الفصل الخامس والعشرين ( زواج بنكهة جنازة )

Start from the beginning
                                    

-" أصل يعني النهاردة كلنا هنتجمع ونخرج سوا".

كان رشاد ينظر لها بهدوء، ليتحدث قائلاً بجدية:

-" مسألتكيش يا دكتورة، النهاردة بليل أبعتيلي شيت بأسماء الطلبة إللي سلمت المشروع".

أومأت سجدة برأسها وهي تنظر له بحرج وضيق ظهر عليها، ليذهب رشاد من أمامها دون أن يتحدث في أي شيئاً أخر، لتنظر في أثره قليلاً، حتى تأفأفت وهي تشعر بالضيق مما حدث.

كانت أحلام تجلس بالغرفة شاردة باللاشيء من أمامها، حتى ولج إليها كلاً من عابد وشادية، لتعتدل أحلام حتى أقترب كلاً منهم يجلسون على الفراش معها، ليتنهد عابد وهو يتحدث بنبرة مرحة بعدما جلس بجانبها قائلاً:

-" جرا إيه يا عروسة، حتى في كتب كتابك متأخرة ولسة ملبستيش".

إبتسمت أحلام قليلاً لتقول بنبرة هادئة:

-" مستنية العصر يأذن وبعدين هصلي وألبس".

أومأ لها عابد برأسه وهو ينظر إلى شادية التي كانت تجلس أمامها، لتقترب منها شادية قليلاً تضع يدها على قدم أحلام وهي تتودد إليها بأعينها قائلة بنبرة أظهرت قلقها عليها:

-" أنتِ مبسوطة يا أحلام، يعني راضية عن الجوازة دي؟".

نظرت لها أحلام قليلاً بصمت لاحظه كلاً من عابد وشادية، لتبتسم وهي تقول بنبرة ساخرة:

-" وهو لو أنا مش راضية كنت وافقت ليه من الأول، متقلقيش يا ماما".

تنهد عابد وهو يعتدل في جلسته ينظر لها، حتى تحدث قائلاً بجدية:

-" شوفي يا أحلام، أنتِ عارفاني.. وعارفة إني مقدرش أشوف عيالي عايشين عيشة مش على هواهم ولا راضيين عنها، أنا مش هقدر أشوفك متضايقة وزعلانة، ورغم إني عارف إن عادل كويس وهيحافظ عليكي، بس بردوا أنتِ عندي أهم من أي حد، ورضاكي عندي أهم حاجة، متوافقيش بحاجة لمجرد إنها موجودة قدامك وخلاص، دة عمر.. عمر جاي هتعيشي عيشة تانية مع واحد بيحبك، حاولي أنتِ كمان تحبيه".

كانت أحلام تستمع إليه بهدوء تُحسد عليه، بل لم يؤثر بها حديثه من الأساس، وكأنها فقط تستمع إلى حديثه بتركيز حتى تُرضيه لا أكثر، لتلوح برأسها تنظر إلى شادية التي بدأت الحديث بقولها بنبرة لينة:

-" أنتِ تستاهلي كل خير يا أحلام، ربنا مبيجيبش لحد حاجة وحشة، كل واحد فينا قدره مكتوب، وقدرك أهو جه علشان يكتب عليكي النهاردة وياخدك معاه لبيته، وصدقي أمك والله يا أحلام ما هتلاقي أحسن من عوض ربنا".

كانت أحلام تستمع لها وهي تومىء برأسها بهدوء على كلماتها، لتبتسم أحلام وهي تنظر لها، حتى تحدثت قائلة بنبرة هادئة:

-" العصر بيأذن، هقوم أصلي وألبس.. وأنتوا كمان ألبسوا يلا وخلي أفنان تيجي تلبس".

حتى ألتفت لتنظر إلى عابد وهي تقول بنبرة سريعة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now