من اجلك سأضحي

88 12 1
                                    

ظلام الليل الدامس اكتسح غرفتها هي الان ممده على السرير محتضنه وسادتها بشده وكأنها ستفلت منها في اي لحظه كانت لليله ممطره بالدموع ، هزار بي قد علم بحب بيلين لنيار ورفض ذلك بشكل قطعي منع سبل التواصل معه فأغلى ما لديه وجود ابنته بجانب حتى وان كان يوسف بي صديقه ولكن هو يعلم جيداً حقيقة عائلته لم تجف وسادة بيلين من الدموع ابداً لم تأكل لها عدة ايام فهي في صراع شديد بين قلبها و عقلها لا تستطيع ان تبقى بين والدها او نيار نهضت بيلين من سريرها ونظرت الى النافذه وجدت ان ابها لتو ذهب بسيارته بينما كانت تراقب العالم الخارجي من نافذة غرفتها اتصلت بها اسراء عدة مرات ولكن هاتفها ليس لديها فأتصل نيار بناز وعرف منها ان بيلين تبقى في المنزل لعدة ايام دون ان تخرج منه ،  فتح الباب من خلفها لم تنظر خلفها وبقيت تنظر الى النافذه اغلق الباب ولا يوجد صوت حتى الان
بيلين بصوت مرهق : لا داعي لان تبدلي الصحن يا ناز ( خادمة المنزل ) اخبرتك انه لا شهية لدي لطعام
اقترب منها عدة خطوات حتى انتشرت رائحته المألوفه في ارجاء الغرفه : كيف سأكون قوياً اذا لم تأكلي
عندما سمعت صوته ارتعش قلبها استدارت بسرعه رأته امامها ركضت اليه واحتضنت بشدة : نيار حبيبي ... كم اشتقت اليك كثيراً
دفن رأسه في شعرها المموج والتي له رائحه تميزه عن باقي البشر حاوطها من خصرها سحبها بأتجاهه لم يتنطق بحرف واحد ولكن حضنه مان كفيلاً بأن يوصل اليها رساله كم هو مشتاق لها
اخذ وجهه في راحت يديه وهو ينظر الى وجهها الفاتن : هل انتِ بخير ؟
بيلين وهي تبتسم : الان اصبحت كذلك ..
في لحظه عقدت حاجبيها وانتفضت من مكانها وتسألت : انتَ كيف ؟؟ كيف دخلت الى هنا ؟؟ الم يراك ابي ؟
امسك بها جيداً من كتفيها و قترب منها وهو مغمض العينان : هشششش بيلين .. دقيقه واحده لاسمع فقط صوت انفاسك لتعود الحياة الي من جديد
بيلين بقت نتظر اليه بدأت تتنفس صعداء
بعد لحظات فتح عينيه
نظرت اليه بيلين وعينيها تلمعان : هل انت بخير ؟
رفع نيار بيده ملامساً خصلات شعرها : وكيف لا اكون بخير يا عافيتي
بيلين ابتلعت ريقها : خفت عليك كثيراً
نيار اخذها الى صدره ابحت تسمع نبض قلبه جهشت لا شعورياً بالبكاء كالطفله الصغيره بين احضانه
نيار تمزق قلبه لمجرد رؤيتها تبكي  : هششششش .. ما عهدتك ضعيفه هكذا ،
بيلين : لا قوة لي دونك ..
نيار بكل حنيه : ولكني انا هنا يا روحي .. لم اذهب .. انني هنا بشحمي ولحمي
بيلين اخفضت رأسها تشعر بالذنب مما حدث لنيار : ماذا لو اصابك مكروه ماذا كنت سأفعل من دونك ؟ اساساً كل ما حدث كان بسببي
نيار وضع اصبعه بين شفتيها : بيلين ارجوك عزيزتي توقفي ... لا تقولي ذلك ... انك تحطمين قلبي
بيلين احتضنته مجدداً وحشرت انفها في جوفه تشتمه بعمق : هل انت حقا بخير ؟
نيار رفع احدى حاجبيه مغازلاً اياها : اخبرتك طالما انا بجانبك سأكون بخير ، اين انتِ منذ ايام ؟ لماذا لا تذهبين الى عملك ولا حتى الى جامعتك ؟
عضت بيلين على شفتها السفليه وقالت بأحراج واضح : شيءء...
نيار شعر ان هناك خطب ما : هل الامر له علاقة في عمي هزار ؟
بيلين : نيار ... ابي لقد علم بأمرنا ... لهذا السبب انا لا اخرج
نيار رفع رأس بيلين بأنامله : انه لا يريدك ان تكوني معي ...
بيلين تناثرت الكلمات و حل الصمت للحظات
نيار اخذ نفساَ عميقاً : تمام انني اتفهم ذلك ... وهذا طبيعي جداً
بيلين في حرج : هل انزعجت من هذا ؟
نيار وهو يجلس على طرف سريرها : لما قد انزعج بطبيعة الحال فهو ابيك ويحق له الخوف عليك من اي ضرر قد يصيبك
بيلين : ولكن نيار انت لا تمسني بضر
طبيعة عائلة اوغلوا الدخول في امور غير قانونيه و العمل مع مجموعه من المافيا وهذا الشيء يعرفه هزار بي حق المعرفه لمعاشرته مع رفيقه يوسف بي
نيار : بيلين ... عمي هزار حافظ تاريخ عائلتنا عن ظهر قلب ... ورسم في خياله مستقبل لك لا يريد شخص مثلي تدميره
بيلين علمت جيداً ان ما يقوله نيار هو ما يفكر به والدها
تمتمت قائله : ماذا ستفعل الان ؟
نيار نهض من مكانه قائلا بثقه تامه وهو يحدق بعينيها : من اجلك سأفعل المستحيل ... انتِ من اجلي كرستي حياتك للخطر ... وانا من اجلك سأضحي
مسك نيار ذقنها يحدق بعشق الى شفتيها فأغمضت بيلين عينيها

العاشق المتمردWhere stories live. Discover now