الفصل السابع والعشرين ( فرصة أخرى أخيرة )

Start from the beginning
                                    

كان كلاً من عابد وزيد يجلسان بإنتظار خروجه لهم، ليخرج مالك الذي نظر إلى زيد وهو يبتسم، كذلك زيد الذي بادله نفس النظرات المُشتاقة بعدما نهض، ليقترب منهم مالك الذي جلس أمامهم، ليوجه نظره نحو عابد الذي كان ينظر له بهدوء، ليبتلع مالك ريقه وهو يقول بنبرة هادئة من وسط إبتسامته:

-" عامل إيه يا عُبد".

أومأ عابد برأسه ليقول بنبرة هادئة:

-" كويس متشغلش بالك بيا، أنت عامل إيه".

أومأ مالك برأسه وهو يبتسم بإتساع، ليعود بنظره إلى صديق عمره الذي ود لو نهض ليأخذه بين أحضانه، حتى تحدث زيد قائلاً بنبرة مرحة:

-" كلها أقل من شهر وتخرج، أنجز بقى يا عم عايز أدفي إيدي".

ضحك مالك ليقول بنبرة مرحة تماثله:

-" مش قولتلك على جثتي تتجوزها، ولا أنا مليش كلمة في البيت دة".

رفع زيد حاجبيه ليقول بعجرفة وإنتصار وهو يوزع نظره بينه وبين عابد:

-" مادام عُبد وافق يبقى ملكش كلمة يا صاحبي، خيرها في غيرها".

ضحك مالك، كذلك عابد الذي إبتسم رغماً عنه وهو ينظر لهم، ليتحدث مالك قائلاً بنبرة طغى عليها حُبه من أجل صديقه:

-" مبروك يا صاحبي، ليك عليا أخرج من هنا وأولعلك الدنيا".

أومأ زيد برأسه ليقول بنبرة هادئة وهو يبتسم:

-" ودة إللي أنا واثق منه، بس أوعى تولع فيا بجد أنا ما صدقت".

كان مالك ينظر له وهو يبتسم، ود لو يتحدث معه براحة، ولكنه عاد بنظره إلى عابد ليتساءل بنبرة مُتلهفة:

-" أمي عاملة إيه".

إبتلع عابد ريقه ليقول بنبرة هادئة:

-" بخير بتسلم عليك".

إبتسم مالك وهو ينظر له، ليتساءل مرة أخرى بإهتمام:

-" وأحلام عاملة إيه؟ أمي كانت قالتلي أخر مرة إنها قربت تيجي من العمرة، تقريباً هتيجي بكرة صح؟".

نفى عابد برأسه ليُجيب بنبرة هادئة:

-" جت من يومين، وعزمونا النهاردة على الغدا".

أومأ له مالك برأسه وهو يبتسم، ليقول بنبرة لينة:

-" سلملي عليها وعلى أفنان، ورزان كمان عرفوها إني قربت أخرج علشان تتعفرت شوية".

أومأ له عابد برأسه وهو مازال يعامله بنفس جموده، ليتحدث زيد قائلاً بنبرة هادئة:

-" ياسيدي أخرج أنت وملكش دعوة، عايزين نرجع لأيام زمان بقى".

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now