الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء

ابدأ من البداية
                                    

- و ما الذي يجعلك متأكدا أن لي علاقة به ؟

جلس أنطونيو على المقعد المقابل للمكتب معدلا هندامه ثم وجه نظره ناحية دييغو الذي ينتظر إجابته ليقول :

- لقد أخبرتني عن رؤيتها لحذاء كلاسيكي قبل أن تفقد وعيها في تلك الليلة المشؤومة ، لا أعتقد أنها تعرف أن صاحبه هو نفس الشخص الذي من المفترض أن تكون عدوته غير أنه خالف الجميع و أراد كسب ودها و جعل من نفسه صديق لها..

..ربما هي غفلت عن هذه النقطة بسبب مشاغلها و براعتك في إخفاء نيتك الحقيقية ، لكن الأمر لم يمر علي ببساطة ، و أنا هنا أريد أن أعرف القطع الناقصة من القصة..

لاحظ أنطونيو صراع دييغو من نفسه بينما قبضته تشدد برفض لطلبه فأضاف بإصرار يغلفه الثبات :

- لن أغادر من هنا حتى أعرف جانبك من القصة..

عاد ليجلس على كرسيه الذي تركه مسبقا حين إعتقد أن هناك خطب ما حصل لڨيكتوريا ، نظر مطولا إلى أنطونيو ثم أغمض عيناه متنهدا بعمق يرخي تصلب جسده ، أبصر النور مجددا يشابك أصابعه فوق سطح المكتب مردفا :

- عشت لسنوات طويلة أحمل كنية أمي لأسباب شخصية ، خلالها كنت قد تعرفت على فابيو في المدرسة الإبتدائية و إمتدت صداقتنا حتى بعد تخرجنا من الثانوية ، أنا إلتحقت بتخصص علم النفس في الجامعة بينما هو إختار قطاع الأمن ليحذو درب أبيه..

..عرفتُ بعد سنوات قليلة من وفاة والدتي من تكون عائلتي حين أجبرتُ على العودة إلى قصر آل كاسانو لشغل مكان والدي الذي يحتضر ، حينها إرتبط إسمي بأحد عوائل العالم المظلم بينما كان فابيو يحارب ضد أي شخص ينتمي إليه..

..إعتقدت أن فابيو سيعتبرني عدوه أيضا ما جعلني أتحسر على صداقتنا الثمينة التي ستذهب مع أدراج الرياح لتغير لقبي ، لكنه فاجأني حين أخبرني في أول لقاء بيننا بعد الذي حصل :

" أعلم أن هذه الحياة لم تكن برغبتك ، في الأخير لا يستطيع المرء أن يختار عائلته ، كنتَ من كاسانو أو من أسوء منهم ، هذا لا يغير من حقيقة كونك صديقي المقرب دييغو ، شخص صادقته لنقاء قلبه الذي لن يتسخ بقذارة هذا العالم مهما حصل ، كنت كذلك بالنسبة لي من قبل و ستبقى للأبد.."

.. حينها أردكت أن علاقتنا أصدق و أعمق مما كنتُ أتصوره ، و لن ألتقي بشخص مثل فابيو مجددا ، هو كالفرصة الثمينة التي تأتي مرة واحدة في العمر..

المركز الرئيسي لشرطة -روما - قبل أربع سنوات:

كان دييغو يجلس في مكتب فابيو يعبث في هاتفه بينما ينتظر عودة صديقه الذي أخبره أنه مشغل في قضية بعد أن ألقى القبض على الأنثى المتهمة في الأمر..

دلف فابيو يلتقط أنفاسه بإرهاق يرمق الفراغ بضياع و معالم الحيرة بادية على وجهه ، إبتسم دييغو بسخرية ليقف من مكانه مربتا على كتفه هاتفا بسخرية :

أرواح مشوهة | distorted soulsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن