الفصل السابع

49 6 2
                                    

يا خائن تخونني من أول يوم زواج !
صرخت آفاق بجملتها على آدم الواقف يرمقها بتعجب وريبة فهو للتو دخل للملحق معها بعدما رفض ماضي تركه متحججاً بأمر غسان ، وأخبرته بأنها ستدخل للمرحاض ثم تخرج للتحدث معه في أمر مهم وعند خروجها صرخت عليه حتى افزعته ورمى الهاتف من يده .
صاح بفزع :
ماذا حدث ماذا !!
أردفت بنبرة ساخرة وهي تقلده :
عزيزتي ماري أنا أيضاً اشتقت لك سأراكِ قريباً بالتأكيد ..
رددّ بتعجب :
وما المشكلة !
رفعت سبابتها في وجهه بتهديد :
إن لم تحترم كوني زوجتك أيها الضخم الإيطالي ستحزن كثيراً مني .
اقترب منها خطوتين مردداً بنبرة ممازحة خبيثة :
أتغارين على زوجك الحبيب يا ذات الجدائل !
توترت لوهلة ثم ردتّ بتلعثم واندفاع :
بالتأكيد لا .. فقط أريد أن تحترمني كما أفعل معك .
أردف بصدق :
ولكنني احترمك بالفعل تلك الفتاة صديقتي في العمل فقط .
أصدرت صوت غريب من فمها ووضعت يدها في خصرها مرددة بطريقة غريبة ولكنه فهم أنها هكذا تتشاجر معه :
صديقة إيه يا عنيا لا بقولك إيه خلي الأيام تعدي ما بينا على خير وإلا هسود عيشتك ..
جلس على الأريكة وسألها بنبرة هادئة متجاهلاً صراخها عليه :
ماذا تريدي أن تخبريني إياه يا ذات الجدائل ؟
جلست جواره وأجابت بجدية :
في البداية أشكرك على مساعدتك ليّ وأريد إخبارك أننا أصدقاء وبعد التخلص من غسان ستطلقني ..
صمتت لوهلة ترى تأثير حديثها عليه فقابلت هدوء ملامحه ثم أكملت :
أنت ما زلت غريب عني ولا أعرف عنك الكثير غير أنك الشخص الذي انقذني ومازال يحميني ، وما زلت لا أصدق ما فعلناه وأنني تزوجت بك .. بأنني تزوجت من الأساس !
أردف بصدق :
لن أُخيب ظنك بيّ آفاق .
ابتسمت له بامتنان ثم تذكرت شيء وسألته :
لما تُسمى بآدم سُفيان وأخيك يسمى بماضي حامد هل أنتم إخوة من آلام ؟
أجاب بتوضيح :
سُفيان يكون قدوتي في الحياة ومن أنقذني من الضياع ليضعني على طريق الحياة ..
صمت لوهلة ثم أكمل بجمود تشكل على وجهه :
نحن إخوة من الأب ولكن ذلك الرجل رفض أن يعترف بيّ لذلك لا أحتاج لاسمه أن يوضع خلف اسمي .
نظرت له بحزن وشفقة فأردف بمزاح :
الأمر لا يحتاج للشفقة يا ذات الجدائل أنا بخير أمامك ومحبوب لدى العائلة الذي رفض أن يُعرفهم عن وجودي !
رغم نبرته الممازحة واللامبالية إلا أنها شعرت بحزنه فاحتضنت كفه مرددة بلطف :
وإن دلّ هذا على شيء يدل على أنك رجل قوي وشجاع .
استوعبت فعلتها فابتعدت عنه بحرج ثم نهضت تتثاءب بنعاس مصطنع وهي تدفعه للخارج :
داهمني النعاس تصبح على خير .. هيا أذهب للقصر أريد النوم .
ابتسم على حماقتها وتوجه للخارج مردداً وهو يستمع لإغلاق الباب :
ليلة سعيدة ذات الجدائل .

في الصباح :
خرجت توبا من شقتها بعدما أجبرت ماسال على العودة لزوجها والوقوف جواره في أزمة شقيقته ، ترجلت من المبنى وصعدت لسيارتها ترمق بتركيز المعلومات الذي أرسلها إحدى مساعديها .
دق هاتفها فأجابت وهي تُدير السيارة :
صباح الخير يا فندم .
ردّ القائد :
صباح النور وصلك معلومات غياث المصري ؟
أردفت بعملية :
أيوه وفي طريقي لشركته .
أتاها صوت الآخر يخبرها بأن تحترس وتنتهي تلك القضية بسرعة ثم أغلقت معه ، بعد مدة توقفت أمام مقر شركات غياث المصري وظلت تنتظر قدومه بملل حتى مرّ ساعة كانت ترجلت من السيارة وجلست فوقها تأكل شطيرة وتحمل كاميرا في يدها .
وقفت بمجرد رؤيته يدخل بسيارته من باب الشركة فركضت باتجاهه حاملة الكاميرا وكادت بعبور البوابة فمنعها الأمن فصرخت عليهم محدثة الفوضى حتى يستمع لها غياث :
أبعد أيدك عني هاخد كام صورة بس مديري هيرفدني لو مكتبتش عن استاذ غياث .
دفعها الحارس وكادت أن تُكمل صراخها فقاطعها صوت صارم :
سبوها ..
ثم التفت لها وأكمل بجدية :
وأنتِ مين ؟
مدتّ يدها لتصافحه تعرف نفسها له :
توبا أنور صحفية في جريدة ***** .
رمقها من أعلاها لأسفلها بتفحص وسألها :
وعايزة إيه يا توبا ؟
أتسعت ابتسامتها وأجابت بحماس :
لازم أكتب خبر قوي ومهم وإلا مديري هيرفدني .
رمقها لمدة بصمت وجمود فزاد ريبتها قبل أن ترتسم بسمة هادئة على شفتيه مشيراً لها بالدخول:
أتفضلي معايا .
تحركت للداخل جواره بعدما تركت الكاميرا بالخارج بسبب إجبار الحراس متعللين بأنه ممنوع التصوير ، فتركتها بصدر رحب فزر سترتها يحتوي على كاميرا صغيرة يرى من خلالها قائدها غير الميكروفون الموضوع في فراشة تزين شعرها .
جلست على المقعد المقابل له مستمعة لصوته الأجش :
سامعك أتفضلي ..
أخرجت مُذكرة صغيرة وقلم أنيق يحتوي على ميكرفون وهتفت بعملية :
ممكن تكلمنا عن قصة نجاحك وتأسيسك للإمبراطورية الكبيرة دي ؟
أمسك بالهاتف وسألها :
الأول تشربي إيه ؟
أجابت الأخرى :
قهوة سادة .
فأخبر مساعدته بالطلب وأجاب على تساؤلها :
أنا زي أي شاب أتخرجت واشتغلت وأسست أول شركة بعد سنتين من المعافرة وبعدين ..
قاطعه صوت اتصال من هاتفها فهتفت بأسف :
ثواني لازم أرد على مديري .
أشار لها بأن تُجيب فتحدثت مع مديرها بنبرة سعيدة :
أيوه يا فندم أنا ...
قاطعها صوت صراخه عليها فصمتت راسمة الحزن والخوف على وجهها :
حضرتك اسمعني بس أنا .. يا فندم !
أنهت جملتها ببكاء وهي تعاود الاتصال به ولم يُجيب فهتفت من بين بكائها وشهقاتها :
رفدني .. هتعملي إيه توبا !
نهض غياث من مكانه وجلس أمامها محاولاً تهدئتها :
أهدي كل مشكلة وليها حل ..
صاحت بنحيب وبكاء شديد استطاعت إتقانه :
مفيش حل كله راح هجيب منين إيجار الشقة ولا علاجي !
حاول الآخر تهدئتها ولكنها كانت منهارة تماماً فهتف بنبرة مرتفعة ليجذب انتباهها :
أحنا محتاجين مسؤول عن السوشيال ميديا للشركة ممكن تعملي المقابلة ونشوف بس أهدي ..
هدأت من بكائها قليلاً ورددتّ من بين شهقاتها وهي تمسح أنفها في كُم سترتها بحركة تلقائية :
بتشفق عليا يعني !
انفلتت ضحكة صغيرة وردّ بمزاح :
مفيش شفقة في الشغل أعملي المقابلة ونشوف إذا كنتِ تنفعي في الشغل ولا لا .
ارتسمت بسمة صغيرة على فمها راسمة تعابير الشكر والفرح ، نهضت لتقوم بالمقابلة كما أخبرها ونجحت فيها بجدارة فقبل قدومها كانت قد درست عن إدارة السوشيال ميديا .
عادت لمكتبه وطرقت الباب ثم دلفت بعدما سمعت إذن دخولها وهتفت بسعادة غامرة :
شكراً لحضرتك مش مصدقة اللي حصل وإني لقيت شغل في نفس اليوم .
نهض وتقدم منها ببسمة هادئة رزينة كهيئته بدايةً من تقاسيم وجهه الهادئة لطريقة سيره وملابسه المنمقة الكلاسيكية غير ذوقه الرفيع كان يبدو كرجل محترم لا يُشك فيه على انه يعمل في أعمال غير قانونية .
مدّ يده مردداً بنبرة هادئة :
أثبتي شطارتك تقدري من بكره تشتغلي .
صافحته بحرارة وشكرته ثم رحلت من الشركة صاعدة لسيارتها متجهة للمشفى لتطمئن على ملاك ، هتفت بسعادة فانتهت للتو من أهم خطوة وهي الدخول لشركة غياث بشكل رسمي مستغلة كل أسلحتها ودهائها :
كله تحت السيطرة يا باشا غياث هيوصلني لهاني عبد الجواد قريب وأقدر ساعتها أثبت التهمة عليهم .

كل الآفاق تؤدي إليكWhere stories live. Discover now