السادس والخمسون

ابدأ من البداية
                                    

دخلت ثراء الي غرفه زوجه ابيها بينما جلست تمشط شعر ابنتها وتنظر لها لتنظر لهم ثراء بتقييم : ايه القرف ده ....ضفيره ايه اللي بتعمليها ليها
جزت دلال علي أسنانها بينما طفح الكيل لتقول لابنتها : قومي يا سهي اقعدي مع اخواتك وزي ما اتفقنا نبقي مؤدبين قدام الضيوف
اومات الفتاه بابتسامه هادئه وغادرت لتتخلي دلال عن هدوءها وتتجه الي ثراء : في ايه بقي ....اسمعي انا ساكته علي قله ادبك بس متزوديهاش ...ايت هتستعري مننا ولا بقت الضفيره كخه ...ما كل البنات بتعمل ضفاير ولا مبقاش في حاجه عجباكي
نظرت لها ثراء بكيد : اه مفيش حاجه عجباني ...وهانت كلها كام يوم واسيب القرف ده كله
نظرت لها دلال بغيظ ولكنها صمتت حينما تعالي رنين جرس الباب لتركض ثراء تفتحه
: اهلا ...اهلا ...اتفضلي يا طنط
رحبت بزينه وافسحت لها المجال لتدخل وعيناها تتفحصها بينما كل ما رأته هو ذلك الخاتم الثمين الذي ارتدته زينه لتعقد سريعا مقارنه من وجه نظرها خاسره بين زوجه ابيها التي ترتدي عباءه بيته وبين زوجه عاصم السيوفي التي ترتدي ثياب باهظه ولم تكن تدري ان زينه عيد الأخري تقيمها ولكن بمنظور اخر
خرجت دلال ترحب بزينه التي وضعت علبه الشيكولاته الثمينه التي تحملها علي الطاوله :اهلا ...اهلا ...البيت نور
قالت زينه بتهذيب : منور بيكم
زمت ثراء شفتيها وهي مازالت تتطلع الي زوجه ابيها وبساطه حديثها بينما تقول : ثراء أه مش بنتي اللي خلفتها بس بنتي اللي اي ام تتمناها ...بنت مهذبه وجميله وطول عمري مسمعش صوتها
كانت تتحدث عنها بالخير ولكن ثراء كانت تراها تتحدث وكأنها خادمه لدي زينه التي قالت وهي تنظر إلي ثراء : واضح ...انا حبيت اجي اتعرف عليكم لما عمر كلم والده أنه عاوز يخطبها
اومات دلال قائله : حقك وصالح لما ثراء كلمته قال إنه هيسأل عن عمر
زمت ثراء شفتيها بحنق شديد بينما قالت زينه بتقبل لما قالته دلال : حقه طبعا وحق كل اب
قامت ثراء وأشارت إلي زوجه ابيها : بعد اذن حضرتك يا طنط ...ماما عاوزاكي
قامت دلال لتتفاجيء بثراء تتجرء وتوكزها بجنبها قائله بسخط من بين أسنانها : ايه اللي بتقوليه ده ...يسأل عن مين ...انتي مش شايفه نفسك جنبها ده احنا شحاتين
نظرت لها دلال بحنق : اتكلمي عن نفسك انتي شحاته إنما احنا الحمد لله مستورين ولو انتي شايفه نفسك شحاته هو وعيلته هيشوفوكي كده مهما لبستي
قاطع حديثهم صوت مفتاح الباب لتتسع عيون ثراء : ده بابا
نظرت لها دلال باستفهام : انتي مكلمتهوش
هزت ثراء راسها واسرعت تجاه ابيها الذي نظر تجاه ضوء غرفت الصالون باستفهام : هو احنا عندنا ضيوف
تفاجيء بثراء تسحبه من يده وتهمس من بين اسنانها : اه ...دي مامه عمر جايه تتعرف علينا ...
نظر لها صالح بدهشه : مقولتيش ليه ؟!
قالت ثراء من بين اسنانها : مش وقته ....تعالي يابابا غير هدومك
نظر لها صالح بدهشه : مالها هدومي !!
