الفصل السادس: تبادل عهود..

3.3K 163 536
                                    

إبتسم بإتساع بعد سماعه لجملتها ليقول بهدوء:

- يبدو بأن حضرته قد أخبركِ بالأمر منذ وصول صورته إليكِ, لماذا إنتظرت حتى الآن لتكشفي علاقتكِ به؟ هل لأنكِ تحت تأثير الكحول؟

أجابته بنبرة جافة و هي تضغط على كأس النبيذ الفارغ بين يديها:

- كم من مرة أخبرتكَ بأن لا تعبث معي سيد أنطونيو؟ لماذا تضرب بِكلماتي عرض الحائط؟ لقد كنت أعتقد بأنكَ شخص عاقل يفكر أكثر من مرة قبل أن يقدم على شيئ ما و لكنكَ أثبت لي العكس تماما..

- إلى ماذا تلمحين آنسة ڨيكتوريا؟

- أنا شخص مجهول تماما بالنسبة إليك سيد أنطونيو لا تعلم عني شيئ سوى إسمي و عنوان منزلي و مكان عملي لا غير, حتى قرائتك للغة الجسد لم تجدي نفع معي, لذلك يجب عليكِ توخي الحذر أثناء تعاملك معي فربما أنا لست كما تعتقد أنت..

- و لكنني يا آنسة شخص يعشق المخاطرة حين يتعلق الأمر بشيئ أجهله..

- إن عشقك هذا سيؤدي بك إلى الهاوية بلا شك, لذلك كفى عن التصرف بتهور و العبث في الأرجاء..

- يجدر بي التهور إذا ما كان الأمر يتعلق بشيئ يشكل خطر على سلامة عالمي..

صدرت منها قهقهة ساخرة مستنكرة لكلماته مما جعله يرمقها بضجر ليعيد نظره نحو الأمام ليسمعها تقول:

- هل تعتقد بأنني خطر عليك؟

- فكري جيدا, شخص يعلم بكل شيئ عني يقتحم حياتي فجأة بدون أي مقدمات أو معرفة مسبقة لي به, معلوماته من ضمن السجلات التي لا يمكن الوصول إليها مهما حصل, له علاقات مع مختلف زعماء العالم المظلم هنا في إيطاليا و ربما في الخارج أيضا بالإضافة إلى العلاقة الوطيدة التي تجمعه بالظل و ربما كابو مافيا السكاكين الطويلة, كيف تريدين أن أصنفه في حياتي غير كونه خطر؟

- إن المظاهر مخادعة يا سيد أنطونيو, ليس كل ما نراه صحيح..

- و هل قمتِ بشيئ ما يلغي صحة ما يبدو؟

- أنا لم أقم بأذيتك أبدا..

- و ما هو الضمان بأنكِ لم تفعلي؟

- إسمعني جيدا سيد أنطونيو و إحفظ أحرفي عن ظهر قلب..

إلتفتت إليه لتلتقي خضرواتيها الباردة مع رماديتاه الغاضبة لتتابع حديثها قائلة:

- أنا لست الشخص الذي يريد أذيتك سيد أنطونيو, لو أردت ذلك لفعلت منذ وقت طويل للغاية, أنا لست عدوتك و لست صديقتك أنا أريد حمايتك و ضمان سلامتك فقط, إن عدم إنكشاف حقيقتك إلى حد الآن فهو نتيجة لجهودي التي أبذلها منذ سنوات..

تنهدت لتكمل بنبرة هادئة يتخللها التحذير:

-لذلك أحذرك من خسارتي فوقتها سيبدأ عالمك الذي بنيته أنت و حافظت على إستقراره أنا بالتحطم..

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now