ثم أردف بصوته الرخيم : لم يبقى سوى القليل ، إنتظريني ..
جحظت عيناها من كلامه ، لم تتبين ملامحه في الظلام ، لكنها شعرت بأنه هو ، تلاشى ذلك الخوف بداخلها فجأة و لم تعد تقاوم ، و شعر هو بذلك ، و يعترف أن رجفة غريبة إعترت قلبه من إمرأة لا تقاوم رجل غريبا عنها يحبسها بين أحضانه و يكمم فمها في ظلمة حالكة ..
إبتعد عنها و قبل أن تجرأ أن تقول أي شيء عاد النور و تبينت أنها لوحدها ..
لقد إختفى ...
تماسكت قليلا و ذهبت إلى بداية الرواق راكظة علها تلمح منه و لو ظله ، لكنها حين عادت إلى ساحة الرقص لم يكن له آثر ، لعنت بقوة و هي تمسك بخصلات شعرها لدرجة أنها أفسدت تسريحتها ..
و بدأ الغضب يتسلل إلى نفسها ..
و هي تشاهد الضجيج حولها يتحول إلى إزعاج شديد ، أمسكت أذنيها مانعة الضجيج ، لكنها فجأة أحست بيد على كتفها إنتفض جسدها بقوة لتميز جوني و يهمس لها : إنه أنا ، إهدئي ..
أمسك بها و أخرجها من المكان ، بينما فقدت القدرة على الكلام ...
ركبت السيارة معه ، حينما جلس بجانبها حدثها بقلق : ما الذي حدث ؟ هل أذاك شخص ما ؟ أخبريني و سوف أعود لأهشم وجهه ..
فكرت قليلا و قالت و هي تستذكر كل لحظة مرت عليها في حضوره : لا عليك ، لقد شعرت بحركة غريبة في الحمام لذلك خرجت ، لا أحد تعرض لي ..
تأمل ملامحها الشاحبة باستنكار : هل أنت متأكدة ؟
هزت رأسها و هي تتصنع إبتسامة لا تصل إلى عينيها : لنذهب إلى بار هادئ ، لا مزاج لي للحفلات الليلة ..
إبتسم لها : لا مانع لدي رينا ، المهم أن تشعري بتحسن ..
أمسكت بوجنته بلطف : أنا بخير ، لأنني كسبت صديقا مثلك ...
ثم مازحته : أو علي أن أقول عشيقا ..
ضحك هو الآخر ، و بدأت هي القيادة و هي تفكر في هذا الرجل الخفي الذي يقودها إلى حافة الجنون ، و ما الذي يعنيه بأن تنتظره ، و أين عليها أن تنتظره و من يكون ؟ و هل هو الرجل الذي يقتحم أحلامها دائما ..
مرت ما بقية من السهرة في هدوء ، لم تتحدث هي ، و إحترم جوني ذلك و بقي صامتا يتأمل غرقها في محيط أفكارها ، بينما كان هو يغرق في محيط محرم آخر ..
عادت إلى البيت بعد ان أوصل جوني و أمسكت دفترها و كتبت فيه " ألا يكفي ظلك الحالك حتى تلتحف في الظلام في لقائنا سيدي ؟"
*******************
21-9-1956
إستمرت رينا في تلك المواعيد الذي تجمعها بجوني لمدة أسبوع آخر ، و إختفى رومان من خلاله تماما ، و هو ما أسعدها بالتأكيد ، لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن تستيقظ على صراخ والدتها ذات صباح باكر ..
YOU ARE READING
للخيانة ثمن - للانتقام وريث (سلسلة الدم المحرم)
Romanceلقد كان بينهما إتفاق ، مجرد زواج على ورق و لهما حرية فعل ما يريدان ، و هو ما لم يتوانى في تنفيذه ، عاهرات متى أراد .. حفلات صاخبة ... سمعة سيئة و قلة إحترام لها ، بينما تقوقعت هي في زاوية من حياته في صمت ، لم تبدي أي ردة فعل ، لكن الأمر يتغير تماما...