الفصل 21 | فوز الحزب

13.5K 1.6K 468
                                    

كان يوما عصيبا لاليونور ، رغم جهد لانا في تهدئتها إلا أن مكالمة سيزار تركتها في تخبط شديد ، حين عادت إلى البيت كان مكتب مالكوم مفتوحا على مصرعيه و من موقعها يمكنها رؤية رينا جالسة على كرسي و تكتب شيئا ما ، إقتربت بهدوء محاولة ألا تحدث ضجة لترها بوضوح ..

إنها تكتب ... ماذا تكتب ؟ مذكرات جديدة ؟ يالهي لن تحتمل أعصاب إليونور ، يكفي ما مرت به مع تلك المذكرات ..

إنتبهت إلى وجود مالكوم في أحد جوانب المكتب يطالع كتابا ما واقفا ، ليقول : لقد وجدت المعلومات التي أريدها ..

ذهب إليها و منحها الكتاب لتقرأ ما فيه و تقول : سوف أضيفه للمحاضرة ..

تنفست إليونور الصعداء حين إكتشفت أنها تساعده في احدى محاضراته ، منذ تقاعد مالكوم أصبح يعطي محاضرات كل حين و آخر لطلاب الجامعات خاصة في العلوم السياسية، الجامعات تسعى دائما للاستفادة من خبرات القادة خاصة رجل أفنى حياته في السياسة كمالكوم ..

و على ذكره كان هو أول من لاحظها في الباب : لقد أتيت آخيرا ..

ابتسمت لهما بتعب : نعم ... كيف كان يومكما ؟

- كان رائعا ..

من خجل رينا و ثقة مالكوم في الرد عرفت أنه بالفعل كان رائعا ، يسرها أنهما على وفاق هكذا ، لتقول رينا : هل سوف تشاهدين خطاب سيزار معنا ؟ إنه من كتابتي أود رأيك ؟

الحديث عنه فقط جعل قلبها يخفق : بالتأكيد ، سوف أخد حماما سريعا و أغير ملابسي و أعود ...

تركتهما مؤقتا ، حين عادت كانا في غرفة الجلوس ، على الأريكة المقابلة للتلفاز ، كان مالكوم يحيط بذراعه حول رينا بينما تضع رأسها على كتفه ، ابتسمت لها ما إن رأتها : أتيت في وقتك المناسب ، الخطاب على وشك أن يبدأ ...

جلست على الكرسي الجانبي لهما و وجهت نظرها إلى التلفاز ..

اول ما قفز إلى تفكيرها وسامته المفردة في تلك البدلة ، تبدوا على ملامحه علامات الارهاق ، لابد أن العمل و السفر الكثير ...

بدأ الحديث ، كان صوته قويا ، واثقا ، و كأنه يملك المكان كله و معه قلوب الناس ..

كانوا يصفقون له كثيرا ، لكنها لأول مرة تستوعب مكانة سيزار ..

هي تعلم من يكون ، لكنها لم تأخد ذلك بعين الاعتبار أبدا ... بالنسبة لها هو سيزار فقط ...

هل يعلم أنها تشاهده  الآن ؟ تراقب كل حركة منه ، كل نظرة ، كل كلمة ، كل نفس ...

لكن متعتها لم تستمر فقد إنتهى الخطاب و قطع الارسال كي تعود نشرة الأخبار ، إعتدلت رينا في جلستها : ما رأيك ؟

ابتسمت لها إليونور بنبرة حالمة : مثالي ..

لتستوعب ما قالته : الخطاب مثالي للغاية ، لقد أبدعت ..

للخيانة ثمن - للانتقام وريث (سلسلة الدم المحرم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن