عُمارة آل نجم.

الفصل السادس ( طريق التهلكة )

-" بعد كدة حق كل شهر هيكون عندي حتى الكورس التاني، متكلمهوش هو تمام؟".

أومأ له الشاب برأسه عدة مرات، حتى ذهب رشاد من أمامه إلى داخل قاعة شرحه.

كانت أفنان تقف تبيع لبعض الزبائن، حتى ولجت إليها رزان بتعب، لتنظر لها أفنان قليلاً، ثم قامت بإستكمال عملها حتى ذهب الزبون من أمامها، لتنظر إلى رزان التي سُرعان ما دخلت جلست على المكتب بتثاقل، لتقترب منها أفنان عاقدة حاجبيها وهي تتساءل بجدية:

-" مالك في إيه؟".

وضعت رزان يدها على رأسها بتعب لتقول بنبرة مُجهدة:

-" الجامعة وسنينها، نسيت أحط صن بلوك، حاسة إني واقفة قدام الراجل إللي بيقلي الطعمية والهوا كله جاي على وشي".

أمتعضت معالم وجه أفنان وهي تحاول فهم حديثها، لتلوح لها رزان بيدها وهي تقول بنبرة حانقة:

-" أنتِ لسة هتتنحي يا أفنان، ما تجيبيلي برشامة صداع ولا تعمليلي كوباية شاي، ولا تجيبيلي علبة صن بلوك من لاروش بوزيه لأجل صاحبتك وبنت عمك، أي حاجة كدة".

لوحت أفنان برأسها لتقول بجدية ونفاد صبر وهي تنظر لها:

-" والله العظيم دي لو صيدلية أبويا مكنتوش عاملتوني كدة".

حتى ذهبت من أمامها، ثم عادت إليها مرة أخرى لتُعطيها حبة للصداع، ثم ألتفتت إلى عملها مرة أخرى بعدما ولج زبون، وبعد مرور بعض الوقت، كانت أفنان مازالت تُباشر عملها، ومن خلفها رزان التي كانت تجلس على المكتب تنظر إلى هاتفها، حتى ولج إليهم في ذلك الوقت حسن، الذي تفاجىء من وجود رزان، والتي عندما رأته أنتفضت لتقف وهي تطالعه بإبتسامة مُتسعة.

ذهبت الزبائن، لينظر حسن إلى كلاً من أفنان ورزان بتعجُب، حتى تحدث قائلاً بنبرة هادئة رغم تعجبه:

-" السلام عليكم ".

ردت كلاً منهم السلام، لتقترب أفنان قائلة بنبرة مُتعجبة:

-" هو مش المفروض دكتور محمود إللي ييجي يستلم".

نظر لها حسن، ليومىء برأسه حتى قال بنبرة هادئة:

-" حصل مشكلة في الصيدلية التانية وراح وقف فيها وأنا هستلم مكانه، روحي أجهزي أنتِ علشان تمشي".

أومأت له أفنان برأسها مُبتسمة، لتذهب من أمامهم، حتى نظرت رزان في أثرها سُرعان ما أقتربت منه لتقول بنبرة مُحمسة:

-" إيه رأيك؟ مفاجئة حلوة صح؟".

أمتعضت معالم وجه حسن ليتساءل بجدية:

-" أنتِ إيه إللي جابك هنا أصلاً؟ مش قولتلك متجيش الصيدلية مع أفنان تاني؟".

اقتربت منه رزان قليلاً لتتساءل بنبرة حزينة: