الفصل الثاني: خَطَر !

4.6K 207 209
                                    

رَفعَت مِعصَم يَدِها نَحو عَينَيها الخَضرَاء لِتجِد السَاعة تُشارِف عَلى بُلوغ الحَادِية عَشر لَيلا,َ نهضَت مِن مكانِها مُتجهة إلى الحَمام لِتزيل آثار الدماء مِن علَى كَفَيها..

ثَواني حتى خَرجت مِنه لِتخرُج مِن الغُرفة بِأكمَلها نحو الرِواق الأبيَض لِتخطو بِخطواتها نَحو غُرفة أخرى, دَخلت لِتغلق البَاب خَلفها لِتجد الغُرفة المَليئَة بِالخزَائن الحَديدِية فَارغة مِما جَعلها تَتنهد بِراحة, إتَجهَت نَحو خِزانة مُعينَة لِتخرج مِفتاح صَغير الحَجم مِن جَيبِها لِتقوم بِفتحها, أخرَجت حَقيبَة مُتوسطة الحَجم لِتتجه بِها نَحو حَمام تِلك الغُرفة

بَعد مُرور مَدة قَصيرة خَرجت مِنه بَعدما غَيرت ثِيابَها مَن الرِياضِية السَودَاء إلَى بِنطال أبيَض ضَيق مَع كَنزة صُوفية ذَات لَون وردِي بَاهت لاق بِلون بَشرتها المُسمَرة بِفعل أشِعة شَمس فَصل الصَيف الذي غَادر مؤخرا بَينما قَدميها تَجردَت من حِذائها الرِياضي لِتمشي بِرجليها المُغطاة بِجوارب سَوداء عَلى الأرض البَاردة نَحو خِزانتها مُجددا لِتسحب حِذاء رَمادي ذو عُنق طَويل يَصل إلَى حَد رُكبتها مِن الدَان لِترتديه مُضيفة مِعطف رمَادي إلَى ثِيابها ثم أعَادت تَرتيب شَعرها البني المُسرح عَلى شَكل ذَيل حِصان لِتكتمل إطلالتِها أخِيرا..

أخَذت حَقيبَتها و أغلَقت خِزانتها بَعدما أعَادت ثِياب العَمل بِداخلها لِتخرج مِن الغُرفة بَينما عَقلها مشغول بِتصفح الهَاتف المَحمول بِواسطة يَدها اليُمنى فِي حِين اليُسرى تَكفلت بِحمل حَقيبتها..

عِند مُرورها أمَام مُنعطف عَلى يَمينها شَعرت بِشيئ يُرش عَلى وَجهها لِتتَسلل رائحَته فَورا نَحو أنفِها لِتجعل رُؤيتها مُشوشة, أردفَت بِهمس لِنفسها:

-تبا! ليس مجددا !

لِتقع بين يَدي الرجل مُغشى عَليها, لِيأخذ صَديقه حقيبتها في حِين هو تَكفل بِسحبها نحَو الرواق المظلم لِيخرج من المُستشفى بِأكمله..

تَجعدت مَلامحها بِإنزعَاج لِتفتح عينيها بِبطئ رمشَت عدة مَرات لِتعود رؤيتها إلَى طبيعتها بعدما كانت مشوشة, جالت عينيها مستكشفة المكان الذي لم يكن سوى ظلام دامس سوى البقعة المضاءة التي هي فيها مقيدة بِالمقعد الذي َتجلس عليه..

قَلبت عينيها بِتملل لِتردف بِإنزعاج:

- ماذا تريد مني مجددا ريكاردو ؟ ألَم نتوصل إلى إتفاق مرضي لكلينا؟ أعلم أنه كان لصالحي فقط و لكن الإتفاق إتفاق!

ظَهرت ملامح الإستغراب على ملامح الكابو الذي كان يقف في الظلام إلى جانب النارد الباردة..

خرج جسد من الجهة المظلمة الواقعة خلفها و لم يكن سوى ذلك الشاب الذي إختطفها و رمى دلو الماء على فلانتيو سابقا إلا أنه هذه المرة كان يحمل حقيبتها..

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now