الفصل الثاني عشر

Start from the beginning
                                    

علي :- مرتي !! مرتي هي اللي ورا كل ده خليها تشرب بقي ....مفيش قدامي حل تاني لو سيبتها لمصطفي ودناوته هيبهدلها ومش بعيد تموت نفسها قبل ما تتجوزه ....ولو سيبتها دلوقتي هيفضل مترصد لها هو وجدي ومش هيهدي الا لما ياخدها 

زفر ونظر بعيدا للنافذه يسترجي الهواء وقال :- يعلم ربنا انها عندي كيف ليلي في حسبة اختي وهتفضل كده انا بس هكتب عليها عشان تحرم علي مصطفي وعلي اي راجل غريب لحد ما نلاقي ....

جليلة بصدمة :- كيف يا ولدي ....ده جواز علي سنة الله ورسوله 

علي :- عندك حق 

جليلة :- ربنا يحنن قلبك عليها يا ولدي 

نظر علي ناحيتها ثم  خرج علي وجلس في سيارته ثم اخرج سيجارة واشعلها واغمض عيناه ...لا يتخيل ان يترك تلك الفتاة لمصطفي المستهتر ليعذبها ولكن اخر ما يريده ان يكتبها علي اسمه ....يشعر ان ذلك الزواج يكتب البداية لطريق الانتقام ...انتقام روح سهر المعذبة منه ومن عائلة صفوان كلها ، يشعر انه حين ينام ستأتي خالته سهر وتحرقه ليبتعد عن ابنتها ولكنه في الحالتين سيحترق 

لا يستطيع ان يفرط بها ويتركها تموت او تعذب علي يد مصطفي وجده ولا يستطيع ان يقترن بها طوال عمره زفر دخان سيجارته وعيناه تفيض بوجع لا يتحمله 

ملامح سهر تتشكل امامه في السماء المظلمة علي هيئة امرأه حزينة .يؤخذ منها روحها وطفلتها وهو لا يقوي علي المواجهة ...يهرب ..يهرب ولا يتحمل الشعور بهذا الذنب الثقيل المعلق برقبته ....

في الداخل 

كانت عينا عهد شاخصتان في الفراغ المظلم امامها وصوت انفاس جليلة المنتظمة هو  ما يكسر السكون ..عيناهاتفيض بدمع الغدر والخذلان من خالها وعائلته وقلبها لا يستوعب ما يحدث ....ليست ستظل هنا للابد بل ستتزوج علي !!!! 

وان رفضت سيقف لها مصطفي مترصدا ينتظر رفضها لعلي ليأخذها لنفسه ....لا يبدو ان هناك مفر من هذا المأزق سوي الموت ..الموت أهون من كل هذا العذاب ...لا تنسي خالها وهو يغادر ولا تنسي سيدرا التي طالما تشاركتا كل شئ من صغرهما وكانتا أختين وهي تنادي علي والدها ليركب مسرعا ويترك عهد ....وأدهم ....حتي أدهم هانت عليه !!!! 

تركوها للضياع ....بلا أهل ...ولا بيت ...ولا مال ..ولا احد يهتم لأمرها ...تركوها كانها لا شئ خلفهم ....

تشعر بقلبها يتكسر حتي فرغ مكانه واصبح الهواء يدخل صدرها ويغادره جافا حارقا وروحها تؤلمها ...قامت بهدوء قدماها لا تحملها تتخبط في جدران الغرفة المظلمة حتي وصلت للباب ....

لا تعلم كم الساعة ولكن القصر مظلم وهادئ ، لا صوت داخله بعد العواصف التي كانت هنا منذ ساعات ، ذهبت للمطبخ وهي تترنح تبحث عن ماء يهدئ صدرها المحترق ....

اطفأ علي سيجارته ودخل ، فشعر بصوت في المطبخ ، تجاهله ولكنه شعر بالقلق فمن سيكون مستيقظ الان ...ذهب للداخل ونظر من بعيد فوجدها ...كانت تحمل زجاجة ماء في يد والبد الاخري بها شئ ما ...

عهد ( ميراث الدم )Where stories live. Discover now