الفصل السادس و العشرون : وردة الجوري السوداء

1.8K 111 432
                                    

- سيد لورينزو روسو ، ما هذه المفاجأة السارة منذ الصباح الباكر ؟

- لا أعتقد أنها ستكون سارة بالنسبة لك سيد سيزار ، تعلم جيدا ما سيترتب عليه الخطأ الذي إرتكبته ، و أنا لستُ الرب لأكون رحيم..

- فقط لا تلمس قطي و أحصنتي و سأذهب معك بإرادتي..

- من حسن حظك أنني أحب الحيوانات ، سأستضيفهم في منزلي برفقتك..

إنشرحت ملامح سيزار في فرحة عجز عن عدم التعبير عنها بينما يقول بحماس :

- هل تقصد أنك ستقوم بإختطافي ؟

- الأمر لا يستدعي منك الإبتهاج كونك لن تكون ضيف..

- لا تصدق الخدمة التي ستقدمها لي بفعلتك هذه..

- سنرى إذا كنت ستحتفظ برأيك هذا فيما بعد فالخسائر كبيرة و لا أنوي خيرا..

في نقطة ما من طفولته كان قد توقف عن الخوف من الموت ، فأصبح بطبيعته متهور لأبعد الحدود حتى أنه كاد ينهي حياته لمرات لا تحصى لتنفيذه أفكار جنونية  تطرأ لعقله في أي لحظة دون القلق لما سيحصل له فيما بعد حتى لو عنى موته ما جعل منه شخصية إنتحارية..

ركب سيزار سيارة لورينزو بإستسلام تام منه بعد أن تأكد من كون بلاك و أحصنته بخير ، خاصة أن تلك المهر البيضاء قد تسببت بمشاكل كبيرة لكونها غير مروضة بعد..

لم يكن يدرك لورينزو أنه حقا يقدم خدمة لسيزار بفعلته هذه ، حيث كان سيزار متحمسا لما سيحدث لاحقا ، حين يصل إختفائه المفاجئ لما وراء البحار موقظا بركان خامد سيتسبب بإحراق هذا الرجل الذي سيتجرأ على أذيته..

التفكير في الأمر فقط جعل منه يبتسم بإتساع تحت نظرات لورينزو المستغربة من شخصية هذا الفتى ، نفى أفكاره حين توصل لنتيجة أنه فاقد لعقله بالكامل ثم أخذ كتابه ينهي قراءة الفصل الذي توقف عنده حين وصل لمنزل سيزار..

تجاهل أنطونيو السكرتير الذي رفض طلبه للقاء رب عمله لعدم وجود حجز موعد مسبق معه فتجاوزه ليفتح الباب بإندفاع تحت الصوت العالي المعترض لذلك الرجل الذي يحاول منعه من الدخول..

رفع دييغو عيناه عن الأوراق التي أمامه ليقع بصره على وجه أنطونيو الجامد عكس الهالة المتجهمة التي تحيط به ، ترك ما بيده ليقف بسرعة بينما يهز رأسه نحو مساعده يخبره بالرحيل ليغلق الباب يتركهما على إنفراد ، تقدم منه بينما يسأله بنبرة قلقة :

- هل حدث شيء سيء لڨيكتوريا ؟

- ما هي علاقتك بفابيو لومباردي ؟

بالرغم من أن دييغو قد حافظ على ثباته أمام أنطونيو ، إلا أنه لم يخفى عن الأخير إهتزاز عدستيه بعد ذكر ذلك الإسم ، إستفسر بهدوء :

- من أين تعرف هذا الإسم ؟

- من زوجتي..

لم يتمكن دييغو من كبح ردة فعله هذه المرة لدهشته بما حصل ، لم يتوقع أن تفصح ڨيكتوريا عن علاقتها بزوجها الراحل لهذا الرجل الذي يكون زوجها الحالي ! نظف دييغو حلقه يسأله مستغربا :

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now