مشهد خاص / قلب مغلق للصيانة

Start from the beginning
                                    

جاءت يقين من الداخل واندهشت من وجود ظافر فهي لم تسمع صوت الباب....

وكان خلفها يسير محمد الذي يقترب من عامه الثالث ويمسك طرف منامتها بعد أن أخذ حمام دافئ:

-أنتَ جيت امته يا ظافر؟!.

-لسه داخل يعتبر مبقاليش كتير.

ركض محمد ناحيته بخطوات سريعة حتى أنه سقط فنهض ظافر ليحمله من فوق الأرض مُقبلا وجنتيه بحب وحنان رهيب....

هنا قالت يقين بنبرة عادية:

-تمام عقبال ما تأخد دش وتغير هدومك أكون حضرت العشاء.

هز رأسه بإيجاب وهو يجلس بجانب راشد مرة أخرى محاوطًا أياه بذراعه بينما محمد يجلس على فخذيه محاوطًا عنق والده بتملك شديد ويثرثر مع والده بكلمات قد تبدو مفهومه أو غير مفهومة..

_____________

"بداية السابع عشر من فبراير"
" الواحدة بعد منتصف الليل"

بعد تناول العشاء...
وبعد أن خلد الصغار إلى النوم ويبدو أن الحظ حالف يقين اليوم بأن طفلها الأصغر محمد قد خلد إلى النوم مبكرًا تلك الصدفة لا تحدث في الغالب إلا قليلًا...

فذهبت هي لأخذ حمام دافئ حتى تمسح به عناء اليوم، ثم ولجت إلى الغرفة لتجده يتحدث في الهاتف وهو مستلقي على الفراش ومن كلماته فهمت بأنه يتحدث مع عثمان كعادتهما في نهاية اليوم حينما باتت ضغوط الحياة لا تجمعهما كل يوم كما كان في السابق، تحديدًا بسبب عدم ذهاب ظافر إلى متجر حنان كثيرًا، ولأن بات يعمل به أحد غير عثمان الذي بات مشرفًا على العاملين به كعمل إضافي ولكن عمله الأساسي أصبح محاسب في أحدى الشركات الخاصة بالمنشأت.

جلست بجانبه على الفراش تقوم بوضع بعد مستحضرات التجميل على يدها وبعدها أتت بنوع أخر لتضعه على بشرتها....

حينما أنتهى من مكالمته وكانت هي أنتهت من فقرتها تلك أمسكت هاتفها وأخذت تتصفح بلا هدف وبملل رهيب، غير منتبهة لم ينظر لها بعمق ويحاول فهم ما ينتابها منذ عدة أيام...

حسنًا ليس هناك شيء ملحوظ تفعله قد يوحي له أنها منزعجه من شيء ولكن في الوقت ذاته يبدو من طريقتها وحديثها بأن هناك شيء...

أعتدل ظافر في نصف جلسة قائلا:

-أيه يا يقين؟!.

نظرت له يقين بعدم فهم وبكلمات قد قامت بعدها للخروج منها:

-أيه يا ظافر في أيه؟!.

-مفيش حاجة هيكون في ايه يعني أنا بس حاسس أن بقالك يومين تلاتة متغيرة.

النساء هن النساء يا عزيزي قد تجعلك تعلم بكل الطرق الممكنة بأنها غاضبة أو هناك شيء يزعجها ولكنها لن تعترف قولًا...

قلب مُغلق للصيانة / كاملةWhere stories live. Discover now