الفصل الرابع و العشرون : على حافة الهاوية

3.8K 160 497
                                    

كانت شيري تقود السيارة بينما في الخلف يجلس كل من أليكساندرو و أكيرا مع هيرو بحيث قرروا قضاء اليوم في منزل سالفتور..

نظرت إليهم عبر المرآة مطولا بتفكير قبل أن تدير المقود نحو اليسار بدل من اليمين ، تعجب أليكساندرو من فعلتها ليقول مستغربا :

- هذا ليس الطريق إلى المنزل !

- سنذهب اليوم لمكان أفضل..

بعد مدة ركنت سيارتها أمام المزرعة ، ترجلت و معها الصغار لتقف أمام الباب ترن جرسه ، فتح سيزار الباب متذمرا :

- أليس لديكِ عمل تلتهين به و تتركينني و شأني؟

توسعت عيناه بدهشة حين رأى حفنة الأطفال تلك التي تحيط بها ، إبتسمت شيري تضع يدها فوق شعر أكيرا و تحيط بالأخرى كتف أليكساندرو :

- لقد أحضرتُ معي ضيوف اليوم..

همهم أليكساندرو بسخرية قائلا :

- هل منزل هذا البغيض هو تعريفك لمكان أفضل ؟ أعيديني إلى المنزل الآن..

أشارت ناحية أليكساندرو محرجة تتابع حديثها :

- أنتَ تعرف أليكساندرو بالفعل ، هذا هيرو و هذه أكيرا..

مد هيرو يده يلقي التحية على سيزار الذي بادله بواحدة يرسم إبتسامة مصطنعة على شفتيه لغرابة الموقف..

توقف عند أكيرا التي كانت جامدة في مكانها تحملق  سيزار بنظرات هائمة و قلوب وهمية تحوم حولها ، أعطته ظاهر يدها عكس الصبيان تخبره بصمت أن يقبلها..

قهقه سيزار بخفة بينما ينحني منفذا طلبها ما جعل من إبتسامتها تتسع أكثر ، إعتدل في إستقامته يدعوهم لدخول..

حين تقدمت أكيرا لتلحق بالبقية إستوقفها أخيها يشد على ذراعها يسحبها إليه هامسا بغضب :

- ألم تكوني معجبة بأليكساندرو منذ لحظات فقط ؟

- من أليكساندرو ؟ يوجد سيزار فقط..

أبعدت عنها قبضته تهف خصلات شعرها الطويلة في الهواء ثم رسمت قدميها قفزات قصيرة ناحية الداخل بينما يدها تمسك بطرف فستانها ترفعه قليلا تحت نظرات أخيها القاتلة ، زيرة الرجال هذه !

حاولت أكيرا لفت إنتباه سيزار طوال الوقت باللحاق به أينما يذهب و تقليد حركاته لكنها لم تحصل عليه تماما فلم يكن أمامها خيار آخر..

في طريقهم إلى الإسطبل سقطت على الأرض تمثل إصابتها و عينيها تذرف دمعة تماسيح ، أحاط بها الجميع ليطئمن بإستثناء أخيها هيرو الذي بقي في مكانه يصفع جبينه من حيلة أخته الرخيصة التي تتعمد فعلها دوما !

أخذ سيزار أكيرا بين ذراعيه فإبتسمت بنصر ، وجدت أخيها ينظر إليها بغير رضا فأخرجت لسانها تثير أعصابه أكثر..

أرواح مشوهة | distorted soulsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن