الفصل الخامس عشر : عقاب متمرد

3.1K 108 348
                                    

أصاب النصل ذراعه الأيمن ، إختارته تحديدا ليشعر بذات الألم و في نفس الجهة ، أمسك سيزار بذراعه المصابة كردة فعل غير إرادية و عيناه مثبتة عليها تكاد تحرقها ، لمح الحصان تغير ملامح صاحبه إلى متألمة و الدماء تتساقط منه بسبب الشخص الغريب الذي أمامهما ليشعر بالخطر و الغضب في نفس الوقت..

عاد خطوات قصيرة إلى الوراء ثم توقف مستقيم الرقبة و عيناه تجحد شيري التي لم تكثرت له بل كان إنتباهها مصوب ناحية سيزار ، تقدم الحصان إلى الأمام مهرولا بإتجاه شيري التي إلتفتت إليه أخيرا لتردك أنه قادم صوبها ..

إستوعب سيزار لما سيقدم عليه حصانه ليركض بأقصى سرعته متناسيا لإصابته ، يعرفه جيدا هدوءه من الخارج يمنحه شكل لطيف لكنه في الواقع عدواني و إنتقامه عنيف..

عادت شيري إلى الخلف بسرعة لكنها لوت كاحلها بسبب خطوتها الخاطئة ، سقطت أرضا ساندة نفسها بكفيها لتطلق صرخة متألمة بسبب ثقل جسدها الذي وقع حمله على إصابة ذراعها ، إلتفتت إليه لتجده قد إقترب منها للغاية حاولت النهوض لكنها لم تستطع..

وقف سيزار بينهما في آخر لحظة هاتفا بصوت عالي و هو يرفع يديه أمامه لإيقاف حصانه الثائر :

- دارسيو !

توقف في مكانه ملبيا أمر صاحبه ، إقترب سيزار منه ليضع راحة كفه السليم فوق رأسه مربتا عليه بخفة هامسا له بالروسية :

- لا تقلق يا صاح ، أنا بخير ، هذا مجرد جرح بسيط سأعالجه فيما بعد ، ما رأيك أن آخذك لترتاح قليلا ؟ لقد كانت جولتنا متعبة اليوم..

نفث الحصان أنفاسه بقوة ليهتز رأسه ، إبتسم سيزار له متابعا حديثه :

- أخبرتك أن لا تقلق ، سأتولى أمرها بنفسي ، هيا سآخذك إلى مكانك..

شعر سيزار بأن دارسيو قد إستجاب لطلبه لبيتسم أكثر ثم أخذ بلجامه ليسحبه إلى مكانه ، أغلق و إطمئن عليه لآخر مرة قبل أن يعود إلى شيري التي وجدها تحاول الوقوف بصعوبة..

قلب عينيه بتملل ثم مد يد ذراعه السليمة لها بينما يقول باللغة الإنجليزية ميزتها اللكنة الأمريكية:

- ليس من شيمي التعامل مع الإناث أو الحيوانات بشكل غير لبق ، لا أعتبرك من النوع الأول فلا بأس بما أنك تنتمين لثاني بالنسبة لي..

هشت يده بعيدا عنها لتقف بنفسها دون مساعدته مجيبة إياه بحقد بذات اللغة :

- و أنا ليس من مبادئي قبول المساعدة من أشباه الرجال !

رفع كتفيه بغير إكتراث لكلماتها التي كانت ستجعل غيره ينفجر غضبا ، إلتفت إلى ذراعه الغير مصابة و مزق كم قميصه الأبيض بصعوبة متحملا ألم السكين المنغرس بجسده ، أخذ القطعة الممزقة ليضعها فوق جرحه ثم سحب النصل من مكانه راميا إياه أرضا أمامها حيث كانت تستند على طرف الجدار المصنوع من الخشب ، نظر إليها بتمعن مردفا :

أرواح مشوهة | distorted soulsKde žijí příběhy. Začni objevovat