-Chapter 19-

94 13 6
                                    

انتهينا أنا و بيانكا من تقشير و تقطيع البصل، و لم أعد أشعر بعيناي
ذهبت لغسل وجهي في النهر القريب و كانت بيانكا معي
"ماذا سمعتي عن ديريك؟"
نطقت بيانكا تكسر حاجز الصمت
"لما انتي مهتمه؟"
"أريد معرفة نوع الهراء الذي صدقتيه"
توقفت عن غسل وجهي لتتوقف هي أيضا و جلسنا أمام النهر نقابل بعضنا
"سمعت من والدتي أنه تركنا عندما علم أنها حامل بي، لأنه لم يرد تحمل مسؤولية إنجابي"
"في الحقيقة أجل لقد ترككما..لكن لم يكن ذلك السبب"
"إذا كنتِ تعلمين و رغم ذلك.."
"لتعلمي السبب الحقيقي بعدها هاجميني"
إستقمت غير راغبه في سماع المزيد منها، و توجهت حيث نيترا و البايتر الذين كانوا يتناولون الفراولة.
"رائحة بصل تفوح منك"
قالتها نيترا و هي تضحك علي
"نيترا"
قلتها بغضب لتضحك و هي تحاول تهدأتي
"أسفه أسفه"
"هل تريد الحاكمة بعض الفراولة؟"
"لا أريد التوت البري"
"ألا تأكلين غيره؟ كنتِ تحبين اللحم أكثر من غيره"
"و الأن أحب التوت هل من مشكله؟"
"حسنا لا تغضبي"
ضحك البايتر ليقاطعنا قدوم السيدة ليتون.
"لا يزال لدي الكثير من البصل لتقطيعه، تشاجرا مجدداً"
"لا لن أفعل أعدك"
قلتها و انا أكاد أبكي، ذلك العقاب أسوء من عقاب والدتي.
"سيجهز الطعام قريباً، تعاليا قرب النار فنحن نحتفل هناك"
"قادمتان"
أجابتها نيترا، بينما كنت أنظر ناحية النهر أرى بيانكا تلمع سيفها الضخم
"ايفانورا هيا بنا"
قاطعتني نيترا
"حسنا"
قلتها لأسبق نيترا التي بقت خلفي
°
°
نيترا...

أسرعت ايفانورا أمامي بينما توقفت لأرى أين كانت تحدق
رأيت بيانكا أمام النهر تجلس بمفردها
ذهبت ناحيتها لألقي التحيه
"مرحبا بيانكا"
إلتفت ناحيتي تبتسم
"أهلا بالأميره"
"لست أميره هنا..فقط لتناديني بإسمي"
"ألن تذهبي للإحتفال؟"
"بلا دعينا نذهب معاً"
"أفضل البقاء هنا للحراسه، قد تهاجم الذئاب في أي لحظة"
"بيانكا الذئاب تخاف منك بالفعل هيا لا ضرر من أن نستمتع قليلاً"
زفرت الهواء من صدرها لتجيبني بينما تستقيم
"حسناً، لكن لن أجلس بالقرب من البنفسجية الحمقاء"
مشينا معاً و أنا أحدثها، شعرت بأن علاقتهما سيئه فحاولة إصلاح ذلك
"ايفانورا حساسه قليلاً فيما يتعلق بأسرتها فهي لم تعش حياة جيده"
"ذلك ليس عذراً لحماقتها، من يصدق شئ دون دليل؟ فقط لأنه سمع بذلك"
"اعلم بأن ذلك خطأ..لكن والدتها كانت تصب غضبها من فعل والدها عليها، و هي الأن تمقته جداً كما لو إمتصت حقد والدتها كله"
"كيف يمكن للأم أن تعامل إبنتها هكذا؟"
"لا أعلم حقاً إن كانت والدة ايفانورا تملك قلباً حتى..دعينا ننهي النقاش فقد وصلنا"
قلتها عندما أصبحنا قريبين جداً من مكان تجمعهم، كانت ايفانورا تجلس بجانب السيدة ليتون و هناك مجموعة من الأهالي يتراقصون حول القدر الكبير و أخرون يغنون.
جعلني ذلك أتذكر ما حكته لنا ميردا..أشعر أنني دخلت لعالم تلك القصه
"نيترا تعالي"
نادتني ايفانورا لأمسك يد بيانكا و أذهب راكضه لها
جلست بجانبها و جلست بيانكا بجانبي
"أحضرت صحن الفاكهة، ماذا تردنا؟"
"توت بري"
"فراولة"
أجبتها أنا و ايفانورا بينما حدقت بها بيانكا لتغمز لها السيده ليتون
"توت لايفانورا و فراولة لنيترا و البرتقال لن يذهب إلا لبيانكا"
إبتسمت لها بيانكا، كما لو كانت تنتظر تلك الإجابة
أعطتنا الفاكهة لتقول و هي توجه حديثها لايفانورا
"منذ وصولك لم أرك تتناولين سوى التوت، انتي تذكريني بذلك المجنح"
اتسعت أعين ايفانورا لتجيبها و هي تكاد تقفز من مكانها
"هل تعرفين ألفير؟"
"اوه إذا لقد تقابلتما، قابلة الحاكمة حارسها"
إبتسمت ايفانورا
"أجل لقد قابلته"
"هل تستطعين أن تخبريني كيف؟"
قاطعنا ذلك الرجل العجوز الذي كان يحكي لنا قصة والد ايفانورا
إلتفت ايفانورا ناحيته لتجيب
"بالتأكيد"
جلس أمامنا و بدأت ايفانورا تقص لهم كيف قابلته و ما قال لها من قصص و كيف حررت آدي و الحكيم و الأخرين
كنا انا و بيانكا نستمع و نتناول الفاكهة و البايتر إستقروا في حظن السيده ليتون التي دمعت عيناها و هي تستمع لايفانورا بينما كان الرجل العجوز يستمع لها بإنتباه شديد و هي تروي لنا بشغف و كأنها تريد من الحياة أن تسمعها لتعيد لها حياتها السابقة.
بدأت الدموع تخرج من عينها عندما وصلت لذلك الجزء من القصة..حيث تم حبسهم أمام أعينها و كيف تم قتل والدتي و لن أكذب فقد بدأت الدموع تزين عيناي
"يا إلهي كيف تحملتما كل ذلك"
قالت السيدة ليتون و هي تمسح دموعها
"لن يتحمل ذلك سوى فتاتان قويتان..أنتما تذكراني بديريك و راولد"
"أرجوك يا سيدي هل يمكنك إكمال القصة؟اود معرفة كيف كان والدي و والد ايفانورا صديقان"
"يبدوان مثلكما تمام..لم يترك ديريك صديقه يوماً و كان راولد يتسلل ليلاً فقط لمقابلة صديقه، كانا العون لبعضهما و الحافظا لأسرار بعضهما"
"أخبرنا قصة ديريك العظيم مجدداً"
قالت بيانكا و هي تكاد تقفز من مكانها..جعلني ذلك أشعر أن ديريك يعني لها الكثير تماماً كما يعني ألفير لايفانورا
"طالما لم يجهز الطعام بعد فدعونا نقص القصه"
تجمعنا حوله و آتى سكان القرية الأخرون ليستمعوا، و الأن لنكشف ما فعله كي يلقب ديريك العظيم...
°
°
<ديريك لوان>
°
°
بعد موت والده و تأثره بذلك، سكن غرفة المختبر لم يغادرها يوماً..قرر صنع الترياق بنفسه.
حاول العلماء في القرية منعه فتلك السوائل الملونه ليست لعبه
"ديريك نعلم أنك مستاء لموت والدك لكن أترك هذه الغرفة"
كان العالم يمسك يحاول سحبه لخارج الغرفة بينما ديريك الصغير متمسك بالطاولة
"لن أخرج لن أفعل، سأصنع ما أراد والدي صنعه"
"دعه.."
قاطعهم صوت من خلفهم، كان أحد أمهر العلماء و المنافس لوالد ديريك
"ماذا تعني بدعه؟ إنه طفل"
"إنه إبن لوان لا تستهزء به فربما كسب معرفة و خبرة والده..دعه يقوم بما يريد و لكن تحت مراقبتي أنا"
صمت العلماء يحدقون ببعضهم، ليترك ذاك العالم ديريك و يرحل فلحق به الباقون.
"حسنا ديريك، أرني ماذا يفعلون رجال لوان"
قالها و هو عاقد يداه أمام صدره، ليلتف الصغير ديريك ناحية ملاحظات والده و كتبه
بدأ يكتب و يجمع المكونات التي تسببت بموت والده ليكون الوصفه و يدون ملاحظاته عليها..تحت إنبهار من كان يراقب
فتح كتاب و قرأه و دون ما به بطريقة تختصر عليه كل المعلومات و أمسك بالكتاب الأخر يفعل ذات الأمر.
لاحظ العالم في طريقة ديريك أنها لم تكن المره الأولى له فقرر سؤاله
"هل كنت تفعل ذلك كثيراً؟"
أجابه و هو منشغل بعمله
"أحببت القراءه عن علوم الطبيعه لذلك كنت أقرأ و أدون ما قرأته و كنت أساعد والدي أحياناً في كتابة ملاحظاته"
أعجب العالم و جلس على الأرض يراقب ذلك الطفل و هو يأخذ كتاب و يتلوه كتاب أخر بكل شغف.
بعد أسبوع إنتهى ديريك من كتابة ملاحظاته و ملخصاته وكان العالم ينام عنده في المنزل، فرغم معرفته بحذر ديريك مع المواد الكيميائيه إلا أنه لا يزال صغيراً ولا يجب تركه.
كانت زوجة العالم تأتي للمنزل و تحضر الطعام ليأكلوا جميعاً ثم تغادر، و لم تكن منزعجه من إشغال زوجها عنها فقد أحبت ديريك كصغير لها فهي كانت مريضه عاجزه عن الإنجاب

ساحرة نيتروس ~ Nitros witchWhere stories live. Discover now