الفصل الثامن: فوضى ساخط

3.3K 162 264
                                    

تَوقفت سيارة من نوع مرسيدس ملونة باللون الأحمر أمام بوابة قصر روسو, صدر صوت زمور مُعلنا سائقا رغبته بِالدخول, كان الحارس يراقب هذه السيارة الغريبة بينما يتصل برب عمله قبل أن يُقدِم على فعل أي شيئ إتجاه هذا الضيف المجهول..

كان يقف مستندا على الحائط خلفه و يديه داخل جيب بنطاله بينما عيناه مثبتة على السرير الذي أمامه في الغرفة, تحديدا على ذلك يرقد عليه, يراقب قطرات السيروم التي تنزلق ببطئ من ذلك الكيس المعلق على قمة القطعة الحديدية الفضية الموجودة بجانب مقدمة السرير عبر ذلك الأنبوب الشفاف الذي يتنهي بإبرة مغروسة داخل ذراع صديقه الغائب عن الوعي لا يدرك أي شيئ يجري حوله..

رنين صوت هاتفه قاطع شروده ليأخذه من بنطال بذلته الكلاسيكية ليجيب مباشرة دون النظر إلى هوية المتصل قائلا بصوت مقتضب:

- ماذا؟

-سيدي هناك سيارة حمراء اللون تريد الدخول بشدة حيث لم توقف الزمور أبدا

إبتسم بإتساع بينما يتعدل في وقفته ليقول بهدوء:

-إسمح لها بالدخول

أنهى المكالمة ليعيده نحو جيب مردفا براحة:

- و أخيرا..

دخلت السيارة بسرعة إلى باحة القصر بعد أن قام الحراس بِفتحها, توقفت أمام مدخله الرئيسي لينطفئ محركها..

فتح باب السائق ليترجل صاحبها و الذي لم يكن سوى أنثى في العشرينات من عمرها, ترتدي حذاء ذو كعب عالي و عنق طويل باللون الأسود يصل إلى نهاية ركبتها حيث تعتليه تنورة سوداء قصيرة تمتلك شق صغير عند فخذها رفقة بلوزة بنفس اللون تصل إلى منتصف بطنها لتكشف عن خصرها العاجي المنحوت, لم يقيها من برودة هذا الفصل سوى المعطف الذي يماثل التنورة في الطول و لم يختلف عن البقية في لونه, خلعت نظاراتها الشمسية لِتظهر زرقويتها المخضرة المحددة باللون الأسود بإتقان لتضعها فوق رأسها حيث ربط شعرها الذي ينافس النار في لونه على شكل ذيل حصان..

تقدمت ليصدر صوت من كعب حذائها جراء إرتطامه بالأرضية الرخامية, رنت الجرس لِتفتح بعد ثواني إحدى الخادمات التي ظر فورا على وجهها معالم الإستغراب و الدهشة من قدوم أنثى إلى منزل رجل أعزب طوال حياته..

-هل سأبقى واقفة هنا؟

صدر صوتها البارد لِتحمحم الخادمة بِخجل متنحية عن المدخل لِتسمح لها بِالدخول لتدلف الأخرى بخطوات مسرعة ثم صعدت نحو الأعلى, رفعت معصمها لتجد ساعتها تشير إلى الخامسة صباحا, وقفت وسط الرواق تلتفت إلى كلا الجانبين باحثة بعينيها الخائفة عنه..

سمعت صوت فتح باب, إستدارت نحو مصدر الصوت لتجده واقفا أمامها بينما تعابير الراحة و الإشتياق تحتل وجهه و ذراعيه مفتوحة أمامه تدعوها لإحتضانها و لم تجعلها تنتظر للحظة أخرى حيث هرولت لتندس داخل حضنه معانقة إياه بقوة ليبادلها العناق بقوة اكبر..

أرواح مشوهة | distorted soulsWhere stories live. Discover now