ما زلت هنا

الجلسه

جاء اليوم الحاسم يوم الجلسه المشهد حافل بالجموع فهناك أايثل قد ارتدت ذالك الرداء الأسود الخاص بالمحامين و جاسر وإياد بجانبها مرتديان بدلات سوداء وعليها رداء المحامين .... وجاءت زوجة الرجل وأهله وذالك الرجل معها .... الكل جالس ينتظر بدء الجالس ...
دخل القاضى فوقف الجميع وهناك فى الزاويه تلك دخل الشرطى بسيرا تلك التى تقف هناك تحال لمام شتات نفسها وأن تظل واقفه بما تبقى عندها من قوه . تنظر إلى أيثل وتبتسم ابتسامة بسيطه وتجلس .
فبدأت الجلسه ..

وبدأ المدعى العام يتكلم
سيدى القاضى أود إستدعاء المتهمه لاستجوابها

فاتجهت سيرا لتقف على تلك المرتفعه التى ما تخيلت نفسها أن تراها أو أن تقف هناك فى حياتها
فيا لقسوة الحياة عليك يا سيرا

ثم وقفت وهى كل خليه فى جسدها تظهر الحزن ومحاولة الوقوف حتى لا تقع

ثم بدأ المدعى يستمع منها ما حدث وكلما قالت كلمه استهزأ وقال كلمه تزيد من حزنها وعدم الثقه بنفسها أكثر والشك فى انها فعلا أخطئت

حتى عندما قالت : ثم أعطيته العقار وما هى إلا ثوان حتى دخل فى نوبه

فقال المدعى بكل سخف وغضب : أتتذكرين العقار

فخافت سيرا منه جدا وبدأت ترتعش ودخلت فى نوبه وكأنهالا ترى ولا تسمع

فقال : أيتها الطبيبه أنا أسئلك هل تتذكرين ..

فبدأت ترتعش أكثر وتخاف ومسكت قلبها

حتى طلبت أيثل منه أن يكف عن مضايقة موكلتها واتجهت لسيرا واسندتها
فتركها لتعود لمكانها ثم قال لقد قال الشاعر :
لكل داء دواء ممكن أبدا ..... إلا إذا امتزج الإقتار بالكسل
إن هذه الطبيبه قد أهملت فى تقدير العقار الذى مطلوب منها أن تعطيه لمريضها لأنها اغترت بنفسها ورأت أنها ماهره جدا .... سيدى إن الثقه والغرور إذا أصاب البعض ...أعماهم....فما عادوا يرون أخطائهم ....وهكذا معظم الأطباء ..... يغترون فيعمون فيخطئون فيميتون .... ثم عندما نحاسبهم يصيبهم الحزن والمرض مثلما فعلت هذه الآن
سيدى كل شيئ واضح أنا أطالب العداله أن تأخذ مجراها بدون مراعاة مهنة أحد أو مكانته فى المجتمع
فإن الله سبحانه وتعالى قال ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )

إذا أطلقنا سراح هذه الطبيبه المهمله لتعيش حياتها بحريه مره أخرى بعدما تسببت بموت شخص بسبب إهمالها فكأننا فعلنا فعلتها وهذا سيتيح لغيرها من المهملين الإهمال وإذهاق حياة الآخرين بكل براح وحريه
لواننا نظرنا لعدد ضحايا الأخطاء الطبيه لنجد ملايين من البشر يموتون بسبب أخطاء هؤلاء المهملين

فما هذه الطبيبه التى أمامنا إلا بذره فاسده بدأت تنبت فما علينا إلا إزالتها حتى لا تفسد باقى الحقل ( وهو يشير لسيرا ...وهى بدأت تزيد فى الارتعاش والدموع تنزرف من عينيها دون أن تدرك و تقول فى نفسها لم أخطأ ...لم أخطأ.... أنا لم أفعل أى خطأ ..)