها لصدره قائلاً بصدق " أنتِ لست بعقلي حلمي أنتِ بقلبي "
" أحبك آمري "
أنت تقرأ
لك في قلبي سكن
Romanceما بين الماضي و الحاضر خيط رفيع يسمى الحيرة هل يستطيع قطعه؟ ليمضي للمستقبل، عليه أن يتقبل ماضيه، ليعيش حاضره، و لكن عندما يتدخل الماضي في المستقبل تصير حياته فوضى، أحياناً يشعر بأنه قوي حد القسوة، و أحياناً هو ضعيف حد الوهن، معها يشعر كطفل رضيع ي...