الثامن ♡ لك في قلبي سكن ♡ صابرين شعبان

514 44 15
                                    

الفصل الثامن

كانت بيسان جالسة في الخلف بطريق عودتهم صامتة تنظر للطريق ولم تثرثر كعادتها وهى في مكان واحد مع والدها،  نظر آمر إليها في مرآة السيارة الأمامية قائلاً بهدوء جاد " ما الذي يشغل عقلك بيسان،  أما زلت قلقة على عمي "
هزت رأسها نافية " لا بابا، لست قلقة على جدي،  أرى أنه بخير و سيجتاز أزمته "
" ماذا هناك إذن "
" بابا بخاطري سؤال و لكني أخشى أن تتضايق مني لو سألته "
" لا شيء ستقولينه سيضايقني حبيبتي،  أسألي ما بدا لك "
تدخلت حلم قائلة بجدية " لم لا تؤجلا الحديث لحين نصل بسلام ويمكنك الحديث مطولاً وحدكما "
" معك حق حلم،  لا بأس بابا فيما بعد "
" هل الأمر خطير لهذا الحد "
ضحكت بيسان بمرح " خطير،  أنها كلمة كبيرة بابا تذكرني بما مررنا به منذ زمن كانت مناسبة لذلك الوقت "
قالت حلم بحنق " ألم أقل لا حديث بيسان،  هل هذه ذكريات تذكرينا بها و نحن على الطريق "
قالت باسمة " حسنا سأصمت "
ابتسم آمر وغمزها بشغب لتبادله بيسان غمزته بمرح فكلاهم يعلم أن حلم لا تحب تذكر تلك الفترة وخوفها الشديد على والدها خاصة عند سفره مع عمها وذهابه  لمنزله مع والدتها و عودته معهم مصاب، قالت حلم بجدية "آمر هل لاحظت أن خالتي صفية ليست بصحة جيدة هذه الفترة"
أنصتت بيسان باهتمام فهى أيضاً لاحظت ذلك كانت ستخبر والدها عن ذلك،  قال آمر موافقا " نعم حلم،  لقد لاحظت ذلك و كنت سأخبركم أني هذه المرة سأجبرها للمجيء للمزرعة و العيش معنا، ولكن كنت انتظر لأتحدث مع بجاد في ذلك "
" يمكن لسارة و سيف البقاء مع محمود و سيرين لدى والدتي آمر لن تتضايق منهم "
" ربما عمي صابر يظل معهم كما هو الأن لحين انتهاء العام لم يبقى الكثير و يعود الجميع،  والعام القادم تظل دانية بشقتها معهم و يذهب إليها بجاد من وقت لأخر يطمئن عليهم "
قالت بيسان ساخرة " تريد إقامة الحرب بالمزرعة إذن،  فلؤي لن يسمح بذلك و لن يدع بجاد يخرج من المزرعة كلما بدا له  "
رمقها والدها بحنق " بيسان تأدبي أخبرتك لا تدعي أي من عميك باسمه مجردا "
ردت بملل " بابا لا تكون متزمت فكلاهم لا يمانع لم تتضايق أنت "
" كفي عن قلة أدبك بيسان و إلا سأعيد تربيتك من جديد و هذه المرة الأخيرة التي أنبهك بها فلم تعودي صغيرة، بعد ذلك لي تصرف أخر "
قبل أن تجيب تدخلت حلم قائلة بحزم " وهذا نهاية الحديث لحين نصل وهذا لكلاكما "
أكملا الطريق بصمت و عادت هى تتطلع من النافذة تراقب الطريق بضيق حتى وصولهم لتخرج ذاهبة لغرفتها بصمت دون أن تتحدث مع أحد،  سأل بجاد فور رؤيتهم
" هل عمي بخير،  ما بها بيسان "
قال آمر يطمئنه " بخير بجاد لا تقلق،  مرت أزمته "
" حمدا لله،  ولكن ماذا بها بيسان،  هل كانت تريد البقاء و أنت لم تقبل "
تمتم آمر بحنق " قليلة أدب "
" ماذا حدث "
قالت حلم باسمة " آمر غضب منها كونها تذكركم باسمائكم و لا تقول عمي "
ضحك بجاد " تلك الشقية،  آمر لا تغضب نحن لا نهتم حقاً و لا نمانع "
" بل يجب أن نهتم بجاد،  لديها أخوة و أخوات و أبناء أعمام الجميع سيقلدها بذلك،  يجب أن تحترم الكبير و لا تتعدى حدودها معكم "
قالت حلم بقلق " حسنا أهدأ آمر و أنا سأتحدث معها "
" لمتى حلم،  لمتى ستظل عنيدة و يابسة الرأس هكذا "
" أخي لا شيء يستدعي غضبك منها لهذا الحد "
كان بالفعل غاضب و لكن ليس لهذا فقط،  بل غاضب من كل شيء يخص ابنته وحياتها،  أشاح بيده بتعب
" سأذهب لغرفتي لدي صداع حاد  "
قال بجاد بحزم " معه حلم لا تتركيه وهو بهذا الحال "
أومأت بصمت و ذهبت خلف زوجها و هى تعلم جيدا ما الذي يؤرقه..

 لك في قلبي سكن  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن