الفصل الأول

1.5K 19 5
                                    

المبادئ ما هي إلا سلم نقف على درجاته خلال الحياة

أحيانا نصعد درجة أو بضعة درجات

و أحيانا أخرى تنزل درجة

لكن كن على علم أن الصعود شاق والنزول سهل حد الانزلاق فقد تجد نفسك قد وصلت سقوطاً حتى الدرجة السفلى في لمح البصر مع أول تنازل تتوالى بعده المزيد من التنازلات

: المقدمة

شهم الحي

اشراقة الشمس هي البداية دائما, بداية الحكاية

بداية كل قصة مختبئة خلف تلك النوافذ الخشبية المغلقة و المحيطة بشرفة غرفته الضيقة

أخذ نفسا عميقا من سيجارة بخسة الثمن رديئة المكونات تحرق القلب أكثر مما هو محترق مطرقا برأسه ينظر الى الطريق الضيق من شرفة أكثر ضيقاً لا تكاد تتسع سوى الموضع قدميه

و على الرغم من ذلك فتلك الشرفة تعد منفذه على عالم واسع يختطفه ولو لدقائق من العالم الضيق الكاتم للنفس و الملقى خلف ظهره خلف أبواب تلك الشرفة تحديدا

زفر نفساً آخر و كأنه يتند تنهيدة مثقلة وهو يراقب الباعة يتوافدون بعضهم بنشاط والآخر بتكاسل يجر خيبة مماثلة لخيبته

بعضهم يفترش الطريق ببضاعة قد تكون أقل ثمنا من ثمن علبة سجائره الرديئة

و البعض الآخر يجر عربة لا تغلو بضاعتها كثيراً عن السابقة

شردت عيناه في وجوه البشر وهو يسجل حكاية كلاً منهم . بعضهم يعرفه حق المعرفة و يعرف حكايته منذ يوم مولده و البعض الآخر لا يعرف عنه الكثير فيتبرع بتأليف حكاية له في خیاله

مستمداً تفاصيلها من معالم الألم والابتسامة أو الغضب البادية على تلك الوجوه

أما النوافذ فقد كانت قصة أخرى . فهي تخفي خلفها حرمات البشر وهو يأنف التلصص الى الحرمات

لكن تباً لتلك الهواية الغبية التي تلتهمه في رسم قصص خلف النوافذ

اه ها هي نافذة جاره لؤي تفتح تحديدا نافذة غرفة نومه!

لؤي جاره شاب في منتصف العشرينات وهو عريس جديد

لا يعد جديداً! فقد مر على زفافه سبعة أشهر و زوجته سمية تحمل طفلا في شهرها السادس

و مع ذلك تصر العروس المنتفخة على فتح نافذة غرفة نومهما مرتدية أحد أقمصة نومها والتي يكاد أن يكون قد كون فكرة عن تلك الباقة اللطيفة متعددة الألوان والأطوال و الشفافية من كثرة ما رآها أول نظرة قبل أن يخفض عينيه بسرعة

و ما لم يره عليها يراه منشوراً بوضوح على حبال الغسيل!! دون تغطية

ما بالها لا تهتم! و ما باله زوجها العريس نائم لا يستشعر الهواء البارد الضارب في مؤخرة عنقه ككف عريضة تطالبه بالاستيقاظ و ستر زوجته.. فلو كان الهواء ينطق لهتف به انهض يا عترة و غط زوجتك

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~Where stories live. Discover now