تحدث ظافر في نبرة عقلانية:
-ربنا نصرك ونصر مراتك وجابلها حقها وبعده عنكم للأبد وهتخلصوا من كابوس رامي وقرفه.
تمتم عثمان في حسرة:
-بالعكس ده كده مش هيريحنا ولا هو ميت ولا هو عايش وهنضطر نأجل فرح علشان حتى شكلنا قدام الناس محدش يعرف اللي عمله ابن عمها في الاول والآخر غيرنا وشكلنا هيبقى وحش قدام الناس.
صاح ظافر ساخرًا وهو يسأله:
-هو أنتَ ناوي تقول لنهال؟!.
هز عثمان رأسه في إيجاب بتلقائية شديدة، مما جعل ظافر يتحدث متهكمًا:
-لا طبعا مش هتقول حاجة كأنك متعرفش أي حاجة.
-ازاي؟!.
أجابه ظافر في بساطة:
-هو ولا حبيب ولا غالي، ولا كان ابن عمها وطمر فيه العيش والملح واللي ابوها عمله معاه، فلية تأجل فرحتك بعروستك علشانه وبعدين سيبها تيجي لوحدها لو عرفوا أهله ووصلوا ليها تبقى عرفت معرفتش خلاص أصلا الموضوع هياخد وقت مش زي ما أنتَ فاكر تكونوا أنتم اتجوزتوا وبعدها لو عايز تعمله صوان وعزاء محترم أبقى أعمله أهو علشان المنظر العام، لكن دلوقتي لو عملت كده هتخرب الدنيا أكتر.
بدأ عثمان يشعر بأن حديث ظافر منطقي بعض الشيء، لا تحتمل علاقته بنهال تأجيل سخيف من أجل رامي، لقد خلصهما الله منه ومن شره، وخططه المفجعة التي كان يرسمها ولم يعرف بأن القدر سيخطفه قبل أن يفكر في تنفيذها....
-تفتكر؟!.
غمغم ظافر بهدوء:
-ده كلام العقل مش مجرد كلام افرح بعروستك ولا تخلي أي شيء يعطل فرحتك بيها بل على العكس أنتَ المفروض دلوقتي تتم الموضوع أسرع قبل ما حوار رامي ده يتكشف..
قال عثمان بعفوية شديدة أصابت ظافر في مقتل:
-مهوا كده نهال هترجع بيت أبوها هبرر ليها ازاي؟! مهوا أكيد هتحس أن في حاجة غلط لما مرة واحده تلاقيني اتغيرت.
تحدث ظافر بتوجس فذهاب نهال من هنا يعني ذهاب يقين وقلة الفرص التي تجمعه بها..
-هو لازم يعني تخليها ترجع البيت؟!.
أردف عثمان بتوضيح:
-نهال عايزة تعمل الحنة في بيت أبوها وتخرج عروسة من هناك وأنا وعدتها إني هعمل كده قبل حتى ما أعرف حوار رامي ده.
قال ظافر برفض شديد:
-أنا شايف أنه تخليها هنا أحسن يعني ليها.
نظر له عثمان في عدم فهم مما جعل ظافر يسترسل حديثه مفسرًا حماقته:
-يعني أمن ليها أحسن يكون رامي له حد مسلطة عليها.
أجابه عثمان في غموض وهو يراقب تعبيرات وجهه التي تغيرت تماما بمجرد معرفته بذهاب نهال، ويستطيع عثمان تخمين السبب بسهولة:
-معتقدش يعني، أنا ممكن أخليها تمشي قبل الحنة بكام يوم.
الفصل السابع والثمانون
Start from the beginning
