السابع ♡ لك في قلبي سكن ♡ صابرين شعبان

Beginne am Anfang
                                    

**×
كان الصمت سائد على المائدة في الصباح،  كانت دعاء بعيون متورمة محتقنة و كأنها ظلت تبكي طوال الليل بينما مريم و سارة كل منهم تنظر لطعامها بعدم شهية معتصم الذي كان يتلاعب بطعامه و زاد الذي يتناوله ببطء قال هيثم بسخرية " ما الذي حدث و كأنكم كنتم في مأتم و ليس زفاف،  ماذا بكم جميعا  "
" معك حق،  النساء و هن بطبيعتهم محبون للنكد في أوقات الفرح و أوقات الحزن و لكن أنتم الرجال ما هذا البؤس المرتسم على وجوهكم هذا الصباح "
سخر رأفت بدوره و هو يرى عمر و معتصم و زاد و حتى والده فاتري الهمة و ملامحهم كئيبة جامدة.. قال صقر مشيحاً بيده "  أنا لدي سبب و هو ذهاب بسبوسة من المنزل لقد اعتدت على شقاوتها أثناء الطعام "
أكدت بثينة قائلة "  معك حق يا صقر،  لم تكن تدعنا نتناول الطعام في صمت هكذا كمن يحضر جنازة "
قال عمر باسما " نعم جدتي معك حق لذلك كنت أتناول حبة مسكن كل يوم للصداع الذي تجلبه لرأسي "
ضحك والده و عمه بينما رمقه صقر بحنق " و لكنها أفضل منك أيها الكتوم البائس "
" ساعات قليلة و افتقدت سديم "
قالت سارة بحزن،  تمتمت دعاء دامعة " لا أعرف كيف أظل بدونها "
ردت مريم بحنان " حبيبتي يمكنك رؤيتها أي وقت و هى ستأتي لترانا أيضاً  "
أكدت سارة " بالطبع حبيبتي لن تبتعد كما تظنين العائلة لا تتركك بعضها البعض "
" بالطبع " أكد صقر هذا و نظر لحفيديه الصامتين " ماذا بكما،  هل أكلت القطة لسانكم "
نهض معتصم قائلاً  " أنا سأعود للمزرعة جدي لدي عمل كثير متأخر "
" لن تهرب قبل أن تخبرنا معتصم أين فتاتك لم نراها أمس كما وعدتنا "
قال بفتور " لم يعد لي فتاة جدي،  لقد حدث ما جد في علاقتنا لذا كل شيء نصيب "
" ماذا حدث بني "
" ربما أتحدث مرة أخرى جدتي الأن لدي عمل،  سأذهب الأن  أراكم قريباً " و فقط هرب من أمامهم و بعد
خروج معتصم عاد الصمت مجدداً و لكن صقر لم يترك زاد يفلت من أسئلته و هو يسأله بحزم " متى ستذهب لرؤية طبيب زاد "
و لم يتوقع أحد حديث صقر في هذا و بشكل مباشر معه..

**×
كان آمر يضمها بقوة و صمت و لوقت طويل لم يبتعد عنها و هو يحيط جسدها بذراعيه بينما هى تحيط خصره واضعة رأسها على صدره، مما جلب الدموع لعيون زوجته التي كانت تراقبهم بتأثر و تعلم كم زوجها اشتاق لابنته و تألم لابتعادها عنه طوال الشهرين و لم يكن حديثه معها على الهاتف يكفيه ،  قالت بيسان بحرارة " اشتقت إليك آمري "
أبعدها عنه لينظر لوجهها المشرق " و أنا أيضاً بسبوسة،  استطعت الابتعاد عنا لشهرين " أضاف بعتاب
دمعت عيناها " لكنكم كنتم بقلبي على الدوام "
" ألم تشتاقي لغير آمرك فقط آنسة بيسان "
ضمت حلم بحرارة و قبلت وجنتها مرارا بشغب  " بل و لكِ أيضاً  حلمي و اشتقت للطعام من يدك "
ضمتها حلم بحنان " و أنا أيضاً بسبوسة المكان هنا ليس له حياة بدونك "
" كيف حال أدهم "
" بخير و مشتاق إليكِ " أكدت حلم على ذلك
قالت بحماسة و جدية " حسنا سيد بابا حتى لا نضيع الكثير من الوقت إليك ما اتفقنا عليه و هو إيجاد وظيفة و منزل لأدهم  "
" هل وجدت حقاً  "
ردت بغرور " بالطبع الجميع يتمنى أن أعمل لديه سيد آمر لا تستهين بقدراتي "
" لم أفعل ذلك آنستي و لكن لنعلم ما هى تلك الوظيفة فربما لا أراها أنا مناسبة "
أخرجت العقد من حقيبتها و مدته لوالدها تحت نظرات عميها المرحة و زوجاتهم الذين كانوا يراقبون هذا اللقاء بشغف مع حلم ٠ مرت عيناه على العقد و هو عاقد الحاجبين لينظر للتوقيع أخر العقد قائلاً  " لقد قلت لا أحب الوساطة "
" ليس هناك وساطة في هذا "
" كيف و عمك من وظفك أليست هذه وساطة "
" لؤي ليس عمي لقد قلت هذا و أنا ذاهبة من هنا ألم أقل هذا أمامكم جميعاً "
كانت تشهدهم بجدية و كأنها تتحدث حقاً بذلك و تؤكده ضحك عميها بقوة و هتف بجاد قائلاً " حسنا سمعنا ذلك بالفعل و الأن آمر هل أنت موافق على هذا أم لا بما أنها لا تعد لؤي عمها بعد اليوم "
" تبيع والدها من أجل البقاء بالمزرعة " قال هذا لؤي بسخرية ليضحك الجميع و هم منتظرون حديث آمر عن ذلك و الذي قال بحنق..
" نصف المزرعة إذا قمتم بطردها،  هل تمزحين "
ضحك لؤي " و لكنك أنت من يحق لك ذلك دون أخذ شبر واحد منها "
" أن تظل مع أدهم من الخامسة للتاسعة و لا يحق لنا أن نمنعها عن ذلك "
" هذا وقت العمل بالمزرعة و هى تريد المشاركة بكل ذلك"
" هذا العقد قمة بالاحتيال،  كيف وافقت عليه سيد لؤي "
" سحرتني أيها الرئيس لم أعرف كيف لأجد نفسي أوقع عليه "
" هذا كذب سيد آمر لقد وافق بمحض إرادته وجد أنه سيكسب موظفة مجتهدة و تستطيع فعل أي شيء "
" بل قولي ليستطيع الهرب قد وجد بكِ عامل مجد "
" هل تقول أنك لا توافق " سألت بخيبة مصطنعة،  ليقول آمر بحزم " إذا عدلت بعض البنود يمكنني اعتماده عقد عمل موثق و يمكني الأخذ به "
سألت بشك " أي بنود ستعدل "
قال مشيرا لأحد البنود " الإجازة حسب الرغبة،  هذا لا يجوز و سيعدل لإجازة يوم بالأسبوع تقضيه بالمنزل لإعداد الطعام للعائلة و حصول حلم و دانية و ديم على يوم راحة و المنزل و الأولاد سيكونون مسؤوليتك هذا اليوم "
" و لكني أبي أن نور شيطان على شكل طفل لا أستطيع التعامل معه "
ضحك الجميع بقوة و قال بجاد بشماتة " هذا لتعرفي كم عانينا معكِ و أنتِ صغيرة،  إن نور هو نسخة منكِ حين عدتِ إلينا "
" بابا فكر في هذا الشرط رجاء "
" هذا نهائي آنسة بيسان أو يمكن للعقد بأكمله يكون لاغي"
قالت حلم تحثها على القبول " لا بأس بسبوسة أنه يوم واحد فقط "
" أخوتي ملائكة و لكن أسر و إسراء و نور ليسوا كذلك لم لا يذهبون للمدرسة مع أخوتهم أفضل من البقاء هنا بالمزرعة و الذهاب و الأياب كل يوم في الحافلة المرهقة لهم  "
" هذا هو نظامي عزيزتي و أولادي ملائكة مثل والدهم "
أكد لؤي فقالت بحنق " أنا أخبركم منذ الأن أني سأتفاهم معهم  بالعصا إذا أخطأ أي منهم "
" إذن نكمل باقي التعديلات "
لتجد بيسان نفسها و قد فقدت أيضاً يومين أخرين من العمل بالمزرعة من كل شهر و هو للذهاب مع أحد  عميها للإطمئنان على أخويها و جدتها لتجد أن الحصيلة قد وصلت لستة أيام كل شهر لا تقرب أحد أو المزرعة و لم تستطيع الرفض حتى لا تعود لنقطة الصفر و تجد نفسها جالسة بالمنزل مثل حلم و دانية و ديم..

 لك في قلبي سكن  Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt