الفَصل الأول: ڨيكتوريا رومانو

10.5K 306 183
                                    


وسَط جِبَال مَدِينة كُومو الإيطَالِية التِي تَشتَهِر بِإمتلاكها لِواحِدة مِن بَين أروَع البُحَيرَات فِي العَالَم..

تَواجَد مَنزِل خَشبي مُتوسِط الحَجم بَينَ أشجار تلك الجِبَال العَالِية مِمَا جَعلَه خَفي عَن الأنظَار, فُتِح البَابُ لِيخرُج مِن خَلفِه رَجل طَويل القَامَة, تُغَطِي جَسَده مَلابِس سَودَاء ثَقِيلة نَوع مَا لِتَقِيه مِن لَفحَات فَصل الخَرِيف البَارِدة التِي بَاشَرت بِالإصطِدَام بِه حَال خُروجِه مِن بَيتِه الدَافِئ, تِلكَ القُبَعة الصُوفِية و الوَشَاح الأسْود المُلتَف حَول نِصف وَجَهُه السُفلِي قَامَا بِحَجبِ مَلامِحِه عَن العِيان..

إبتَعدَ عَن بَابِ المَنزِل لِيتَجه نَحو جِذْع الشَجَرة المَقطُوع لِيسحَب الفَأس المُسْتَقِر فُوقَها ثُم أمسَك بِجِذعِ كَبِير الحَجم لِيضَعه مَكَان الفَأس سَابِقا, رَفَع يَده الأُخرَى لِيُنزِل الوِشَاح إلَى رَقَبتِه لِتظهَر مَلامِحُه المَرسُومة بِإتقان عَلى بَشرته السَمرَاء أثبَتَت بأنَه إيطالي أبًا عَن جَد..

إنِشَغاله بِتقطِيع الخَشب مَنَعَه من مُلاحَظة زَوج الأعَين التِي كَانت تُراقبُه مِن خَلف المِنظَار مِن فَوق غُصن إحدى تِلك الأشجَار, إرتَفعت شَفَتيه فِي شِبه إبتِسامة حَالما إنكَشفت مَلامِح الآخَر لَه, أخَذ بِيده الحُرة هَاتفه لِينقُر عَلى إسم " الكابو"

صَوت رَنين هَاتِفه الذِي دَوى فَجَأة جَعل مِن إبتِسامَة صَاحِبه تَتَسع أكثر لِيردِف بِهدوء إلَى تِلك المَرأة التِي تَجلس بِجانبه التِي جَعَدت مَلامِحِها بِعدم رِضى:ِ

- عُذرا آنِستي..

إبتَعَدت عَنه نِسبِيا بَعدَما كَانت مُلتَصِقة بِه فِي مُحاولة يائِسة لِنيل إنتِباهه,تَنفَس المَعني الصُعدَاء و هُو يَهمِس بِصوتٍ لَم يَصِل إلَى مسَامِع القَابِعة بِقربِه:

-إن المُتَصل سَيحصُل عَلى هَدِية مِني لَم يَكن لِيتَصورها فِي حَياته أبَدا..

سَحب هَاتفه مِن جَيب مِعطَفه الرَمَادي لِتتَوسَع إبتَسامَته أكثَر إلَى أن كَادَت أن تَشق وَجهَه بَعد وُقُوع بُنِيتَاه عَلى إسم المُتَصل لِيهمِس مُجَددا بِخفُوت قَبل أن يُجِيب:

- و أخيرا سِأؤدي مَشهَد الأَكّشن الخَاص بِي

وَضعَ الهَاتِف عَلى أذُنِه بَعد نَقرِه عَلى قُبُول لِيأتِيه صَوت مِن الجَانب الآخر يَقُول:

- إنَه حَيث قُلتَ كابو..

زَم المَدعُو بِالكابو شَفَتيه فِي مُحَاولَة يَائِسة لِإخمَاد رَغبَته فِي الضَحك ثُم أغَلق الخَط دُون الرَد عَلى الطَرف الآخَر, أعَاد هَاتفه حَيثُ كَان لِينظُر نَحو تِلك التِي تَلف خُصلَة مِن شَعرِها البُني حَول إصبَعها بِملل لِيقف مِن عَلى الكُرسي الطَويل المُقابِل للكاونتر الخَاص بِالمقهى مُردِفا بِلباقة مُناسبة لِهيئَته و لَكنَتِه الإيطَالية المُمَيزة:

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now