الفصل الثامن عشر ( داءه، ودواءه )

Start from the beginning
                                    

-" هحاول أجيبلك إذن".

أومأت له شادية برأسها، لتنظر إلى عابد الذي تنهد ليُحيد بنظره بعيداً عنها، حتى وجهت نظرها إلى كلاً من هاشم ورشاد وبلال الذين بادلوها النظرات بأخرى مُطمئنة.


كانت رزان تؤدي فرض العصر، لتُنهي صلاتِها حتى ظلت جالسة على مصليتها تدعي الله بكل ما يجول بخاطِرها، حتى أنتهت لتنهض وهي تحمل مصليتها، ولكنها توقفت عندما دق باب المنزل، لتذهب تقوم بفتحه، حتى وجدت أمامها بسام.

نظر لها بسام وهي ترتدي عباءة الصلاة خاصتها، ليُطالعها قليلاً بشرود وهو يُهيم بمظهرها الذي آثر بقلبه، سُرعان ما أحاد بنظره عنها بعد ثواني وهو يبتلع ريقه قائلاً بنبرة مضطربة:

-" أنا آسف إني جيت من غير معاد، بس كنت جاي أشوف الحج عُمران".

تعجبت رزان من مجيئه، ولكنها لم تظهر ذلك لتلوح برأسها وهي تبتعد قليلاً عن الباب قائلة بنبرة هادئة:

-" بابا مش موجود".

لتُزيح له الطريق من جانبها وهي تُشير بيدها للدخول قائلة بنبرة هادئة:

-" أتفضل هو زمانه جاي".

نفى باسم بيده حتى كاد أن يتحدث، لتستوقف حديثه والدة رزان التي أنضمت إليهم عاقدة حاجبيها بتعجُب اثر وقوف رزان لكل ذلك الوقت، لتبتسم تلقائياً بسعادة عندما رأته وهي تقول بنبرة مُرحبة:

-" إزيك يا بسام، إيه المفاجئة الحلوة دي تعالى أتفضل".

إبتسم بسام وهو يشعر بالحرج الشديد أثناء قوله بنبرة حرجة:

-" الله يخليكي، أنا آسف والله مكنتش أعرف إن الحج مش موجود، أنا بس جيت لأني بتصل بيه ومش بيرد، وكمان بتصل بآنسة رزان ومش بترد، ف قلقت يكون في حاجة".

عادت سامية بنظرها إلى رزان لتتساءل بجدية:

-" مكنتيش بتردي على خطيبك ليه؟".

نظرت لها رزان بتعجُب أثر تلك الكلمة، لتتنهد بعمق حتى تحدث بسام قائلاً بنبرة هادئة:

-" حصل خير أنا أتطمنت عليكم، هستأذن أنا ولما الحج ييجي هبقى أحاول أوصله إن شاء الله".

أستوقفته سامية لتقول بنبرة مُتلهفة:

-" والله ما يحصل لازم تخش، ريح رجلك من السلم شوية".

تعجب بسام من كلماتها، ولكنه لم يُعلق عليها ليبتسم بمُجاملة وهو يقول بنبرة رزينة:

-" المرة الجاية إن شاء الله، وآسف إني أزعجتكم".

ليبتسم لهم مرة أخرى وهو يودعهم، حتى كاد أن يلتف ولكنه إستمع إلى صوت خطوات صاعدة، لتبتسم سامية وهي تقول بنبرة سعيدة:

عُمارة آل نجم.Where stories live. Discover now