قالت ثراء بحنق : مش حلوة ...هتقابل الست كده ...وبعدين انت اصلا روحت ليه الشغل مش قولتلك مينفعش تاني تشتغل عندهم سواق وانا هتجوز ابنهم
وقفت دلال بعيون متحسره تتطلع الي تلك التي كبرتها والان تكبرت عليهم ليستجمع صالح غصه حلقه وهو يساير ابنته : ولما اقعد من الشغل اصرف علي البيت وأخواتك منين
زمت ثراء شفتيها بحنق ؛ هبقي أديك انا فلوس
اتسعت عيون صالح بصدمه : هتصرفي عليا !
امين ذراع ابنته بحنق وهتف بها بصوت خافت ووعيد : والله لولا الست في بيتنا كان ليا معاكي تصرف تاني ....الولد جه يتقدم ليكي وابوكي سواق مش هنخفي شغلتي الشريفه اللي كبرتك بيها ...أمشي من قدامي
كورت زينه قبضتها بينما استمعت الي تلك الهمهمات ولم تخطيء نظره عاصم في الفتاه ....قالت ثراء بابتسامه زائفه : مبروك علي البيبي
اومات زينه لها والتي بحرج جلست قليلا مع صالح ودلال الذين كانوا فقط سبب بقاءها في المنزل بينما رأت اختيار ابنها
قال صالح بحرج : ثراء فاتحتني في أن عمر بيه حابب يخطبها
اومات زينه لتقول وهي تتجاوز تلك التفاصيل : واتكلم معايا وانا حبيت اتعرف عليكم ...حمحمت وتابعت : بس طبعا الكلام مش معايا وهيكون مع أبوه بعد ما عمر ياخد قراره النهائي
اوما صالح قائلا : طبعا يا مدام ....لازم رأي عاصم بيه وراي سيادتك طبعا
اومات زينه واعتدلت واقفه لتقول لصالح : ممكن اتكلم مع ثراء كلمتين
اوما الرجل لتترك ثراء زينه تسبقها بخطواتها بينما سرعان ما
زمت شفتيها بحنق وهتفت بأبيها بقله لياقه تزجره من بين اسنانها : ايه بيه دي ...مش هتنسي انك سواق ابدا
اتسعت عيون صالح بصدمه من حديث ابنته ليحاول الا يبدي صدمته بها والتي باغتته فخرس لسانه ...
اتجهت ثراء خلف زينه التي توقفت لدي درجات السلم ونظرت لها متسائله : عاوزة ترتبطي بعمر ليه يا بنتي
نظرت لها ثراء بعدم فهم لتتابع زينه بجديه : السؤال صعب ؟!
هزت ثراء راسها قائله : مش فاهمه ...؟!
قالت زينه دون مراوغه : انا سمعت كلامك مع والدك وبصراحه قرب كتير الصورة اللي سيف رسمهالي عنك
احتقن وجه ثراء ورفعت حاجبها بتأهب : قالك ايه ؟!
قالت زينه متنهده : مش مهم قال ايه ...المهم انا شوفت وسمعت ايه.  ... شوفت بنت حابه تنسي عيلتها وأصلها وتبقي واحده تانيه
نظرت ثراء إلي زينه بجرأه لم تتوقعها بينما تقول بمغزي : ما حضرتك بقيتي واحده تانيه لما عاصم بيه اتجوزك
لم تغضب زينه من مغزي كلمات الفتاه التي أخبرتها عن ماهيتها لتنظر لها باستخفاف وتتركها وتنزل الدرج وهي تري أن ابنها يضع يده في جحر الثعبان ولا يدري أنه سيلدغه
...........
....
اتجهت زينه بعزم تجاه غرفه عاصم لتفتح الباب ودون أي مقدمات تهتف بعاصم : عاصم انا معاك ومش موافقه عمر يتجوز البنت دي
التفت سيف الي والدته التي تابعت بعزم : كلنا هنقف قدامه نمنعه أنه يدمر نفسه اكتر
اوما سيف وهو من داخله يعتزم ألا يترك أخاه لنفسه المضلله ..!
........

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن