الفصل التاسع عشر

Depuis le début
                                    

آفاق حبيبتي أنت كويسة ؟
مرام خرجت من العمليات ولا لسه ؟
التفتت آفاق على صوت رندا ورهف فنهضت من على المقعد وارتمت عليهم تحتضنهم وتبكي ثم ردتّ بصوت متقطع مبحوح :
لسه بقالها كتير .. بقالها كتير في العمليات .
ربطت رهف على ظهرها وضمتها ثم رددتّ بخفوت :
أهدي يا حبيبتي هتبقى كويسة بإذن الله .
اقتربت ملاك وإيما منهم فلاحظوا انهيار آفاق فوقفوا جوارها بحزن عليها وعلى مرام ، تلك الفتاة الاجتماعية التي كانت صديقة وشقيقة جيدة رغم تصنعها للحدة في بادئ علاقتهم .
وقعت قدام عيني كانت فرحانة بمطعمها أوي .. أنا السبب
هتفت آفاق من بين شهقاتها بانهيار فضمتها رهف أكثر وظلت تردد أن كل شيء سيء سيمر ومرام ستتعافى حتى خرج الطبيب فابتعدت آفاق عنها وركضت صوب الطبيب تسأله بقلق شديد فشقيقتها منذ عدة ساعات بداخل تلك الغرفة :
أختي مرام كويسة يا دكتور صح مفهاش حاجة ؟
حمحم الطبيب بتوتر وأجاب :
عملنا كل اللي علينا والباقي على ربنا أكيد ، آنسة مرام الوقعة كانت قوية عليها أدت لكسر في رجلها وذراعها اليمين وللأسف الحبل الشوكي تضرر حاولنا بكل الطرق بس مفيش حل الوقعة مش بسيطة .
ترنحت آفاق فسندتها ملاك ورندا ثم أشارت لهم أنها بخير وسألته بتشتت وانفاسها تعلو بخوف :
ي.. يعني إيه ؟
مط الطبيب شفتاه بأسف :
الضرر اللي حصلها سبب لها شلل يعني صعب تمشي تاني وأنتِ دكتورة وأكيد فاهمه .
هزت رأسها بهستيرية ودموعها تسيل على وجنتيها بغزارة :
مستحيل .. مستحيل !
رددّ الطبيب بهدوء :
أحمدي ربنا يا مدام وإن شاء الله تتحسن .
عايزة أشوفها .
رددتّ بإلحاح وترجي فأردف الطبيب :
حالياً مينفعش الحالة لسه مش مستقرة أدعي ليها .
يا رب خليها ليا يا رب هي ملهاش ذنب ..
دعت ربها برجاء وتحركت بخطوات غير متزنة تستند على الحائط حتى وصلت لغرفة مرام ووقفت أمامها تستند على الحائط بقلب يدق بعنف خوفاً من فقدان شقيقتها آخر أفراد عائلتها .

تشرب ؟
رفع حامد عينه لغسان يرمقه بضيق :
صايم .
أردف غسان بسخرية وهو يرتشف مشروبه :
مبادئك بتحرجني ..
تجاهله حامد ورددّ بغضب :
آدم راجع من إيطاليا أول ما سمع وطبعاً ماضي ماشي وراه كأنه عيل صغير خايف عليه .
زفر بضيق شديد ثم أكمل بتوعد :
هانت .. هانت واخلص منه بشكل نهائي .
طلتّ ابتسامة خبيثة على شفتيّ غسان ورددّ بغموض :
وأنا بدأت بأول خطوة في نهايته .
سأله حامد بعدم فهم :
ازاي عملت إيه ؟
ترك غسان الكوب على الطاولة وابتسامته الخبيثة مازالت مرتسمة :
هفهمك ..

في صباح اليوم التالي :
توقف عن الركض يا فتى .
هتف ماضي بحنق من ركض آدم منذ خروجهم من الطائرة ، أشار آدم لسيارة أجرة وصعد بسرعة وجواره ماضي ثم أشار له بالتحرك لعنوان المشفى .
دق هاتف ماضي باسم زوجة عمه محمد فور تشغيله للهاتف فأجاب :
صباح الخير يا مرات عمي .
أنت فين يا ماضي برن عليك من بدري الرقم مقفول .
سمع صوتها المنخفض فأردف باستغراب :
كنت في الطيارة حصل حاجة ؟
ردتّ الأخرى بقلق :
عمك محمد رجع من السفر وجدك بيتخانق معاه ويامن .
سألها ماضي بقلق :
ملاك شافته ؟
ردتّ الأخرى :
قربت على القصر كانت في المستشفى مع آفاق تعالى بسرعة مش عارفة اتصرف لوحدي .
أغلق معها بسرعة بعدما طمئنها بأنه قادم ثم طلب من السائق أن يتوقف وحادث آدم باستعجال قبل أن يترجل من السيارة :
يوجد مشكلة بالبيت ويتوجب عليّ الذهاب لا تغلق موقعك على الهاتف وطمئني على مرام لا تنسى .
أكمل آدم طريقه للمشفى حتى وصل وركض بسرعة يبحث عن غرفة مرام ليجد زوجته ، توقف عن الركض عندما رآها تخرج من مرحاض السيدات بوجه ذابل حزين .
آفاق وحيدتي ..
انتفضت عند سماع صوته فاقترب آدم منها وهو يفتح ذراعيه ليحتضنها وعيناه القلقة تدور عليها يريد الاطمئنان قبل أن يتوقف بصدمة من عودتها للخلف ورفعت كفها تمنعه من الاقتراب أكثر .
دبّ الرعب بقلبه ورددّ بخوف وهو يقترب منها :
ماذا حدث حبيبتي دعيني اتفحصك ذلك الحقير ألحق الأذى ب..
لا تقترب لا تقترب .
قاطعه صراخها عليه بغضب ولأول مرة يرى النفور بعيناها فسألها بقلق :
ماذا فعلت لتغضبي هكذا ؟
صرخت الأخرى بانهيار وهي تدفعه في صدره وصوت بكائها يعلو :
أنا من أخطأت .. أنا من أخطأت بزواجي منك .
أمسك يديها بإحكام وأردف بنبرة مهتزة :
لا تتحدثي هكذا آفاق أرجوك ت.. توقفي عن المزاح .
حررت يدها منه ورمته بنظرات مشمئزة وهتفت بجمود :
بماذا تُحب أن أناديك روجر أم آدم أيها القاتل !
رددّ بصدمة :
ما الذي تقوليه آفاق !
أكملت الأخرى حديثها بصراخ غاضب :
في مدينة إيفرت تحديداً ببيت سيدة ترجتكم ألا تقتلوها بعيناها وأبتْ إخراج الرجاء من فمها .. سيدة قتلتها مثل الحشرة لأجل المال .
أخرجت هاتفها ورفعته في وجهه فحرك نظره من عليها بصعوبة للهاتف قبل أن تتسع عيناه بصدمة وخوف فأكملت آفاق صراخها وهي ترمي الهاتف عليه وجذبته من مقدمة ثيابه :
تلك السيدة كانت أمي التي دفنتها أنت ورجالك بعدما قتلتموها بأمر من غسان ، غسان القاتل الذي تحميني منه أتضح أن القاتل ينام جواري كل يوم !
لم يقاومها وتحرك للخلف أثر دفعها له حتى أن الممرضين والأطباء أتوا على الصوت فحاول نوح الاقتراب فمنعته رندا فلا يحق لهم التدخل ، أكملت صراخها بكُره :
كيف ستحضر حق قتل أمي وأبي وأنت القاتل .. كيف ستفيّ بوعدك كيف !
آفاق اسمعيني ..
حاول الحديث فقاطعته بغضب :
ليس لديك حق التبرير ستطلقني ومن بعد الآن أنت عدوي وسأخذ حق والداي ومرام منك ومن غسان .
استدارت لتعود لغرفة شقيقتها فتحرك خلفها يردد بخوف من فقدانها وعدم استيعاب :
لم اقتلها أقسم آفاق صدقيني لست أنا من فعلها شخص آخر لقد كنت مراهق وقتها ولم..
استدارت فجأة وصرخت بوجهه :
توقف عن تبرير كل شيء على أنك كنت صغير أمي ليس لديها ذنب لتتحمل رفض أمك وأبيك لك !
آفاق لست أنا صدقيني ..
حرك رأسه بلا عدة مرات بهستيرية فأكملت حديثها بكُره :
أترك ثوب الشخص المظلوم ورمي الذنب على المجتمع أنت قاتل ومهما فعلت لن يتغير الواقع .
رفعت عيناها تنظر بداخل عيناه بقوة وكُره ثم أكملت :
والواقع يقول أن القاتل يُسجن ويُقتل مثلما قتل وأن الطبيبة لا تتزوج مجرم .
استدارت تدخل غرفة شقيقتها بعدما رأت الحزن والصدمة والإنكار يتشكلون على وجهه ، لم تشعر بالحزن عليه فقد قررت دهس قلبها وإخراج حبه فلن تُحب قاتل والديها .
أخرجت هاتفها تشاهد الفيديو الذي أرسله غسان من رقم مجهول مرفقاً برسالة ساخرة " تخيلي وأنا بتفرج على ذكرياتي لقيت فيديو ومين فيه آدم جوزك أصل أنا أجرته هو ورجالته عشان نتخلص من الغالية . "
أزالت دموعها بكفها بعنف واقتربت من الباب تغلقه بأحكام حتى لا يدخل آدم الواقف في الخارج يرددّ بصوت مرتجف :
آفاق اسمعيني لا تصدقي ذلك الحقير أنا لم أقتل أي شخص مظلوم أقسم.. لن تتركيني آفاق لن أسمح لك .
جلست خلف الباب على الأرضية تبكي بصمت وهتفت بجمود :
لن اعيش مع قاتل أمي سأطلق منك وذلك أقسى عقاب لك .
لكم الباب بعنف وصرخ بصوت مرتفع :
لن تتركيني ولن أطلقك أنا احبك أقسم لم اقتلها غسان يكذب افتحي .
اقترب الأمن منه يجذبه للخارج فحاول نوح إبعادهم عنه ولكن الأمر كان من الطبيب الأعلى منه فآدم بصراخه يؤذي بقية المرضى .
صرخ بغضب وهو يدفع الحراس :
اتركني.. آفاق اسمعيني أرجوك آفاق ..
أشار نوح للحراس بألا يقتربوا وحادث آدم بهدوء :
آدم أرجوك أرحل من المشفى ذلك مكان مرضى لا تسبب المتاعب .
صك على أسنانه بغضب شديد وتحرك للخارج بخطوات سريعة وشرارات الغضب تتطاير من عيناه متوعداً لغسان .

كل الآفاق تؤدي إليكOù les histoires vivent. Découvrez maintenant