الفصل الخامس: صورة..

3.5K 163 360
                                    

وقف أمَام المِرآة لِيقابله إنعكاسه, رفع كَفيه لِيعَدل ياقة قَميصه ذو اللون الأزرق الداكن لِيظهر أمَامه خيال ڤيكتوريا و هي تَقوم بِتعديل يَاقته حينما تبادلا أطراف الحدِيث في الأمس أمَام جناحه, أغلق عيناه طاردا تِلك الذكرى من ذهنه, فَتح عَينيه مُجددا حَال إختِفائها لَتمتد أنامِله إلى شَعره مُصفِفٌ إيَاه نحو الخلف لِيعود خيال ڤيكتوريا أمَامه حَيث كَانت تداعب خصلاته لِيزفر بَغضب مُبعثرا مَا عَدله, أمسَك بِهاتفه لِيخرج من جِناحه مُغلقا الباب خلفه, وقف امام السور لتِرتسم إبتَسامة جانبية حال وُقوع رمديتاه على تلك الواقفة مقابلة له في الطابق السفلي أمام الحائط الزجاجي الخَاص بِغرفة المعيشة ترتشف من الكوب الذي بين كفيها التي إختفى نصفها تحت أكمام كنزتها الصوفية ذات اللون الازرق الملكي, رفعت كفها الأيسر لتعيد خصلة من شعرها البني الذي صففته على شكل كعكة فوضوية إلى خلف أذنها التي زينت بقرط أزرق ناعم, أنزل نظره إلى الأسفل حيث كانت ترتدي بنطال أبيض رفقة جوارب طويلة زرقاء بلون الكنزة فقط, تفحصها من رأسها إلى أخمض قدميها بينما هي كانت مشغولة في النظر إلى الخارج حيث الرياح كانت تجرد الأشجار من أوراقها الجافة التي كانت تتساقط بهدوء على الأرض لترحل بدون عودة..

فتح شفتيه ليهمس بغضب من بين أنفاسه:

- الجمود لا شيئ غير الجمود

شعر بإهتزاز هاتفه بين يده ليجد إتصال وارد من لورينزو ليجيب عليه مباشرة و عيناه لا تزال معلقة عليها..

- إسمعني أنطونيو., أنا على وشك إرسال صورة فيكتوريا إلى الظل, لذلك أعطني سبب آخر مقنع حتى لا أتراجع عن القيام بذلك لأنني لا أزال غير مقتنع بما قلته و لا أريد الوقوع في مشاكل كثيرة بسبب تهورك..

- و منذ متى و كانت قراراتي متهورة يا لورينزو؟ أعتقد بأن اللعنة أثرت على عقلك يا رجل..

ليصله صوت لورينزو المتذمر الذي قال:

- لماذا لا تزال مصرا على أن ڤيكتوريا تؤثر علي؟ إن تلك الطفلة لا تعني لي شيئا فعلا! أنا لا أريد أن أتورط مع الظل فحسب, و الآن أريد سبب مقنع لأقوم بما تريده!

تنهد أنطونيو بعمق ليردف بينما ينظر نحوها مبتسما:

- إنه ظل, و لا وجود لظل بدون صاحب, و إن صاحب الظل هو ڤيكتوريا..

- حسنا الآن أعطيتني سبب مقنع, إعتبر أن الأمر قد تم..

أنهى مكالمته ليبتعد عن مكانه نازلا إلى الاسفل بخطوات هادئة..

إرتسمت إبتسامة واسعة على شفتيها حالما علمت بقدومه لترفع كوبها مرتشفة منه مجددا, شعرت بوقوفه بجانبها على بعد مسافة معتبرة..

- صباح الخير سيد أنطونيو..

- أي خير و قد رأيت وجهكِ منذ بداية الصباح؟

أرواح مشوهة | distorted soulsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن