السادس والخمسون

Start from the beginning
                                    

هز سيف ساقه بعصبيه بينما جلس في سيارته ينظر في ساعته .....التفت تجاه ثراء التي طلبها
مال سيف تجاه باب السيارة بجواره يفتحه لثراء التي قالت بدهشه : طلبتني وقولت عاوز تتكلم معايا في موضوع مهم ...خير يا سيف
اوما سيف متجاهلا نطقها لاسمه مجردا ليسحب نفس عميق قبل أن يقول بعزم ينتوي أن يوقف أفعال أخيه التي صمت عليها طويلا : ثراء بصرف النظر عن اختلافي معاكي في اللي حصل في الشغل بس في موضوع مهم يخص عمر
اومات ثراء بانتظار ما سيقوله ليتابع سيف بجديه : عمر مش بيحبك ولا هيحبك وهتظلمي نفسك في الجوازه دي
رفعت ثراء حاجبها ولم تقل شيء ليتابع سيف متنهدا : عمر بيحب واحده تانيه
نظرت له ثراء باستخفاف : ولما بيحب واحده تانيه عاوز يتجوزني انا ليه ؟!.
قال سيف باقتضاب : مواضيع كتيره متخصكيش ....كل اللي يخصك قولته ليكي ...عمر قلبه مش هيكون معاكي
هزت ثراء كتفها بلا مبالاه : عادي
رفع سيف حاجبه باستهجان : عادي تتجوزي واحد مش بيحبك
اومات ثراء ببرود ليحتقن وجه سيف بالغضب متابعا : وعادي تتجوزي واحد متجوز غيرك
بوغتت ثراء بما نطق به سيف ليهز رأسه متابعا : دي الحقيقه ولو مش مصدقاني الايام هتثبت ليكي ده ...ابعدي عن طريق عمر
نظرت له ثراء مطولا لينتظر سيف اجابتها والتي خالفت كل توقعاته بينما تنظر له ثراء باستخفاف قائله : لو خلصت الموضوع المهم ...اسمحلي انزل عشان مش فاضيه
اوما سيف وقد ابري ضميره وهو يقول اخيرا : خلصت وقولت اللي عندي ياريت تفتكريه كويس
.........
....
بالطبع فكرت فيه مطولا ولكن ليس وهي تري سيف ناصح لها بل عدو يجب أن تنتصر عليه
ليعمل عقلها بخبث ودهاء وهي تخبر عمر فقط بما يشعل نيران ذكورته ويجعله يتمسك بها أكثر ..... نظر عمر أمامه وهو يكور قبضته بينما تتابع ثراء بدموع مزيفه : مكنتش متخيله ابدا أنه كده ..... قالي كلام وحش جدا
نظرت له وتابعت بضعف مزيف : مش هو بس دي حتي والدتك كمان جت وتعمدت تتعالي علينا ....بكت وتابعت : كلهم شايفين اني مش مناسبه لعيلتكم
نظرت إلي عمر بدموع وتابعت : انا مكنتش عاوزة اقولك حاجه زي دي بس لما سيف بيه هددني خوفت ومعرفتش اتصرف فقولت لازم اقولك
عقد عمر حاجبيه والتفت اليها باستفهام : هددك ؟!
اومات ثراء ببكاء مزيف : قالي أنه زي ما طردني من الشغل .... هيعمل كل حاجه يقدر عليها عشان منتجوزش .....تهدجت انفاسها وهي تتابع ذرف دموع الضعف : ده حتي هددني يرفد بابا كمان زي ما رفدني وقالي أن كل حاجه في ايده هو وبس
صمت عمر يستمع إليها ليس لشكواها ولكن لزياده الضغينه في قلبه تجاه عائلته التي تتدخل بقراراته
وصدق عاصم حينما فهم أن عمر يراهم أعداءه
كففت ثراء دموعها بالمنديل الورقي وهي تنظر إلي عمر تخفي المكر بنظراتها بينما تتابع : اصلا بابا كده كده هيسيب الشغل ....تمهلت وهي تتابع : ماهو اكيد انت مش هترضي حماك يشتغل عندكم واكيد انت مش هترضي سيف يفضل يقول إنه طردني وهترجعني الشغل غصب عن الكل
توقعت موافقه ووعود لامعه بحياه أخري لعائلتها لتجد عمر يقول باقتضاب : طيب روحي يا ثراء دلوقتي ونتكلم بعدين
لم يكن هذا ما توقعته منه وهو يتركها بوسط الطريق وينطلق بسيارته مبتعدا ولكنها أملت نفسها أنه لم ينتبه لذلك التفصيل لذا عادت الي منزلها وهي تبتسم لنفسها بمكر سعيده أنها أزاحت سيف من طريقها .
