43- (نَـسَـمَات بَـرمُـودَة)

Start from the beginning
                                    

_بس كدا احنا مخلصناش منها وسهل تيجي تقرفنا تاني

_لما تيجي هنتعامل متقلقيش ..

ساد الصمت بينهما، وانتبها لياسمين وهي تخاطب زياد قبل أن يلعب دوره :

_متحطش اصفر، حط له رقم لونه أزرق عشان معهوش اللون ده

كانت تقصد عز بحديثها ؛فهو الذي يلي زياد في اللعب، فصدح احتجاجه :

_لا ده غش ده! ، دي بتجسس على ورقي

أجابه زياد :
_انت اللي مبتخبّيش ورقك ياحبيبي، متحمّلناش نتيجة غباءك

وضع زياد ورقة برقم اثنان ذات لون أزرق، فارتفع هتاف الانتصار من عز وهو يضع ورقة من نفس الرقم ولكن بالأصفر :

_شوفتوا قلّة السلكان بتاعتكوا ! ، بالنيّات اصلها

همهم الجميع بضحكات خافتة، قبل أن يلتفت فخر مع جهاد بحوار جديد وهي تقول :

_عايزة اطلب منك طلب هيضايقك

رمقها بتعجب :
_استر يارب

سكتت قليلًا ثم أفصحت عن مبتغاها مباشرةً :
_عايزاك تعلّمني السواقة

ترقبته بقلق، فقطب حاجبيه بتساؤل :

_وايه اللي هيضايقني في كدا ؟!

_ما انت هتعلّمني على عربيتك !

سارعت بإخفاء وجهها بكفّيها لتتفادى رد فعله المتوقّع، بينما انتفض فخر بجلسته متأهبًا للصياح ولكنه حبس اعتراضه في جوفه لكيلا يلفت نظر الجميع، وأجابها بحنق :

_هعمل مسمعتش حاجة

تطلعت له بحزن برئ وقالت :
_انت بتحب العربية اكتر منّي؟!

أجابها بتحذير :
_متدخلهاش من السكة دي عشان مش هتجيب

تقمّصت نفس النظرات اللطيفة التي تخدعه بها كلما طلبت منه شيئًا، ونطقت جملتها المعتادة بدلال :

_عشان خاطري ياخوخة لو سمحت

صار يحرك رأسه يمينًا ويسارًا أكثر من مرة :

_متحاوليش لأ مش هياكل معايا الجو ده خلاص شطّبنا

لم تستسلم وبقت تحدقه بأعين بريئة وابتسامة ناعمة جدًا وحملت ملامحها كل الرقّة الموجودة بالعالم ، اغتاظ من نفسه لتأثره بها رغم معرفته بأنها تتلاعب به وحدجها بغضب مكتوم، فاتسعت ضحكتها و رددت معه العبارة التي أيقنت أنه سيلفظها، وهتفا معًا بنفس اللحظة :

_بكرهك ياچيچي!

ضحكت وأردفت بثقة :

_عادي ياروحي انا عارفة إنك تقصد العكس .... ها؟ موافق صح؟

زفر بملل وأجاب بامتعاض :

_هفكر ..

كانت على وشك التحدث فأوقفها قبل أن يستمع لحرف :

تُرَاب أمْشِير (مكتملة)Where stories live. Discover now