الفصل الرابع والعشرين ( عودة حميدة )

Start from the beginning
                                    

تعلم بأنها قد تكون أخر مُقابلة بينهم، وأخر حديث قد يدور بينهم، وأخر نظرة مُحبة بالعين، تعلم بأن اليوم قد دُفنت مشاعرها، وحُكم عقلها، وقد أصبح قلبها وكل ما به من ذكريات ومشاعر بالمرتبة الأخيرة، لن يعود أي شيء كما كان، ولن تحاول خلق مشاعر جديدة لها، سوف تعيش الباقي من حياتها مُجردة من الشعور بالحُب، وكأن تلك التجربة قد أخذت منها جميع ما كانت تملكه يوماً من مشاعر.

أنهى هاشم عمله، ليعود إلى المنزل، سُرعان ما قامت جنة بفتح الباب عندما لاحظته من الشُرفة، لينظر لها هاشم بعدما فتحت له الباب، حتى هبط إلى مستواها يقوم بمعانقتها وهو يُقبلها من وجنتها بدلالٍ إعتادت عليه منه، ليعود بنظره إليها وهو يُحادثها بلغة الإشارة:

-" يحيى وماما فين".

حدثته جنة بلغة الإشارة وهي تقول بأن يحيى يجلس بالداخل، وكريمة بغرفتها لم تخرج منذ الصباح، ليعقد هاشم حاجبيه، وقبل أن يُفكر خرج إليه يحيى من الداخل ليتحدث قائلاً بنبرة هادئة:

-" كويس إنك جيت بدري يا بابا، ممكن تشوف ماما علشان شكلها تعبانة ومش عايزة تتكلم مع حد فينا".

تعجب هاشم من كلماته، ليترك يد جنة وهو ينظر إلى يحيى قائلاً بنبرة هادئة:

-" خد أختك وأدخلوا لحد ما أشوف في إيه".

أومأ يحيى برأسه، ليلوح لجنة برأسه أن تذهب معه، حتى ذهبوا من أمامه ليتجه هو نحو غرفة النوم، حتى قام بفتحها بعدما دق الباب، ليجد كريمة تتسطح الفراش، أقترب منها هاشم ليجلس على طرفه وهو يُفيقها بهدوء قائلاً بنبرة هادئة:

-" كريمة".

فتحت كريمة جفنيها بإنزعاج، لتلتفت تأخذ الوسادة تستند عليها وهي تقول بنبرة ناعسة:

-" في إيه يا هاشم، مش شايفني نايمة".

تجاهل هاشم حديثها وهو يتساءل بنبرة مُتعجبة:

-" يحيى وجنة قالولي إنك تعبانة، مالك في إيه؟".

نفت كريمة برأسها لتقول بنبرة هادئة على غير العادة:

-" مفيش حاجة أنا كويسة".

ضيق هاشم جفنيه، ليعتدل في جلسته قليلاً ينظر لها بترقُب وهو يتساءل بنبرة مُشككة:

-" يعني حاسة بإيه بالظبط؟".

أعتدلت كريمة في جلستها لتنظر له وهي تقول بنفاد صبر:

-" مش حاسة بحاجة يا هاشم قولتلك مفيش حاجة، سيبني أنام بقى".

ظل هاشم على وضعيته قليلاً وهو يُحاول إستشفاف أي شيء على وجهها، ليتحدث قائلاً بنبرة حاول جعلها طبيعية:

-" طيب تعالي ننزل نكشف، علشان تطمني على نفسك".

نظرت له كريمة بعدما أقتربت منه وهي تقول بجدية:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now