...........
عاد عمر الي المنزل والشياطين تتراقص أمام عيناه يريد أن يفرغ غضبه المتفاقم بداخله ....يرفض أن يستمع لأحد أو حتي لصوت عقله الذي يعود به لتلك الليله ...يرفض اي صوت يتعالي الا صوته الزائف أنه بخير وان مامضي مضي ولن ينظر وراءه مطبق مبدأه متناسي أن ليس كل ما مضي يمضي هكذا لانه ليس انسان آلي
دخل الي المطبخ لتسرع شهد الي أحد أركان المطبخ تنكمش علي نفسها تتمني أن تكون مخفيه ولا يراها ومن قال إنه سيفعل ....استند بمرفقه الي الطاوله الرخاميه بانتظار قهوته أن تنتهي بينما يستطيع من خلال ظهره أن يشعر بأنفاس شهد المتوتره وبداخله يذكر نفسه ببعض من ذكرياته عن تلك الفتاه والتي ظهرت علي حقيقتها وكأنه بكنايه مخفيه يقارن بينها وبين وسيله ....الاثنان مخادعتان وهو المخدوع وحقه أن ينتقم منهم .....تهدجت انفاس شهد التي أخذت تنظر إلي باب المطبخ تحسب كم خطوه ستنقذها وتجعلها تهرب من أمامه لترفع عيناها للاعلي تتمني لو تعود والدتها أو تدخل زينه أو تينا ...انتفضت بهلع علي صوت تحطيم الكوب بينما بغضب كان عمر يزيحه من أمامه لتتناثر القهوة بكل مكان حوله وكذلك شظايا الزجاج .....أسرعت شهد بفطره تنحني لتحاول تنظيف تلك الفوضي لينظر لها عمر باحتقار وسرعان ما يميل ناحيتها ويمسك خصلات شعرها بعنف هاتفا من بين أسنانه بغل شديد : انا مش قولت مش عاوز اشوف وشك يا كلبه
لم ترفع شهد عيناها التي ذرفت الدموع تجاهه بل بقيت مكانها منحنيه علي الأرض بانكسار لينظر عمر تجاهها بمزيد من الاحتقار وهو يهتف بها : كلبه كنت معتبرك أختي الصغيرة وبعملك كل حاجه حلوة وانتي متستاهليش .....فين الواطي اللي كان معاكي ....هرب يا زباله بعد ما عمل عملته وسابك  !!
كل كلمه تخرج تجاه شهد ولكنه كان يوجهها لوسيله يريد بشده ان يصدق أنها بتلك الصورة لعل تفكيره بها ينتهي
اتسعت عيون زينه حينما دخلت الي المطبخ ورأت ما يفعله ابنها لتسرع ناحيته تخلص شهد من قبضته صارخه : عمر ايه اللي بتعمله ده ...مالك بيها
نظرت له بغضب شديد بينما تراه يستقوي علي الفتاه لتزجره بحنق : اطلع برا
نظر إلي والدته بغضب لتواجهه هي الأخري بنفس نظرات الغضب
أمسكت بيد شهد توقفها وهي تربت علي كتفها : متزعليش ياشهد ...حقك عليا
بكت شهد بانكسار قائله : انا عاوزة امشي من هنا
طيبت زينه خاطرها برفق قائله : روحي اغسلي وشك ونتكلم بعدين
تركت الفتاه واتجهت بخطوات غاضبه الي غرفه ابنها
لتفتح بابها بحنق: ايه اللي بتعمله ده يا عمر ....ايه مالك بيها ...اه يا سيدي غلطت بس لا انت اخوها ولا جوزها عشان تحاسبها مالك بقي بيها
فرك عمر وجهه بغضب يصبر نفسه بتحمل توبيخ والدته قليلا بدلا من مواجهتها لتنظر له زينه بتوبيخ وتتابع : انت مش شايف نفسك كل يوم بتبقي من سيء لاسوء
حاول عمر التحلي بنفس بروده بينما يصدق علي اتهام والدته : طول عمري وحش ايه الجديد
نظرت له زينه بغضب : انت اللي عاجبك تبقي كده
اتجهت إليه بحنق وتابعت : وبعدين ايه موضوع البنت دي ....مين دي اللي فجاه قررت تتجوزها ...تعرفها منين ولا تعرف عنها ايه
واجهها عمر بعيون بارده وهو يقول بثبات زائف : عجباني
نظرت له زينه ساخره : لا ولا عجباك ولا حاجه ....زيها زي الف غيرها وانت بتعاند وخلاص
نظر لها عمر لتلقي الحقيقه في وجهه : أيوة بتعاند ابوك وخلاص .... انت متعرفش حاجه عن البنت دي
نظر لها عمر ساخرا قاصدا جرحها : قصدك عشان مش مناسبه لعيله السيوفي ....ليه مش قابله ليه أن الزمن بيعيد نفسه لما عاصم السيوفي اتجوزك
اتسعت عيون زينه وصدق حدثها وهي تقف بموقف عاصم امام ابنها الذي يجرح اقرب ماله دون أن يهتم
لتتنهد وتنظر الي ابنها بخزلان قائله : من سيء لاسوء ....فاكر انك بتعايرني يا عمر ....هزت راسها ساخره وهي تتابع : انا كنت اه بنت عاديه لما ابوك جه يتجوزني بس كان عندي كرامه وعزه نفس وكنت مهندسه ناجحه ....عمري ما قللت من عيشتي قبل ابوك ولا اصلا حسيت بلمعه الفلوس  ....نظرت له بخزلان وتابعت : لا يا عمر الزمن مش بيعيد نفسه  وياريت شوفت في البنت دي شبه مني كنت قولت دي اللي هتصلح حالك ....بس لا  لأني اعتراضي علي اختيارك مش لأنها بنت أقل ماديا ....عشان هي مش اختيار صح ....اللي تستعر وتبيع من أهلها عادي جدا تبيعك ....نظرت له وتابعت بجديه : اختيارك غلط ....انت واخدها عناد وهي وخداك بنك فلوس
انت عاوز حد يفوقك من اللي انت فيه ...حد يحسسك أنه جنبك وفاهمك طالما انت طول عمرك حاسس ان محدش فاهمك وانك لوحدك
ضغطت علي وريده حينما اجتاح قلبه الحنين لما تصفه تلك الكلمات ليكور قبضته بغضب يريد انتزاع قلبه الذي مازال يحن إليها ...اقتربت زينه منه ووضعت يدها علي كتفه قائله : انا امك ياعمر واكتر واحده خايفه عليك وعشان كده انا هرفض جوازتك دي
وجد ما يفرغ به غضبه وهو يهب واقفا يقول بتحدي : مش مستني موافقتك
تهدجت انفاس زينه بينما تنظر في أثره وهو يغادر بعاصفه وكأنه كتله نيران متحركه
..........
اتجه عمر رأسا تجاه سيف الذي كان يدخل من باب المنزل ليندفع بغضب لم يستطيع افراغه بوالدته : انت ايه اللي عملته ده ....وصلت تهددها بأبوها
عقد سيف حاجبيه باستفهام : هددت مين؟!
هتف به عمر بقله تهذيب : انت هتستعبط
اتسعت عيون سيف بغضب ليزجر أخيه : عمر اظبط كلامك ومتنساش انك واقف قدام اخوك
نظر له عمر باستخفاف : اخويا اللي عامل نفسه نسخه من عاصم السيوفي ورايح يتكلم بفلوسه ويقول للبنت هطرد ابوكي من شغلك لو مسبتيش عمر ....احتقن الغضب الاعمي بعيون عمر بينما يتابع بحقد : ايه مستكتر عليا ان يكون ليا حياه زيكم وواحده تشاركني فيها
لم يستطع سيف امساك نفسه ليندفع تجاه عمر ويمسك بتلابيبه صارخا من بين أسنانه : كان في واحده تشاركك حياتك ....واحده وعدتها بحياتك ورميتها وعديت عليها وكأنها مكانتش فيها ....زجره وتابع بغضب شديد من بين أسنانه : فاكرها ولا لا
خلص عمر نفسه من قبضه أخيه وصاح به : مش فاكرها ومش عاوز افتكرها ....سامع ....مش عاوز افتكرهاااااا
ابتلع سيف صراخ أخيه الذي يخبره أن بداخله نيران تريد أن يكشف عنها ليتفاجيء عمر به يمسك ذراعه ويجذبه إلي الخارج
: في ايه يا سيف ...اوعي سيبني؟!
قبض سيف أكثر علي ذراع أخيه وهو يدخله الي السياره هاتفا بغضب : مش هسيبك الا لما تفوق من اللي انت فيه ؟!
حاول عمر الاعتراض ولكن سيف لأول مره يكشر عن أنيابه وهو يهتف به : هتيجي معايا مشوار الاول وبعدها اعمل اللي انت عاوزه
....!!

حكايه عمر Where stories live. Discover now